كشفت سليمة عبادة، العضو في فرقة “كونتراست” الفنية، أن المشاكل التي يعاني منها المطربون الشباب راجعة بالدرجة الأولى إلى تعنت آراء وأفكار بعض المسؤولين عن الوسط، إلى جانب تكريسهم للرداءة عن طريق إصرارهم على كبت المواهب الشابة وعدم إتاحة الفرصة لها للبروز، والتعريف بقدراتها ومواهبها لتبقى رهينة التهميش، أو تسليم زمام أمور إبداعها لأناس يخدمون مصالحهم الشخصية باسم الفن، ليرمى الفنان إلى مصائر مختلفة يكون تشويه صورة إبداعاته أولى الأضرار التي تلحق به. أكدت سليمة عبادة، بأن الوسط الفني يعاني العديد من المشاكل كأي قطاع آخر في البلاد، كما أنه يشكو تفشي المحسوبية في أرجائه مما يحول دون بروز المواهب الشابة. “على القائمين على الصرح الثقافي كشف خبايا الكواليس” شددت عبادة، على ضرورة تطهير الوسط الفني من الغبار الذي يشوب صورته العامة، من خلال رسالة وجهتها إلى المسؤولين قالت فيها:«لا نحتاج إلى كثرة الخطابات وإنما نحتاج كفنانين شباب، إلى إصلاح الأوضاع والنظر إلينا كمواهب يمكن الاحتذاء بها، وذلك بإعطائنا الفرصة التي حرمنا إياها بعض القائمين على المشهد الفني الوطني...انزلوا إلى الساحة لتكتشفوا بأنفسكم خبايا الكواليس”. كما ردت المتحدثة من فرقة “كونتراست” الفنية، على كل من يحاول الوقوف حجر عقبة أمام محبي الإبداع قائلة:«الجيل الصاعد جيل الشباب أردتم أن يكون ميتا لكنه حي، رغم كل الصعوبات”، مؤكدة بأنها واحدة من الشباب الذين يمتلكون طاقات كبيرة، لا بد أن تفجر يوما ما، ولن يتم ذلك إلا بإزاحة أولئك الذين يستغلون مناصبهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، “مهما يعيش الفنان من ضغوطات ومشاكل إلا أن المسيرة يجب تتواصل، والحياة لم ولن تقف عند هذه العراقيل”. “الغربة تعيد الفنان الهارب من التهميش من أوسع الأبواب” تطرقت عبادة خلال حديثها ل«السلام”، إلى الشهرة التي يكتسبها الفنان في البلدان الأجنبية على غرار فرنسا، بينما يفتقر إليها في بلده، حيث وصفت الأمر ب “الاستعمار” وقالت:«مادام من يقف على إدارة الوسط الفني، أناس يكرسون الرداءة ويفضلون دعم الفنانين الأجانب على حساب نظرائهم من أولاد البلد، فإن المبدع لن يصل أبدا إلى تحقيق أية شهرة، ولن يرقى في مشواره إلى سماء النجومية، لذلك يختار معظم الفنانين الاغتراب والعيش في كنف بلد يقدر فنهم، بدل إضاعة سنوات العمر في رجاء فرصة تمنح لهم يوما ما”. وأضافت المتحدثة بقولها:«يدخل الفنان الجزائري دوما من الباب الضيق ويأخذ مستحقاته بإتباع سياسة التقشف، بينما نجد أن الفنانين الأجانب مرحب بهم دوما بغض النظر عن أجورهم التي تهيمن سمة “المرتفعة” عليها ويكون “الأورو” سيد الموقف على مستواها، ليترك “الدينار” لأولاد البلد المساكين”. وقالت عبادة، أنه وبمجرد تألق الفنان الجزائري في الخارج تنقلب الموازين ويصبح ذا قدر وقيمة بعدما كان مهمشا في بلده الذي يفترض أن يكون أولى بتبنيه وإيقاد شعلة نجوميته، والحل تقول سليمة لا يكون إلا “بتنحي القائمين على هذا القطاع لترك الفرصة أمام الشباب المتعطش”... وفي هذا الصدد أشارت المتحدثة إلى المهرجانات الدولية، التي تقام مؤخرا على المستوى الوطني، وقالت أن نفس الأسماء تتكرر في كل مهرجان وهذا ما يقف حجر عقبة أمام فرصة المشاركة في مهرجانات دولية بالخارج. ومن جهة أخرى، كشفت سليمة أنها بصدد التحضير لألبومها الجديد الذي الذي تتعامل من خلاله ولأول مرة مع كاتب الكلمات، ياسين أوعابد، الذي سبق له التعامل مع المرحوم كمال مسعودي، وأفادت سليمة بأنها تسعى ليكون ألبومها الجديد الذي لم تختر له اسما بعد، جاهزا ليطرح في الأسواق شهر مارس أو أفريل المقبل على أكثر تقدير. وعن إمكانية طرحها لأغنية ثنائية مع أحد الفنانين الجزائريين، أكدت سليمة أن الشاب خالد وبلاوي الهواري من بين الفنانين الذين تتأثر بآدائهم بشدة “لذلك لو تأتيني فرصة عمل ثنائي معهما لوافقت دون أدنى تردد”. أما عن تجربتها القصيرة في مجال التمثيل من خلال مشاركتها في فيلم سينمائي قصير، قالت سليمة أنها أحبت التجربة التي أكسبتها جمهورا جديدا غير جمهور الغناء، وأنها على استعداد لتكرار التجربة في عمل آخر، مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تقارن بين تجربة الغناء والتمثيل لأن لكل منهما نكهة خاصة تميزها عن الأخرى. وعن تعاملها مع شركات إنتاج أجنبية قالت أنها ترحب بالأمر على شرط أن تبقى حرة في اختيار مواضيعها وأن تبقى على نفس الطابع الذي بدأت به. للإشارة، بدأت فرقة كونتراست التي تنتمي الفنانة، سليمة عبادة، إليها منذ حوالي 5 سنوات، حيث تم طرح أول ألبوم للفرقة بعد 3 سنوات من التحضير وتعد سليمة على رأس الفرقة حيث تجد نفسها مرتاحة على خشبة المسرح التي تترجم عبرها أحاسيسها الصادقة وكل ما يختلج في قلبها من مشاعر عبر الأغاني التي تؤديها باللغة الفرنسية.