يعتبر فطور الصباح من بين الوجبات الرئيسية التي تمنح الجسم الطاقة الضرورية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يبذلون جهدا كبيرا من العاملين أو الرياضيين إلا أن كثيرين لايضعون أهمية لفطور الصباح فيكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية. بالرغم من أن الوجبات الثلاثة التقليدية تلعب دورا مهما في تزويد الجسم بالغذاء الضروري، فان علماء التغذية يصنفون الفطور بأنه الوجبة الأهم والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية، ويوصون به وعلى الرغم من هذه التوصيات فان أشخاص كثيرين يتخطون هذه الوجبة ولا يضعون لها أهمية مقارنة بالوجبات الأخرى الأساسية، فقد أثبتت دراسات علمية أن امرأة من كل أربعة نساء في الفئة العمرية بين 25-34 سنة تتجاوزن تناول وجبة الفطور بإنتظام، كما تشير دراسات أخرى بأن العادات الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للإستمرار مدى الحياة، وبهذا فإن الأطفال الذين يتأقلمون بنمط غذائي معين ويميلون إلى حذف وجبة الفطور فإنهم على الأرجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد حيث أن أغلب من لايهتمون بتناول تلك الوجبة صباحا تواجههم مشاكل صحية أمام عدم إشباع جسمهم بالطاقة الكافية ولكن تدل الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع إلى أنه من الممكن أن يتحول من لا يتناول الإفطار إلى شخص يتناول تلك وجبة مع الوقت بالتأقلم مع عادات غذائية جديدة، كما أظهرت أبحاث أخرى أن تناول الإفطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في أول النهار والقدرة على الإستيعاب الدراسي أو القيام بالواجب في العمل . الإفطار ضروري لتزويد الجسم بالطاقة تعد وجبة الإفطار من بين الوجبات الضرورية التي لايستهان بها حيث أن بعض أخصائي التغذية قد إعتبروها من ضمن الوجبات التي تساعد الإنسان على القيام بأعماله على أكمل وجه من خلال الطاقة التي تمنحها له ببداية يومه، حيث أكد دكتور التغذية سليمان جبار، أن الإفطار يساعد على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم التي تكون -حسب قوله- ناقصة عن المعدل الطبيعي عند الإستيقاظ من النوم، كما أضاف أن تناول الإفطار أمر جد هام حيث أن الدماغ ليس لديه إحتياطات من الجلوكوز ويجب تعويض النقص من الجلوكوز في المخ بصورة مستمرة خاصة أن التلاميذ والعمال يبذلون مجهودا كبيرا وهو ما يستدعي تناول وجبة إفطار كاملة تمدهم بإحتياجاتهم من الطاقة في بداية النهار، كما أضاف المتحدث ذاته أن باحثين أمريكيين يقولون عندما تأخذ بعين الإعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناول وجبة العشاء، فان من الواضح أن تزود الإنسان بالغذاء “كتزود السيارة بالوقود من خلال تناول الافطار سيجعلك تشعر بالراحة النفسية، كما أنه سيساعدك أن تنجز أشغالك بشكل أفضل خلال اليوم. حيث أنهم قد فحصوا فيما إذا كان تناول الإفطار له تأثيرات مفيدة وإيجابية على مزاج الإنسان فترة الظهيرة وعلى أدائه المعرفي، ووجدوا أن تناول الفطور يمنع الأثار الضارة الناجمة عن عدم تناول البعض للإفطار مثل الإجهاد والتوتر إضافة إلى القلق. وجبة الإفطار تمد الجسم بالطاقة وتزيد القدرة على التركيز تضع الدول الأوروبية أهمية كبيرة لوجبة الإفطار وهو ما جعلهم لايستطيعون الاستغناء عنها ويواظبون على تناولها بشكل يومي، في المقابل فإن بعض بلدان المشرق العربي قد ورثت تلك العادة من البلدان التي كانت تستعمرها إلا أن أغلب الأسر الجزائرية، لا تضع أهمية كبيرة لتلك الوجبة مقارنة بالوجبات الأخرى وإن كانت نسبة قليلة من العائلات تواظب على تناولها فتبقى غير كاملة خاصة أنها تقتصر على كأس الحليب بالقهوة مع قطعة حلوى، هذا ما دفعنا للتقرب مع أخصائية التغذية أمال حابلي، لمعرفة مدى أهمية تلك الوجبة حيث أكدت أن هناك دور مؤثر وفعال للفطور في مساعدة الاطفال على أفضل أداء، كما أضافت أن الباحثين قد إكتشفوا أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة بالتركيز في المدرسة ويصابون بالإعياء وعدم الانتباه في فترة الدراسة، حيث تم ربط هذه المعضلات السلوكية بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لاي سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالاعياء والاجهاد والتعب والضيق لأن يحدث. وهذه السلوكيات لها تأثير سلبي على التحصيل العلمي. حيث ساعدت تلك النتائج وغيرها في التأكيد على النظرية أو الفرضية التي تقول إن الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة وهم جياع لايمكنهم أن ينجزوا بصورة جيدة أعمالهم أو يواصلوا مشوارهم الدراسي بشكل طبيعي. كما ترى الخبيرة أن حصول جسم الطفل على العناصر الرئيسية من التغذية عبر وجبة الفطور تجعل نمو جسمه أفضل من الطفل الذي يؤجل تلك الوجبة إلى أوقات متأخرة، حيث يشعر الجسم بالنقص ويقوم بتخزين الطاقة التي يحصل عليها لاحقا، خاصة الدهون، مما يشكل عنده طبقات من الشحوم وزيادة في الوزن ويبقى شارد الذهن مترددا في الإجابة على الأسئلة التي تطرح في الحصص الدراسية. كما تضيف أن وجبة الفطور التي يتم تناولها بعد الاستيقاظ من النوم يجب أن تكون متنوعة وتحتوي على العناصر الرئيسية، مثل الزبدة والخبز والحليب والسكريات وبعض شرائح اللحم الخفيف، مثل اللحم المقدد، إضافة إلى عصير الفواكه وبعض السوائل مثل الماء والشاي وبعض قطع الخضار كشرائح الخيار والبندورة. وأوضحت أن النمو السليم للطفل يحتاج إلى توفر أغلب العناصر الرئيسية على طاولة الطعام، مثل المعادن والكالسيوم والفوسفور والحديد والفيتامينات مثل أ .ب 12 .ج وحامض الفوليك.. كما دعت الخبيرة الغذائية إلى ضرورة تناول الأهل أو أحد الأبوين على الأقل الفطور مع أطفالهم، وأن يتحدثوا خلال الوجبة عن مشاريعهم اليومية وكذلك محاولة فهم ما يعانيه أطفالهم من مشاكل في فترة الدراسة ومساعدتهم على حلها، وقالت إن هذه الطريقة تجعل الأطفال يتشوقون لوجبة الفطور ويشعرون خلالها بالأمان.