بوقادوم إستقبل وفدا رفيع المستوى ممثلا لحفتر ساعات قبل ترسيم القرار وعد الرئيس تبون بالتصدي لمخططات سفك دم الأشقاء الليبيين يتجسد على أرض الواقع تُوج دخول قرار وقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ، جهودا حثيثة قادتها الجزائر طيلة الأيام العشرة الأخيرة، من أجل تكريس مقاربتها القائلة بضرورة تبني الحل السياسي بعيدا عن أي تدخل أجنبي، لحل أزمة طرابلس وإنهاء الفوضى في هذا البلد الجار، ليتجسد بذلك على أرض الواقع إلتزام رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالتصدي لمخططات سفك دم الأشقاء الليبيين. ساعات قبل إعلان قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية التي تضم العاصمة طرابلس بدءا من الساعة 00:01 من صباح الأحد الماضي، لتعلن بعدها حكومة الوفاق الوطني وقفها إطلاق النار هي الأخرى، استقبل صبري بوقادوم، وزير الشؤون الخارجية، وفدا تابعا للمشير خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الوطني الليبي، حيث كشفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي للحكومة المؤقتة التابعة لحفتر، عبر بيان نشرته في صفحتها الرسمية على “الفايسبوك”، عن لقاء جمع وزير الخارجية بوقادوم، وممثل حفتر، عبد الهادي الحويج، بطلب من الأول، حيث ناقش الطرفان خلال هذا اللقاء الذي ضم، كلا من الدكتور عبد السلام البدري، نائب رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والمستشار إبراهيم بوشناف، وزير الداخلية، فضلا عن اللواء يونس فرحات، وزير الدفاع المكلف. من جهته، أوضح عبد العزيز بن علي الشريف، الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، في تصريحات صحفية خص بها أمس وكالة الأنباء، أن محادثات الوزير بوقادوم، والوفد الليبي الممثل للمشير حفتر، تمحورت حول الأوضاع التي تشهدها ليبيا حاليا وبحث السبل لتجاوز الأزمة بالطرق السلمية بعيدا عن العنف وعن كل المحاولات لفرض حلول عن طريق القوة العسكرية والحرب. إستقبال صبري بوقادوم، وتشاوره مع الشخصيات الليبية السالفة الذكر، جاء ثمرة جهود دبلوماسية جزائرية مكثفة تمثلت في استضافة بلادنا لوفود عدة بلدان فاعلة في الملف الليبي، كان آخرها إستقبال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، جون كلود غاكوسو، وزير الشؤون الخارجية الكونغولي، الذي تترأس بلاده اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، حيث شكل هذا اللقاء فرصة لتقييم الوضع في ليبيا، وتبادل وجهات النظر حول سبل إنهاء الاقتتال والتدخلات الأجنبية، وإنعاش المسار التفاوضي بين الأطراف الليبية، وكذا دور الإتحاد الإفريقي للدفع بعملية السلام في هذا البلد الشقيق بعيدا عن التدخلات الأجنبية. وحرصت بلادنا خلال مبادراتها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، على البقاء على مسافة واحدة من أطراف النزاع في هذا البلد الشقيق، ودعت الجزائر إلى العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات مع التأكيد على رفض أي تدخل أجنبي في شؤون هذا البلد الجار، وطالبت الأطراف الخارجية بالعمل على وقف تغذية الأزمة والكف عن تزويد الأطراف المتقاتلة الليبية بالدعم العسكري الذي يخرق الحظر على الأسلحة الذي أقرته الأممالمتحدة. وعلى ضوء ما سبق ذكره، وبعد نجاح الجزائر في مسعاها الخاص بوقف الاقتتال في ليبيا وإعادة الفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار، يكون الرئيس تبون، قد وفى وعلى أرض الواقع بوعده الذي قطعه خلال حملته الإنتخابية وفي أول خطاب له كرئيس للبلاد عقب أدائه اليمين الدستورية، والقائل بالتصدي لمخططات سفك دم الأشقاء الليبيين التي تقودها جهات غربية من أجل مصالح ضيقة. الجزائر ترحب بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو إلى العودة سريعا لمسار الحوار في أول رد فعل رسمي من بلادنا، رحبت بوقف إطلاق النار في ليبيا، كما دعت كافة المكونات الليبية إلى الالتزام به والعودة سريعا إلى مسار الحوار الوطني الشامل، من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي يراعي المصلحة العليا لليبيا وشعبها الشقيق، وذكرت وفقا لما أورده أمس بيان لوزارة الشؤون الخارجية، بموقفها الثابت الداعي إلى ضرورة تسوية سياسية سلمية عبر حوار ليبي-ليبي، كما جددت دعوتها لجميع الأطراف لتغليب الحكمة ولغة الحوار من أجل إخراج هذا البلد من الأزمة التي يعاني منها والتي ما فتئت تهدد الاستقرار في دول الجوار وفي المنطقة برمتها. هذا وأكدت الجزائر -يضيف المصدر ذاته- أنها ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته في كنف الأمن والاستقرار بعيدا عن أي تدخل أجنبي، الذي لم يزد الوضع إلا تأزما بالإضافة إلى تعقيده لفرص التسوية عن طريق الحوار.