يؤكد الباحث "بشير صحراوي" أنّ الماسونية في الجزائر، حقيقة واقعة لا جدال فيها تكرسها نواد وطرائق تختبئ وراء ملتقيات ومحاضرات وندوات هدفها نشر طقوسها والدعوة للانتساب لها، وحشد قواها لضرب الإسلام في ظل انسياق المجتمعات العربية وراء معتقداتها نظرا لبعدها عن تعاليم الإسلام وجهل خباياها اليهودية الدفينة، مبديا تخوفه الكبير من خطر ماسوني يهدد أزيد من مائة طريقة وآلاف الزوايا الدينية في الجزائر خاصة والمغرب العربي عامة . نود أن تعطينا لمحة أو تعريف بسيطة للماسونية؟ الماسونية أو البناؤون وفي الإنجليزية "freemasons" أي البناؤون الأحرار، وهي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك المنضوون تحت لوائها في عقائد وأفكار موحدة، فيما يخص أخلاق الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي، حيث تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها خاصة في بدايات تأسيسها، الأمر الذي جعلها محط كثير من الأخبار، هذا وتعتبر الماسونية "من محاربي الفكر الديني" وإحدى أقوى الهيئات لدحض معالم الإسلام ونشر الفكر العلماني. يسود كثير من اللغط والتساؤلات حول تاريخ وفترة النشأة الحقيقية للماسونية في العالم، ما قولكم في هذا الشأن؟ ظهر الفكر الماسوني مع ظهور ما يسمى ب"كتب الكابالا" أو "الكتب الشيطانية" التي ألفها الربّي اليهودي الماكر إسحاق الكفيف، في عهد سيدنا سليمان عليه السلام. والتي تظم 12 مجلدا، اختفت جميعها بظهور الإسلام وبداية رسالة التوحيد على يد سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، الذي سرّع وتيرة الفتوحات الإسلامية في أنحاء الأرض، لتشمل السيطرة على أرض فلسطين التي أحكم الإسلام قبضته عليها سنة 637 ميلادي، الأمر الذي لم يمرره اليهود بسهولة خاصة في ظل فقدانهم للكتب السحرية الشيطانية التي كان الجن والشياطين تقرأها زمن سيدنا سليمان عليه السلام، والتي أصبحت بالنسبة لليهود منهجا بديلا عن التوراة التي تم تحريفها، إذ يعتبرونها كنزا كبيرا، إذا كان ولا يزال استخدامها لعمل طقوس شيطانية وأعمال شعوذة تمكنهم من السيطرة على العديد من المجالات، وفي عام 1095 ميلادي قرر البابا "أوريان الثاني" استرجاع هذه الكتب التي أفشى اليهود سر وجودها في القدس للمسيح، وجمع الجيوش لاسترجاع القدس عن طريق الحملات الصليبية حيث أمر ملوك و أمراء أوروبا بالاستعداد لذلك خوفا من أن يكتشف المسلمون كتب السحر اليهودية، إذ تم فعلا الهجوم على القدس سنة 1099 ميلادي وتم احتلالها مرة أخرى، إذ كان ضمن الجيش الصليبي جماعة من المقاتلين قرروا البقاء في القدس بعد الحملة الصليبية بحجة حماية الحجاج المسيحيين من المسلمين، وكانت هذه مجرد خدعة من أجل البحث عن الكنز المفقود "كتب الكابالا" التي كانوا على علم بفوائدها الشيطانية التي ستجعلهم يسيطرون على العالم بأسره. ووقعت فعلا هذه الكتب بعد عملية بحث كبيرة وحثيثة في يد مجموعة من تسعة نبلاء فرنسيين عرفوا ب"فرسان الهيكل" أي هيكل سليمان عليه السلام، وكلمة "كابالا" -للتوضيح- تعني مجموعة من المتآمرين وهي مشتقة من كلمة "كابالا" واحدة من "الكابال" ألهمت في وقت لاحق قضية العاملين في السحر الأسود والماسونية "فرسان الهيكل" الذين دعوا أنفسهم فيما بعد ب"فرسان المسيح الفقراء"، لكن هؤلاء الرجال كانوا أبعد ما يكون عن الفقر والزهد، بل بالعكس كانوا يستغلون الفرص لنهب الأموال والقرابين وقاموا بتنصيب أنفسهم عمدا على أنهم رهبان حتى يتمكنوا من نشر "الكابالا" ودراستها وممارسة الأعمال التجارية الشيطانية دون دفع الضرائب حتى لا يشك فيهم الفاتيكان، وتظاهروا بالزهد والورع والأعمال الخيرية كما يجري الآن في عدة بلدان على غرار الجزائر التي عرفت ظهور جمعيات وفرق ونواد وأخويات ظاهرها خير وباطنها شر و سموم. هذا وتحكم فرسان الهيكل بطقوس السحر الكابالية وحاولوا بعدما أدركوا أن هذه الكتب وما تكتنفه من قوى مفتاحهم الوحيد للسيطرة على العالم، لتبقى سرا وحكرا لهم، وحتى لا يتمكن المسلمون من الإطلاع عليها، ولكن وبعد 200 سنة من السحر والفساد والحملات الصليبية المتعطشة للدماء إنتبه البابا أنذاك لمشروعهم، وأرسل فرقة خاصة من الجيش إعتقلت فرسان المعبد وعذبتهم وقامت بإعدامهم، لكن تمكن العديد من أتباعهم الذين كانوا في السجون من الهرب والتوجه إلى جزيرة مالطا، وقاموا بتسمية أنفسهم "الفرسان أسياد مالطا" ليتوجهوا بعدها إلى إسكتلندا بعد تأسيس طرق التجارة إلى أمريكا الشمالية، وأطلقوا على أنفسهم اسم "الماسونيين"، وأسسوا المنظمة الجديدة "الماسونية" إذ بدا فرسان الهيكل الجدد باستقطاب أصحاب المال والنفوذ والشركات ليصبحوا منهم وخاضعين لفكرهم وعقيدتهم، وبدأت الماسونية تنشر طقوسها القديمة والعمل على نشرها، ليتغير بعدها مظهرهم وأصبح هؤلاء المشعوذون يلبسون أفخم الثياب ويحتكرون أرقى المناصب ويملكون أقوى الشركات والمصانع، واجتهدوا في فن المكر والشر والتلاعب بالأديان وجر الإنسانية إلى الجهل والكفر والانسلاخ من فطرتها وكرامتها، حيث ظهروا للعالم علنية سنة 1717، بعد أن كانت أعمالهم سرية إذ تزايد عددهم وتضخمت قوتهم وفكروا في بناء دولة كاملة لهم ليسيطروا من خلالها على العالم، فكان أول إنجاز لهم هو بناء دولتهم الأم التي ستكون منبع الفساد في العالم وهي أمريكا. إذا في رأيكم ما هو دور إسرائيل في كل هذا وما الهدف من تكوينها؟ كما يعلم الكل إسرائيل هي الطفل المدلل لأمريكا، وأن اليهود وكتبهم الشيطانية "الكابالا" هم قوة أمريكا وهم من بناها، فتكوين دولة إسرائيل سنة 1948 بعد وعد بلفور المشؤوم سنة 1917 جاء من طرف المخطط الماسوني الصهيوني لإرضاء اليهود المغضوب عليهم. وجعل أرض فلسطين محطة عسكرية مدججة بسلاح الدمار الشامل لترعب الوطن العربي والإسلامي، وتضغط على الحكومات والشعوب للرضوخ لسياستها. لكن في الأمر نوع من الغموض. لماذا أفشى اليهود سر الكتب الشيطانية لفرسان الهيكل ولماذا ساعدوا الماسونيين في بناء أمريكا؟ لليهود غاية من وراء ذلك وهي بناء هيكل سليمان عليه السلام على أنقاض المسجد الأقصى، وتبعهم في ذلك الكثير من السذج والعميان من مختلف الديانات والجنسيات والأوطان، إذا اليهود لم يفشوا سر كتب "الكابالا" حبا في فرسان الهيكل بل ليجروهم لبناء دولة كاملة وقوية تحقق حلم يهود العالم ويهود إسرائيل، وتجسيد حلهم المنشود القائل بتدمير الأقصى وبناء الهيكل مكانه ليظهر ملكهم الأعظم الأعور الدجال -حسب معتقداتهم وأساطيرهم "الإسرائيليات". هل يمكن أن تقدم لنا بعض النماذج عن حركات ورموز الماسونية؟ هناك العديد من الرموز والحركات سأكتفي بذكر أشهرها الذي شاع اعتمادها عن جهل في الكثير من البلدان العربية الإسلامية، على غرار الجزائر حركة قرني الشيطان: وهي حركة خبيثة جدا يرجع أصلها لكتب "الكابالا"، وأصبحت هذه الحركة شائعة في أمتنا دون أن يدري الشباب معناها الحقيق، في ظل الدعايات المضللة التي تقول أنها رمز للحرية، والحقيقة أنها ترمز إلى عقد جرى بين إبليس من الجن والأعور الدجال ملك اليهود من الإنس، لهذا نرفع إصبع السبابة في الصلاة لأنه يدمر الشيطان باعتباره رمزا للتوحيد. رمز الكف "الخامسة": هو رمز يهودي الأصل نقله اليهود للشيعة، وللأسف انتشر هو الأخر في مجتمعاتنا وأصبح رمزا للأمان والحماية ويباع في متاجر الذهب كنوع من رد السحر وهو أصلا رمز شيطاني قديم. رمز الهلال والنجمة: هو رمز من أصل فارسي للصابئة عبدة الكواكب والنجوم، لم يرد خلال التاريخ الإسلامي نهائيا، لكن طرح أول مرة في الخلافة العثمانية حيث دسه اليهود في البلاد الإسلامية واعتبر أنه رمز للإسلام. رمز العين التي ترى كل شيء: هو رمز ماسوني يرمز لإله المصريين القدامى "حورس" الذي كان أعور العين اليمنى ويستطيع أن يرى كل شيء بالعين اليسرى، وهو أيضا إله الشمس عند الماسونية ويدعى "رع". رمز الخلخل أو الخلخال: معناه الحديد بالعربية وهو عبارة عن أصفاد صنعت من حديد ثم من نحاس ثم من فضة، وبعدها من الذهب الخالص كانت ولا تزال تضعه المرأة العربية والمسلمة حول كعبيها كزينة، والحقيقة المرة هي أن هذا الخلخل أو الخلخال كما نسميه نحن، كان رمز للعبودية والرق عند الفراعنة الذين كانوا يضعونه حول كعبي المرأة اليهودية المستعبدة ليميزوها عن المرأة الحرة الطليقة الفرعونية. ما هي أبرز جماعات الماسونية الناشطة عبر العالم؟ يمكن الذكر على سبيل الحصر جماعة الإيمو: "متمرد ذو نفسية حساسة" تتبع هذه الجماعة نظام لباس معين وموسيقى خاصة وتسريحات شعر غريبة تميزهم عن منخرطيها يتراوح ما بين 12 و17 سنة، والإيمو يتميز بشخصية حزينة مكتئبة متشائمة ومنكسرة القلب تميل للانتحار، هذه الجماعة نشرها اليهود في أوروبا وأمريكا في منتصف الثمانينيات، حيث وصل وصلت نسبة المصابين بالاكتئاب إلى 5 بالمائة من الرجال و 8 بالمائة من النساء. ونجد أيضا جماعة الميتال: وهي مجموعة من الشباب تستعمل الموسيقى الصاخبة وتلبس ثيابا شيطانية ويستخدمون رموز الجماجم وقرني الشيطان ورمز 666 في ملابسهم ويطيلون شعورهم. ومن أشهرها كذلك جماعة الجمجمة والعظام: وهي أخوية سرية تأسست سنة 1832 داخل جامعة "بال" بولاية كونيكتيكوت الأمريكية، وتعرف برقم 322 أو أخوية الموت، تكونت في البداية من طلاب الجامعة ثم انضم إليهم أبناء العائلات البروتستانتية من أصل يهودي، وحاليا أغلب أعضائها من أصحاب النفوذ والاقتصاديين والسياسيين، يجتمعون لإقامة بعض الطقوس كنبش القبور والقتل، حيث يعتبر بوش الرئيس الأمريكي السابق أحد أعضائها المؤسسين. كيف اخترقت أيادي الماسونية التراب الجزائري، وفيما تتجلى مظاهرها؟ بعد أن سيطرت الماسونية على الدول الغربية اتجهت صوب الدول العربية والإسلامية، لكنها وجدت في بادئ الأمر صعوبة في السيطرة عليها في ظل تشبّع شعوبها بالفكر الإسلامي العربي، وبعد محاولات متكررة نجحت بفضل خطة شيطانية ماكرة في الدخول والانتشار في هذه البلدان على غرار الجزائر بنواد وجمعيات وأسماء جذابة دون أن يدري مريدوها والعامة من الناس حقيقتها وما تسببه من فساد. ويمكنني أن أقول أن الماسونية قد تفشت في المجتمع الجزائري تحت غطاء عادات طالما اعتقدنا أنها دينية محضة التف المجتمع حولها وقدسها، وعلى سبيل المثال احتفالية المولد النبوي الشريف التي تغلغلت الماسونية من خلالها في الجزائر، وفي معظم دول المغرب العربي منذ زمن طويل تحت الغطاء الديني العقائدي والثقافي للنيل من أمة الإسلام، لنرجع الآن للتاريخ ونستذكر الدولة الفاطمية العبيدية الشيعية المنتسبة إلى عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي، والتي حكمت مصر من 357 إلى 567 هجري، هذه الدولة الضالة هي التي بدعت احتفال المولد النبوي، الذي يتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والتابعين، هدفه جر المسلمين إلى الابتعاد عن الدين الأصيل والسنة النبوية الشريفة، وإدخالهم في متاهات البدع والخرافات وإغراقهم في الاستهلاك كما حاصل اليوم في الجزائر، التي تصرف تزامنا مع هذه المناسبة ملايير الدولارات في المفرقعات التي باتت تعتبر لدى الشباب الجزائري وحتى الكبار ضرورة ملحة في هذه المناسبة، فضلا عن الشموع، والأكل والشرب المسرف، فضلا عن هذا تجسدت معالم الماسونية في الجزائر أيضا من خلال يناير عيد الأمازيغ: الذي تقول الأسطورة بخصوصه أنه حصلت معركة يوم 12 جانفي - يناير 950 قبل الميلاد بين جيش الملك الأمازيغي "شانشاق" وجيش الفرعون المصري رمسيس الثالث، الذي حكم مصر من 1166 إلى 1696 قبل الميلاد أي 30 سنة من الحكم، فاز فيها الأول، لكن كيف يعقل هذا ونحن نعرف أن رمسيس الثالث حكم مصر 216 سنة قبل وجود شاشناق، إذا هذه خرافة مبتدعة من طرف اليهود الغادرين، هذا فضلا عن أنّ شاشناق هذا هو ربي غادر أحبار اليهود الذين دخلوا أرض المغرب، وحمل معه عادات وتقاليد الديانة الفرعونية وزرعها في تربة شمال إفريقيا لتمس الجزائر التي جعل هذه الأسطورة المفبركة عيدا لسكانها. كما تجلت الماسونية بشكل علني في الجزائر من خلال بعض الطقوس المعتمدة لحد الآن، على غرار ما يسمى ب"الهيلولة" وهي إحدى الطقوس اليهودية القديمة تشهد رواجا كبيرا في الجزائر إذ تمارس مثلا في مقبرة ببولوغين، أين يوجد ربي اسمه "ريباش راشباش" من أكبر وأخطر أحبار اليهود الناشطين في الجزائر يشرف على هذه الطقوس كل يوم سبت. وأنا أقول أن الماسونية نهر كبير وطويل تنبع منه عدة جداول تتمثل في الأخويات والفرق والطوائف التي لها أسماء مختلفة، لكن دورها ومصدرها ومشروعها واحد وهو تضليل المسلمين وإدخالهم في الشرك، تضم في صفوفها نخبة المجتمع وأثريائه ومثقفيه وحتى ساسته الذين يتقلدون مناصب حكم كبيرة ، الأخوية تعرف ما تفعل لذا فهي دائما تتكلم باسم الدين و تعسل كلامها بالقرآن الكريم و الأحاديث المبتدعة الكاذبة، نذكر بعض طقوسها الشائعة في بعض ولايات الوطن، على غرار الحضرة والجذب والصراخ، والحضرة هي تجمع ووقوف المريدين في غرفة أو ساحة يجذبون أي يرقصون بحركات مميزة وينشدون مقاطع لها مدلولاتها وغاياتها. وكفرقة مشهورة نذكر على سبيل المثال فرقة العيساوية المتطرفة، أو ما يعرف في ولايات الجزائرالغربية بالعيساوى على غرار وهران ومستغانم وحتى تلمسان، والتي تستعمل الموسيقى والتطبيل والجذب في التجمعات والحضرة، والاختلاط مباح فيها، كما أن المتجول في الجزائر والعديد من البلدان المجاورة خاصة المغرب وتونس يلاحظ في عدد من الولايات كغرداية وتيزي وزو، ووهران ومستغانم، وبشار وتندوف، وكثير من الولايات الأخرى يلاحظ القبب الكثيرة المنتشرة فيها، يكثر زوارها في كل الأوقات خاصة يوم الجمعة و أيام الأعياد، فتقام الزردات والهيلولة وهي طقوس دينية يهودية الأصل مزجت بين الخرافة والشعوذة، فتذبح في هذه الأضرحة كما يسمونها الذبائح وتقدم القرابين على غرار النقود والمجوهرات، ويكثر بها الصياح والنواح وتقرع الطبول والدفوف، ويوزع الطعام، ليحضر بعد ذلك إبليس وعرشه ليشاهدوا نتائج وساوسهم، في هذه الوضعية يغتنم الماسونيون المحليون الفرصة للإيقاع بهؤلاء الجهلة ويوهمونهم بأنهم الصفوة والنخبة لتبدأ حملة إدراجهم ودعوتهم لهذا التيار المضلل فيصبحوا من عباد الشيطان بعد تأدية القسم الماسوني. فضلا عن هذا تحصي الجزائر حوالي 100 طريقة أغلبها تسممت بمعالم الماسونية بعلم أو عن جهل وحسن نية، على غرار التيجانية الأكثر في الجزائر التي تعرف بإشرافها على الجانب الاجتماعي والثقافي، وكذلك الطريقة الهبرية وهي الأخطر ومثوى المخططين وأصحاب القرارات إذ تختص في الشؤون السياسية، هذا دون نسيان الطريقة الحمادية و القادرية والرحمانية.. والأسماء كثيرة ومتنوعة. المرير في الأمر أن هذه الطرق كانت في السابق مراكز لتعليم الدين وتحفيظ القرآن الكريم، والآن صارت تساهم في نشر الفكر الماسوني، وحتى جامعاتنا صارت مكانا مفضلا للماسونيين الذي استغلوا شغف الشباب المحلي بأوروبا وولعهم بموضتها لغسل عقولهم بالفكر الماسوني، وصاروا يتصلون فيما بينهم بإشارات ماسونية يهودية محضة يجهلون حتى معناها. لكن ما هو مصدر المال الذي تسير به هذه الزوايا والفرق به نشاطاتها التي تكلف مبالغ ضخمة؟ للأسف هذه الزوايا التي بدأت تعمل كمبشرة للماسونية دون أن يدري بعضها وأخرى عن دراية ووعي بما تفعل، مضللة الناس بمظهرها الإسلامي الديني ونشاطاتها الخيرية معترف بها ولها حقوق ومطالب وخزينة أموال وزكاة يتبرع بها المواطنون، فضلا عن مساهمات الأثرياء ورجال الأعمال الذين ينتمون إليها. ما هي أبرز العوامل في رأيكم التي ساهمت في انتشار الفكر الماسوني في المغرب العربي عامة والجزائر خاصة؟ العامل الأبرز والأهم في رأي هو الجهل الذي جعل الناس كالإمعة ينساقون وراء أي شيء يزين ظاهره حتى وإن كان على حساب دينهم الذي هم بعيدون عن فهمه كل البعد، إذ أصبحت المساجد أماكن للراحة والنوم وهو ما استغله رواد الماسونية لتمرير رسائلهم وتجسيد برامجهم القائمة بالتحضير لعولمة العالم، وتوحيد لباسه وفكره وعاداته وثقافاته طبعا بما يتماشى والفكر اليهودي الماسوني. وعليه أود أن أشير إلى الغفلة التي تعيشها مجتمعاتنا العربية على غرار الجزائر، التي سمحت خلال احتضانها لفعاليات الصالون الدولي للكتاب بعرض الكثير من الكتب المتناولة بالإشهار للماسونية وأخطرها كتاب "17 رمضان" الذي ألفه جورجي زيدان وهو معروض حاليا في العديد من مكتبات الجزائر على غرار مكتبة الحديث بالقبة. ما هو الحل في رأيكم الكفيل بالتصدي لهذا التيار أو العقيدة الدينية الهدامة البعيدة عن كل ما جاءت به الأديان السماوية؟ الحلّ يكمن في التمسك بتعاليم الدين الإسلامي التي جاء بها القرآن الكريم، وحثت عليها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن كل ما يخالفها من خرافات وبدع، هذا إلى جانب تنوير السلطات والشعب بدسائس هذه الطائفة وخطورتها من خلال الكشف عن طقوسها و التعريف بها قصد تجنبها ومحاربتها وتسليط أقصى العقوبات على مروجيها.