عقب تفشي دائي اللشيمانيا الجلدية والحمى المالطية لدى الإنسان بغردايةوورقلة أعلنت العديد من المُستشفيات بولايات جنوب البلاد، حالة الطوارئ واستنفرت مصالحها بالتنسيق مع مديريات الصحة لكبح دائي اللشيمانيا الجلدية وحمى البروسيلوز أو “الحمى المالطية” لدى الإنسان، اللذان تفشيا بكل من غردايةوورقلة على وجه الخصوص، مع تسجيل بعض الحالات المعزولة في ولايات مجاورة على غرار الأغواط، وأدرار. أسرت مصادر جد مطلعة ل “السلام”، أنّ مُستشفيات “قضي بكير” في غرداية، “أحميدة بن عجيلة” في الأغواط، “ابن سينا” بأدرار، وكذا مستشفى “محمد بوضياف” بورقلة، تعيش في الأيام الأخيرة حالة استنفار يتم التكتم عليها تفاديا لتهويل الشارع، على خلفية استمرار تفشي دائي الليشمانيا الجلدية وحمى البروسيلوز لدى الإنسان وسط المواطنين خاصة بولاية غرداية التي أحصت مصالح مديرية الصحة إلى حد الآن 418 حالة إصابة مرض الليشمانيا الجلدية، و282 حالة إصابة بحمى البروسيلوز، فيما تم تسجيل عشرات الحالات فيما يخص الدائين بولايات مجاورة على غرار ورقلة 145 حالة من كلا الدائين، أدرار 115 حالة، الأغواط 220 حالة. وعلى ضوء ما سبق ذكره شرعت المستشفيات السالفة الذكر بالتنسيق فيما بينها تحت إشراف مديريات الصحة، من أجل اتخاذ إجراءات مستعجلة لكبح انتشار الدائين السالفي الذكر، وهو ما سيتم – تضيف مصادرنا – خلال لقاء مرتقب بعد غد الثلاثاء بين مدراء هذه المؤسسات الصحية الأربع ومسؤولين في مديريات الصحة بالولايات المعنية، مع احتمال مشاركة نظرائهم من ولايات أخرى في الجنوب يحتمل أن تكون هي الأخرى عرضة لإصابات بدائي اللشيمانيا الجلدية وحمى البروسيلوز. هذا وتعتبر الليشمانيا الجلدية داء طفيلي تنقله حشرة” فليبوتوم” والتي تخلف لسعاتها ندبات دائمة تتسبب في أعراض عدة على غرار التقيء والحمى التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى وفاة المصاب، هذا ويعتبر انعدام نظافة المحيط، والسلوكيات غير الحضارية للمواطن، فضلا عن الانتشار الكثيف للإسطبلات ومختلف حظائر تربية المواشي بالوسط الحضري، وكذا انتشار القوارض والكلاب الضالة، أبرز عوامل ظهور الحشرة السالفة الذكر. وفيما يتعلق بداء الحمى المالطية لدى الإنسان أو “حمى البروسيلوز”، فهي تنتقل بالاتصال المباشر بالمواشي واستهلاك الحليب الطازج ومشتقاته على غرار الجبن التقليدي، وتتفشى نتيجة عدم احترام قواعد النظافة والصحة ورفض المربين تلقيح المواشي، فضلا عن استعمال عديد المربين حيوانات التخصيب حاملة للفيروسات، كما يعد بيع الحليب غير المعقم للأبقار والماعز والناقة في حالته الطبيعية معبأ في زجاجات مخصصة للمياه المعدنية، إلى جانب بيع الجبن التقليدي على الطرقات العمومية، عامل في التفشي الدائم لهذا المرض.