وفي أول تعليق لها على هذا التطور الخطير ، أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن ''كنيس الخراب'' هو مشروع تهويدي من الدرجة الأولى مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى . مشيرة إلى أنه مشروع تتبناه الحكومة الإسرائيلية وشركات استيطانية تابعة لها. وأضافت أن افتتاح الكنيس يأتي في سلسلة من الفعاليات التي أعلنتها إسرائيل للبدء بتهويد القدسالمحتلة وتصعيد الحملة على المسجد الأقصى ، قائلة في وقت سابق :'' الفعاليات تتضمن افتتاح أكبر وأعلى كنيس يهودي في البلدة القديمة في القدسالمحتلة على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى في منتصف مارس ويتبعه في 16 من الشهر ذاته تنظيم يوم عالمي من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم تتخلله دعوات إلى اقتحام المسجد الأقصى ''.وتابعت مؤسسة الأقصى في بيان لها أنه بحسب مقولة أطلقها حاخام يهودي في القرن الثامن عشر، فإن موعد بناء ''كنيس الخراب'' هو في السادس عشر من مارس العام 2010 على أن يقام على أنقاض المسجد الأقصى وبما أن الظروف غير مواتية لذلك حاليا ، فقد ارتأت الحكومة الإسرائيلية أن يقام هذا الكنيس على مقربة من المسجد الأقصى وعلى أنقاض مسجد آخر على أن تكون قبة الكنيس أعلى من قبة الصخرة. واستطردت '' بناء الكنيس جاء بناء على قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية عام 2001 ، فيما بلغت كلفته نحو 45 مليون شيكل (أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي) وقد ساهم في التمويل عدد من الأثرياء اليهود والجمعيات الاستيطانية ''. وكشفت المؤسسة أيضا أن ''كنيس الخراب'' أقيم على بناء عثماني كان يقع ضمن الأبنية الإسلامية المجاورة للمسجد العمري وهو يقع على أرض وقفية وعلى حساب بيوت فلسطينية تابعة لحارة الشرف وهي حارة كبيرة في البلدة القديمة في القدسالمحتلة. توقيت افتتاح الكنيس يؤكد أن الأسوأ قادم انتهت مؤسسة الأقصى إلى القول إن توقيت افتتاح الكنيس وتزامنه مع إعلان الحكومة الإسرائيلية مؤخرا ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي هو ''تزامن مقصود'' ، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمدت رسم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح داخل قبة ''كنيس الخراب'' باعتبارهما من التراث اليهودي.ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد ، حيث تعتقد الجماعات اليهودية المتطرفة واستناداً إلى إحدى خرافاتهم أن افتتاح كنيس ''الخراب '' الذي يعرف أيضا ب '' الهيكل الصغير'' يشكل بداية العد التنازلي لبناء هيكلهم الثالث المزعوم. وهناك عدد من الأمور التي تدق ناقوس الخطر حول السيناريو الكارثي السابق من أبرزها إعلان نتنياهو في منتصف مارس وبالتزامن مع افتتاح ''كنيس الخراب'' أن الاستيطان سيتواصل في القدسالمحتلة كما كان الحال في السنوات ال 42 الماضية في إشارة إلى تاريخ الاحتلال الإسرائيلي ولم يكتف بما سبق ، بل إنه تحدى أيضا الغضب العربي والعالمي تجاه الإعلان عن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة بالقدسالمحتلة عندما زعم في كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي أن بناء وحدات استيطانية يهودية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة لن يؤثر ''بأي شكل من الأشكال على الفلسطينيين ولن يؤذيهم قط ''.وبجانب تصريحات نتنياهو السابقة ، فإن الإعلان عن افتتاح ''كنيس الخراب'' جاء في إطار سيناريو خطير معد سلفا ويجري تنفيذه في مواعيده المحددة دون تأخير ، فمعروف أن حركة ''أمناء جبل الهيكل'' وهو المسمى الذي يطلقه اليهود على منطقة الحرم القدسي عقدت اجتماعات كثيرة مؤخرا وناشدت اليهود دخول باحات المسجد الأقصى لأداء الشعائر الدينية وجمعت تبرعات لبناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى. وفي 30 سبتمبر الماضي، وكشفت مصادر أمريكية مطلعة أن جماعات يهودية متطرفة قررت بناء هيكل سليمان المزعوم محل الحرم القدسي بالمسجد الأقصى بتاريخ الخميس الموافق 25 مارس 2010 .ونقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية عن تلك المصادر قولها إن الجماعات اليهودية الماسونية المتطرفة والتي تعمل بشكل سري داخل الولاياتالمتحدة تدفع بشدة نحو الإسراع في هدم المسجد الأقصى بعد تلقيها ضربات داخل أمريكا ، حيث تعرضت هذه الجماعات إلى اختراق من قبل أمريكيين في كشف طقوسهم الدينية أدى إلى تسرب ما وصفوه أسرار ''ختم سليمان'' وفك شفرات رموزهم الدينية من قبل الروائي الأمريكي دان براونز في روايته الجديدة التي أطلق عليها تسمية ''الرمز المفقود'' الصادرة فى 15 سبتمبر 2009 والتي تمكن خلالها من اختراق تلك الجماعات لمدة خمس سنوات مضت.وأضافت أن شمال شرق واشنطن شهد ليلة 17 سبتمبر 2009 اضطرابات عديدة بسبب تسرب الشبان الماسونيين من معبد ''الملك سليمان الكبير'' الذي يقع في شارع رود ايلاند حيث ساهموا في جذب الجريمة وجميع أنواع السلوك غير المنضبط بين السكان مما أدى إلى إغلاق المعبد بناء على قرار من عمدة المنطقة ادريان فنتي ورئيس الشرطة كاثي لانير والمدعي العام بيتر نيكلز ومدير إدارة شئون المستهلك والشؤون التنظيمية ليندا ارجو. وما يضاعف من خطورة ما جاء في صحيفة ''واشنطن بوست'' أن هيكل سليمان المزعوم المراد بناؤه محل الحرم القدسي من الأولويات المهمة لعشرات الجماعات اليهودية المتطرفة مثل ''أمناء جبل الهيكل'' و ''معهد الهيكل'' ، كما يعتبر من الأولويات لجماعات مسيحية منشقة مثل ''منظمة الأغلبية الأخلاقية'' و''مؤسسة جبل الهيكل'' وجماعة ''المسيحيين الإنجيليين'' و ''السفارة المسيحية الحولية'' التي تمتلك 15 قنصلية في الولاياتالمتحدة ، إضافة إلى ''هيئة المائدة المستديرة الدينية'' التي تعتبر إحدى أخطر الجماعات لما لها من تأثير على عمل اليمين المسيحي في أمريكا وتنقسم إلى ''منظمة مترجمو الكتاب المقدس'' و''عصبة الكنيسة في أمريكا'' التي تشكل الداعم الأساسي للإستراتيجية الإسرائيلية لأسباب لاهوتية ، هذا بالإضافة إلى أن أول نموذج لهيكل سليمان المزعوم تم عرضه على الملأ في جناح فلسطين بالمؤتمر العالمي لمعرض نيويورك عام .1939 ..وتستمر خطة تهويد القدس ولم تكد تمر سوى شهور قليلة على الكشف عن المخطط السابق ، إلا ونشرت تقارير صحفية أيضا في 28 فيفري 2010 تفاصيل خطة لتهويد مدينة القدسالفلسطينيةالمحتلة خلال 30 شهرا تنتهي وفق المخطط بتغيير كامل للمعالم الإسلامية والمسيحية وطمس الآثار العربية في المدينة.ويشمل المخطط التهويدي للقدس في ظاهره أعمالاً ل''تطوير'' البنى التحتية للرصف وزرع الجنائن والإضاءة ، لكنه يهدف في باطنه إلى طمس هوية المدينة وتزوير تاريخها وتغليفها برموز يهودية وتوراتية بحيث تكتسي البلدة القديمة حلة إسرائيلية يهودية . وستنفذ الأعمال التي ستستغرق بين 24 و30 شهراً في طريق باب العامود وسوق خان الزيت وطريق الوأد وسوق العطارين وطريق حارة النصارى وطريق القديس متري وساحة عمر بن الخطاب وطريق الآلام وطريق الرسل وباب الغوانمة وعقبة دير الحبشة وطريق مار مرقص .وذكرت صحيفة ''الخليج'' الإماراتية أن هذه الأمور تندرج ضمن سلسلة مخططات أبرزها إغلاق باب العامود وإقامة 11 ''حديقة توراتية'' في قلب الأحياء العربية وذلك في سبيل تهويد المدينة وتهجير المقدسيين . وكشف المحامي الفلسطيني قيس ناصر عن وثائق المشروع التي تشير إلى أن أعمال الإنشاء والحفريات ستشمل أغلب شوارع وممرات وأحياء البلدة القديمة التي يبلغ عددها 361 طريقا وتشغل نحو 85 دونما أي نحو 10 من مجمل مساحة البلدة القديمة ، قائلا :'' يعتمد المشروع التهويدي على وثيقة أعدها طاقم تخطيطي ببلدية الاحتلال في القدس وثق بها شوارع وممرات البلدة القديمة ووضعها الحالي ''.وأضاف ''حسب وثائق المشروع فإن أعمال التطوير ستطال أماكن هامة للمسيحيين والمسلمين في البلدة القديمة حيث حدد الطاقم التخطيطي الإسرائيلي ضرورة تنفيذ الأعمال التي أوصى بها في كل شارع وحارة وزقاقس . وتابع '' الأماكن ذات الأولوية في أعمال التهويد حسب بلدية الاحتلال هي الشوارع والممرات الموجودة شمال المسجد الأقصى '' ، واختتم بالتحذير من أن تنفيذ المشروع سيغير البلدة القديمة بصورة كاملة لتصبح بلدة إسرائيلية يهودية جديدة . 15 مليار دولار لتنفيذ مشروع القدس 2020 كشف الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في 4 فيفري 2010 عن مخطط إسرائيلي جديد يسمى ب''القدس ''2020 ويسعى إلى ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدسالمحتلة إلى المدينة وخفض الوجود الفلسطيني بها ، قائلا في بيان له :'' تم رصد أكثر من 15 مليار دولار لتنفيذ هذا المخطط كما حصل مؤخرا في بلدة العيسوية حيث تمت مصادرة أكثر من 660 دونما من أراضي البلدة كما يسعى هذا المخطط لنقل أكثر من 40 ألف مستوطن إلى القدسالمحتلة لتصبح القدس للإسرائيليين''.وأشار إلى أن هذا المخطط يسعى لخفض الوجود الفلسطيني في المدينة بحيث يصبح بحلول عام 2020 أقل من 12 ونسبة الإسرائيليين أكثر من 88 % ، مما يعني أن القدسالشرقية سيتم تفريغها بالكامل من سكانها الأصليين .وحذر التميمي من بناء مدينة دينية ذات طابع إسرائيلي على أنقاض بيوت أهالي حي سلوان بالقدسالمحتلة المهددة بالهدم ، وأضاف أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة أكدت أنها ستقوم بهدم جميع المنازل في بلدة سلوان تحت ذريعة أنها غير مرخصة ، مما يعني تشريد مئات العائلات الفلسطينية. وتابع أن سلطات الاحتلال قامت بتجنيد كل إمكانياتها وطاقاتها على كل الصعد والمستويات من أجل السيطرة على البلدة ، فعدد البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان يبلغ أكثر من 60 بؤرة استيطانية تشمل معاهد دينية للمتطرفين الإسرائيليين ومنازل وساحات وعمارات وشقق ومواقف للسيارات معظمها يتركز في وادي حلوة في سلوان وأحياء أخرى بنفس البلدة.وتابع قاضي قضاة فلسطين أن أكثر من سبعة أنفاق تم حفرها تحت سلوان منها ما يصل إلى سور المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق ، مؤكدا أن الحفريات ما زالت جارية وأن الانهيارات المتتالية التي وقعت في شوارع سلوان هي دليل واضح على ذلك. واختتم قائلا إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من هدم المنازل إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وخاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.وبالفعل وبعد أيام من تصريحات التميمي السابقة ، وتحديدا في مطلع مارس 2010 ، وقع انهيار أرضي جديد في وادي حلوة ببلدة سلوان التي تقع في مكان لا يبعد كثيرا عن جنوب المسجد الأقصى المبارك. نوايا ومآرب يدلل تزامن افتتاح الكنيس في القدسالمحتلة مع اليوم العالمي من أجل بناء الهيكل المزعوم على حقيقة نوايا ومآرب الاحتلال من وراء بنائه. ومن بين الأهداف غير المعلنة لبناء ''كنيس الخراب''، بنظر خبراء يتابعون قضية القدس ومقدساتها، ما يرتبط باختلاق تاريخ عبري موهوم في القدس دعما للمزاعم السياسية الإسرائيلية في المدينة، وهذا ما يؤكده عالم الآثار الإسرائيلي مائير بن دافيد الذي ينفى كونه موقعا أثريا بخلاف المزاعم اليهودية الرسمية.هذا إضافة لمحاولة إخفاء معالم الحرم القدسي ببناء مقبب مرتفع يحاكي شكله الخارجي باعتباره المعلم العمراني الأوضح والأبرز في القدس من مختلف جهاتها. من جهتها، ترى مؤسسة الأقصى أن ما يسمى كنيس الخراب مشروع تهويدي من الدرجة الأولى مرتبط ببناء الهيكل الثالث المزعوم تتبناه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وشركات استيطانية تابعة لها. وتظهر صور فوتوغرافية جديدة أن هناك رسومات كبيرة لعدة معالم إسلامية داخل قبة ''كنيس الخراب'' كالمسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم باعتبارهما ''معلمين يهوديين'' وفق قائمة المواقع اليهودية التراثية التي أعلنتها إسرائيل قبل نحو ثلاثة أسابيع.