أكّد المدرب الوطني السابق رابح سعدان، أمس، أنّ مواجهة العودة بين الخضر وليبيا ستكون صعبة، مبرزا عدم رفضه احتمال إشرافه على تدريب فرسان المتوسط. وفي حوار لجريدة "الشباب والرياضة" الليبية، خاض سعدان في لقاء الرابع عشر من الشهر الجاري، وتطرق للعرض الذي وصله لتدريب المنتخب الليبي، وهذا ما جاء في الحوار. المنتخب الجزائري عرف كيف يتعامل مع اللقاء "في لقاء الذهاب كان واضحاً منذ دقائق المباراة الأولى تحفظ المنتخبين الليبي والجزائري، وتخوفهما من تلقي أي هدف وهو ما أثر على مستوى شوط المباراة الأول الذي كان تكتيكياً بحتاً، ومن خلال متابعتي تفاجأت بالمنتخب الليبي الذي لم يدخل أجواء اللقاء مبكرا، الأمر الذي جعل المنتخب الجزائري هو المسيطر طوال النصف ساعة الأولى، وهذا يعود للخلل الفني الواضح للمدرب الليبي الذي لم يجهز لاعبيه نفسيا لهذا اللقاء.. ومع ذلك تحرر المنتخب الليبي في النصف الثاني من اللقاء، وظهر بصورة جيدة وتحصل على عدة فرص كاد أن يخطف بها الفوز، لكن لاعبي ومدرب المنتخب الجزائري عرف كيف يتعاملون مع اللقاء وتفوق فنيا واستطاع خطف هدف الفوز الذي أعطاه الأفضلية لكي ينهي اللقاء متقدما". علاقة ليبيا والجزائر ستظل متينة "أنا مستاء للغاية من الأحداث التي دارت بالدارالبيضاء بين اللاعبين فور انتهاء لقاء الذهاب، وهذا الأمر نرفضه بشدة لأنه لا يخدم مصلحة الرياضة العربية، ويجب علينا نبذ التعصب فلا يوجد ما يبرر هذه الأفعال بين اللاعبين داخل الملعب، لأننا أشقاء وكرة القدم هي الوسيلة الوحيدة لتقريب الشعوب وعلاقة ليبيا والجزائر ستظل دائما متينة ونتمنى ألا تتكرر مثل هذه الأحداث في قادم المواعيد". لم تتوقعو ظهور المنتخب الليبي بهذه الصورة في لقاء الذهاب "المنتخب الليبي من المنتخبات القوية والتي استطاعت تقديم صورة جيد خلال مشاركاته الأخيرة، سواء في البطولة الإفريقية والعربية التي حل فيها وصيفا، بالإضافة لأدائه الرائع خلال التصفيات الإفريقية ..وفي الحقيقة لم أتوقع أن يظهر المنتخب الليبي بهذه الصورة أمام المنتخب الجزائري، وهذا الأمر يجعلنا متخوفين من ظهور المنتخب الليبي بوجهه الحقيقي في لقاء العودة بالجزائر". لقاء الحسم سيكون غاية في الصعوبة "رغم تفوق المنتخب الجزائري بهدف مقابل لا شي في لقاء الذهاب إلا أنني أرى أن لقاء الحسم في مدينة البليدة سيكون غاية في الصعوبة لكلا المنتخبين، وأتوقع ظهور المنتخب الليبي بصورة مغايرة عن لقاء الذهاب، لأنه سيدخل المباراة دون أن يخسر أي شيء وسيدافع عن حظوظه إلى آخر رمق من زمن اللقاء، أما المنتخب الجزائري سيدخل اللقاء تحت ضغط كبير للمحافظة على تفوقه، وسيعمل المدرب جاهدا على تجهيز لاعبيه بصورة جيدة، وسيكون من الصعب على المدرب حاليلوزيتش التفريط في التأهل .. لكن تبقى كل التوقعات متاحة والفيصل الوحيد هو التسعين دقيقة التي ستحدد المتأهل إلى المونديال الإفريقي". خطوة ممتازة قامت بها وزارة الشباب والرياضة الليبية "المبادرة التي ستقوم بها وزارة الشباب والرياضة الليبية والتي من خلالها سيتم إرسال نخبة من الرياضيين القدامى والشخصيات الرياضية لتهدئة الأمور قبل اللقاء المرتقب الذي سيقام في البليدة، أعتبرها خطوة ممتازة وفي الاتجاه الصحيح، وأنا على ثقة أن الوسط الرياضي في الجزائر سيكون في الموعد لاستقبال هذا الوفد الذي يعبر عن صدق النوايا، وهكذا يجب أن تكون الرياضة محبة وتآخي ويكفينا تعصب". يجب توحيد الخطاب الإعلامي في البلدين "للإعلام الليبي والجزائري دور كبير في تهدئة الشارع الرياضي في البلدين، ومن خلال هذا اللقاء أدعوا جميع وسائل الإعلام للعمل على إظهار الايجابيات أولا، ويجب أن يكون دورهم موحد في إعطاء إنطباع جيد للعالم بأن البلدان العربية متحضرة وبإمكانها قيادة العالم في شتى المجالات". لا مانع لدي من تدريب المنتخب الليبي وهذا الشيء يشرفني كثيرا "قبل اللقاء الأخير الذي جمع ليبيا والجزائر في الدارالبيضاء تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر اقترابي من تدريب المنتخب الليبي، وهذا الأمر لم يحدث وإلى حد الآن لم تصلني أي رسالة أو خطاب رسمي من قبل صناع القرار في الرياضة الليبي لتدريب المنتخب، وفي الحقيقة ليس لدي أي مانع في تدريب المنتخب الليبي وهذا الشيء يشرفني كثيرا، ولن أجد أي صعوبة في التأقلم لأن ليبيا تعتبر بلد شقيقة والأجواء عندكم قريبة من أجواء الجزائر، بالإضافة لخبرتي الطويلة في عالم التدريب، فقد سبق لي وأن دربت لفترة طويلة في المغرب وتونس والخليج وبفضل الله استطعت أن أصنع تاريخاً حافل من الانجازات". المدرب الأجنبي ليس وحده من يستطيع تطوير الكرة الليبية "المرحلة القادمة للكرة الليبية تتطلب الكثير من العمل لكي نشاهد ليبيا تنافس على اكتساح الألقاب القارية، وفي السابق دار بيني وبين المدرب الليبي رياض جمعة حديث عبر قناة نسمة التونسية، وقلت له أن المدرب الأجنبي ليس وحده من يستطيع تطوير الكرة الليبية، عليكم تشكيل لجنة من الرياضيين القدامى والمدربين الوطنيين ذات الكفاءة العالية لوضع خطة مستقبلية للفترة البعيدة، وبوجود الموارد المالية والبشرية ستجنون ثمار هذا العمل .. وهذا الأمر ليس بتلك الصعوبة، فلو نظرنا للكرة الخليجية في فترة السبعينيات كيف كانت ضعيفة للغاية مقارنة مع دول شمال إفريقيا، لكن بوجود العمل والتخطيط أصبح لدول الخليج العربي عدة دوريات قوية ومنتخبات وصلت للمونديال العالمي". أدعوا الجماهير الجزائرية للتحلي بالروح الرياضية "في ختام هذا الحديث أحب أن أحي الجماهير الليبية التي ساندتني في السابق عندما كنت على رأس الجهاز الفني للمنتخب الجزائري، وأتمنى من الله أن نشاهد لقاء في القمة بين ليبيا والجزائر من حيث المستوى الفني وانضباط اللاعبين أخلاقيا داخل الملعب، وأدعوا الجماهير الجزائرية للتحلي بالروح الرياضية والتشجيع الراقي، في النهاية ستضل مجرد 90 دقيقة من الماضي، والفائز نقول له آلف مبروك والخاسر نقول له حظ أوفر وستبقى العلاقة مستمرة بين الأشقاء ليبيا والجزائر."