حذر الرئيس التونسي منصف المرزوقي أول أمس من أفغنة منطقة الساحل بسبب زحف العناصر الإرهابية عليها من معاقلها السابقة في أفغانستان وباكستان، ودعا إلى موقف موحد من دول الإتحاد المغاربي للتصدي للوضع الذي أصبح يهدد استقرارها في المستقبل. وقال المرزوقي في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية إن “الجماعات السلفية الجهادية المتطرفة باتت تهدد كامل منطقة المغرب العربي” محذرا من انتقال “الحركة الارهابية” من أفغانستان وباكستان إلى دول اتحاد المغرب العربي. قال المرزوقي إن “الحركة الارهابية تنتقل الآن من أفغانستان وباكستان إلى منطقة المغرب العربي، والخطر الكبير أصبح علينا، الآن أصبح على أبواب بيوتنا”. وأضاف “(الإرهابيون) موجودون بالأساس في ليبيا وفي الجزائر، وخصوصا في الجنوب أعتقد أن هناك مشكلة أمنية الآن تتهدد كامل منطقة المغرب العربي كل حدودنا الجنوبية الآن مهددة بهذه المشكلة ويجب أن تكون هناك إجابة موحدة من كل البلدان (المغاربية)”. وقدر المرزوقي بحوالى ثلاثة آلاف عدد السلفيين الجهاديين المتطرفين في تونس. وقال في هذا السياق “الناشطون الذين يمكن أن يشكلوا خطرا هم ثلاثة آلاف تقريبا، وفق تقارير البوليس” التونسي. ونبه إلى أن من بين هؤلاء “أناسا يتعاملون مباشرة مع تنظيم القاعدة وبالتالي يشكلون خطرا كبيرا، وهم أيضا يعتبرون أنفسهم جزءا من المنظومة الإرهابية. وحتى هذه المنظومة الإرهابية المفككة تحاول الآن أن تجد لها موقع قدم، بالأساس في شمال مالي”. وقال المرزوقي إنه “لا يفهم” لماذا لم تعتقل وزارة الداخلية التونسية حتى الآن “أبو عياض” زعيم تنظيم “أنصار الشريعة” السلفي الجهادي في تونس والذي يشتبه أنه وراء هجوم استهدف في 14 سبتمبر الفائت السفارة والمدرسة الأمريكيتين في العاصمة التونسية. من جهة أخرى أعلن سفير غواتيمالا جيرت روزنتال الذي يترأس مجلس الأمن الدولي خلال أكتوبر، أن المجلس سيعقد اليوم الخميس بعد الظهر مشاورات أولية حول طلب مالي ومجموعة دول غرب إفريقيا للتدخل العسكري في شمال البلاد الذي تسيطر عليه حركات اسلامية موالية لتنظيم القاعدة. وقال السفير “ستجرى مناقشات أولية الخميس حول الطريقة التي يعتزم بها مجلس الأمن الرد على هذا الطلب، وأتوقع أن يعقد اجتماع ثان على الأقل خلال أكتوبر”، مضيفا “سيلزم الكثير من المناقشات بين أعضاء المجلس أنفسهم قبل مناقشة الأمر مع مجموعة غرب إفريقيا”. وقال روزنتال إن أعضاء المجلس لا يزالون بحاجة إلى تحديد “حجم العملية، وتبعاتها المالية”. وطلبت باماكو من الأممالمتحدة الموافقة على نشر “قوة عسكرية دولية” في موازاة انتشار قوات من غرب إفريقيا لمساعدتها في استعادة السيطرة على شمال البلاد. وتعتبر فرنسا المسالة “عاجلة” كما وصفها الرئيس فرنسوا هولاند في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء الماضي.