لتحسين جودة التعليم دعا المشاركون في الملتقى الدولي “التربية والتكوين وتكوين المكونين في عصر تكنولوجيات الاعلام والاتصال الجديدة” الذي أختتمت أشغاله بوهران أول أمس لتطوير استخدام تكنولوجيات الاعلام الجديدة في المؤسسات التربوية والجامعية لتحسين جودة العملية التعليمية. وأوضح المشاركون في هذا الملتقى المنظم من قبل جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” بالتعاون مع جامعة مونريال الكندية أن هذه الوسائل الرقمية “أضحت من أهم العوامل التي تسمح بترقية أساليب التعليم وتسهل عملية توصيل المعرفة الى الطلبة وتحسين التحصيل لديهم”. وفي هذا الإطار أكدت الجامعية دليلة دبوشي من مركز البحث في الاعلام العلمي والتقني بالجزائر العاصمة على أهمية استعمال الموارد الرقمية بالنسبة للأستاذ والطالب في العملية التعليمية مشيرة إلى أن هذه الوسائل الرقمية تتيح امكانية البحث عن المعلومات لإنجاز المشاريع التربوية عند الطالب وتطوير الكفاءات المهنية لدى الاستاذ. وأشارت المتدخلة إلى أن الجزائر اعتمدت سياسة وطنية في مجال تجهيز المؤسسات الوطنية بوسائل تكنولوجيات الاعلام الجديدة واستخدامها من قبل الاساتذة في كل المواد بالأطوار التعليمية الثلاثة. ولاحظت الباحثة التي انجزت دراسة حول استخدام هذه الوسائل بالطورين المتوسط والثانوي أن هناك “ضعف في استخدام التلاميذ للموارد الرقمية بسبب نقص المواقع المتخصصة التي تنشر المضامين التعليمية وعدم قيام الاستاذ بتوجيههم في هذا الجانب”. ومن جانبه أوضح سامي رجيمي من جامعة باجي مختار بعنابة الذي قدم مداخلة حول استخدام تكنولوجيات الاعلام الجديدة بالمؤسسات الجامعية “أنه على الرغم من توفير هذه الوسائل الرقمية إلا أن هذا التطور التكنولوجي لا يرافقه نفس التطور في الممارسات البيداغوجية”. وأرجع ذات الباحث هذا الوضع إلى “التسيير السيئ لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الجديدة ونقص الكفاءة لدى المستخدمين”. كما قدم الاستاذ محمد ملياني من جامعة وهران 2 ” محمد بن أحمد” مداخلة حول تطبيق أهداف التنمية المستدامة لأفاق 2030 في الجزائر بخصوص قطاع التربية أبرز من خلالها أن الجزائر منذ انطلاقها في تجسيد هذه الأهداف حققت أشواطا “معتبرة” في تجسيد الجوانب المتعلقة بهذا القطاع والتي تشمل جودة التعليم وضمان تعليم ذات جودة للجميع وتحسين تأهيل الاساتذة وتوفير فرص التعلم مدى الحياة. وأشار ذات المتدخل الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة الوطنية لتقييم مؤسسات التعليم العالي الى “ان الجزائر جاءت في المرتبة الأولى في إفريقيا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بخصوص تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفي المرتبة 53 عالميا”. وقد حضر هذا اللقاء الذي دام يومين زهاء 140 باحثا وأكاديميا من مختلف جامعات الوطن والمؤسسات والهيئات الفاعلة في مجال التربية والتكوين ومن 27 دولة من أوروبا وإفريقيا والعالم العربي إضافة إلى كندا.