حل أمس بالجزائر وفد من وزارة البترول المصرية بقيادة رئيس الهيئة العامة للبترول هاني ضاحي لبحث إجراءات تطبيق اتفاق سابق لرفع صادرات الغاز الجزائرية نحو القاهرة إلى حوالي 1.5 مليون طن وفق ما تم التوصل إليه في مباحثات بمناسبة زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل نهاية أكتوبر الماضي. وأكدت وسائل الإعلام المصرية أن الوفد سيبحث على مدار ثلاثة أيام مع مسؤولين بوزارة الطاقة والمناجم سبل تفعيل ما تم الإتفاق عليه بين هشام قنديل وعبد المالك سلال في لقائهما الأخير، سيما ما يتعلق بتكرير البترول الجزائري في مصر، وكذلك الإتفاق على احتياجات مصر من غاز "البوتان". وأوضحت أن السلطات المصرية تسعى إلى الاستفادة من تعهدات الجزائر برفع صادراتها من غاز "البوتان" بنسبة 50 بالمائة اعتبارا من الشتاء القادم ليبلغ 1.5 مليون طن سنويًا. وأشارت إلى وجود مشروع لزيادة تواجد شركات الخدمات البترولية المصرية في الجزائر والتي ستشهد ضخ استثمارات جديدة لتعزيز قدرتها في مجال البترول والغاز. وقالت المصادر ذاتها أن "شركة بتروجيت" المصرية قد أنهت في أفريل 2012 تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من خط أنابيب بطول إجمالي يصل إلى 433 كيلومترا لنقل الغاز بين حقل حاسي الرمل بولاية الأغواط ولاية باتنة. وكانت الحكومة قد تعهدت خلال زيارة قنديل برفع صادرات الجزائر من غاز "البوتان" إلى مصر بنسبة 50 بالمائة لتصل 1.5 مليون طن سنويًا. وتواجه سلطات مصر ضغطا اجتماعيا بسبب النذرة التي تعاني منها في مادة غاز البوتان خلال السنوات الأخيرة والتي كانت وراء حركات احتجاجية متواصلة. وكان رئيس هيئة البترول المصرية هاني ضاحي قد أكد في تصريحات سابقة إلى تعهد المسؤولين الجزائريين بزيادة كميات البوتاغاز الموردة إلى مصر خلال العام المقبل إلى 1.5 مليون طن سنويًا مقابل 800 ألف طن في الوقت الراهن، ومقابل 350 ألف طن في العام الماضي. وقال: "إن الوفد سيبحث الخطوات التنفيذية لبدء تفعيل هذه التعهدات ووضعها موضع التفعيل". من جهة أخرى ذكرت مصادر من قطاع الطاقة أن الجزائر قامت خلال الأيام الماضية بتصدير 53 ألف طن من الغاز إلى مصر، وذلك تمهيدا لحل أزمة الغاز التي تشهدها المحافظات المصرية خلال هذه الأيام. وحسب نفس المصادر فإن الشحنة المصدرة تتكون من 33 ألف طن من غاز سولار و20 ألف طن بوتاجاز، حيث من المنتظر أن يرتفع حجم صادرات الجزائر من هذه المادة إلى مصر خلال هذه السنة. وتعد الجزائر أهم ممون للسوق المصرية بغاز البوتان المميع وهذا بفضل العقد المبرم الذي يربط البلدين الذي يسمح للجزائر بتزويد مصر بهذه المادة الحيوية، حيث تم تمديد هذا العقد مؤخرا بعدما انتهى في شهر جوان الماضي.