إستطاعت الشابة خيرة بصوتها القوي وقدرتها على أداء نصوص تحاكي هموم الشباب اليومية فرض حضورها المتميز في عالم أغنية الراي، فكانت من بين المغنيات الأوائل اللائي برزن في أداء الأغنية العاطفية، وتربّعن على عرش الموسيقى الرايوية، ورغم أن خيرة لم تعايش فترة المدّاحات ولا المشايخة في الوقت الذي كان فيه الحضور النسوي جدّ محتشم وكانت مغنيات الراي قليلات جدا إلا أن موهبتها الفنية وإحساسها الدافئ أكسبها لقب »ملكة الراي العاطفي« فقدمت العديد من الأغاني الناجحة مثل أغنية »خدّاع« و»صبرت شحال« إضافة إلى أغنية »لعبتها مارڤة« و»باغية نعرف« دون أن ننسى أغنية »معاك مظلوم ولا ظالم« لتدخل بعدها عالم »الدّيوهات« الذي زادها خبرة ونجاحا وكشف عن قدراتها الفنية وموهبتها الحقيقة في إيصال الإحساس الجميل إلى المستمع والتأثير فيه من الوهلة الأولى، فكان »الدّيُو« الذي قدمته مع الشاب عباس »واه يا العدوّ« ورقة رابحة أضيفت إلى رصيد خيرة الناجح والثري وقفزة نوعية من الإنفرادي إلى الثنائي، وهذا إن دلّ فإنما يدل على مدى تحكم الشابة خيرة في فنها وآدائها لتصدر بعدها »ديو« ثان مع نفس الفنان تحت عنوان »عشقك أبوني« وهي الآن تطمح لإصدار المزيد من »الدّيوهات« مع بعض مغنيات الراي على غرار الشابة جنات ناهيك عن ألبوماتها الغنائية الخاصة التي لا زالت تعرف إقبالا كبيرا من طرف الجمهور، ورغم أن عالم الراي النسوي. شهد بعض التغيرات إلا أن عشاق الشابة خيرة لا زالوا أوفياء لها بدليل المبيعات التي سجلتها جل الألبومات الغنائية منذ التسعينات إلى يومنا هذا، إضافة إلى الإقبال الكبير المسجل ضمن الحفلات والمهرجانات داخل الوطن وخارجه ، وكل هذه العوامل ضاعفت من شهرة الشابة خيرة التي ذاع صيتها وسطع نجمها حتى في الدول الأوروبية فصار إسمها من أهم الأسماء الفنية الجزائرية في عالم الرأي ولأن مسيرتها الماراطونية كانت مثيرة جدا بعد أن مزجت بين المعاناة والنجاح، قررنا التنقل إلى منزل الشابة خيرة قصد التقرب منها والكشف عن بعض أسرارها الفنية ومشاريعها وأجرينا معها الحوار التالي: الجمهورية: كيف كانت بداية الشابة خيرة مع الأغنية الرايوية وهل كان من السهل تحقيق النجاح في عالم الراي؟ ش. خيرة: أحببت الغناء منذ صغري، حيث كنت من عشاق المطرب العربي عبد الحيم حافظ، فأغانيه كانت من ملاذي الوحيد في المنزل لدرجة أنني كنت أهرب من المدرسة وأتغيّب عن حضور الحصص البرمجة لأبقى في الخارج مع زميلاتي اللائي كنّ يجتمعن حولي ليسمعن الأغاني التي كنت أردّدها ومن هنا تأكدت أن لدي صوت جميل وقوي وعليّ أن أكافح لأصبح مغنية معروفة في الوسط الفني، وصحيح أنني كنت أبلغ من العمر 13 سنة إلا أن طموحاتي كانت قوية جدا، وبعد فترة معيّنة تعرّفت على بعض الأشخاص الذين كانوا يهتمون جدا بتبنّي المواهب الشابة فصرت أغني في الحفلات الليلية حتى تعرّفت أخيرا على المنتج »نور الدين مقيرة« وكان عمري آنذاك لا يتجاوز 19 سنة، وبمجرّد أن سمع هذا الأخير صوتي توجّه إلى مباشرة وطلب أن يساعدني وأنا بالطبع وافقت فورا لأنني كنت أنتظر هذه الفرصة، وبعد مدة قصيرة أخذني إلى أحد الأستوديوهات بوهران وسجل لي شريطا خاصا بي، وإن لم تخنّي الذاكرة فالأستوديو كان »أوروميوزيك« ولا تتخيّلون كم كنت متوترة وأنا في قاعة التسجيل وزاد التوتر أكثر بعد صدور الشريط لأنني كنت متخوّفة من ردّ فعل الجمهور والوسط الفني بأكمله والحمد لله نجحت في تجربتي الأولى وأحبّني الشباب ربما لأنهم وجدوا فيّ الإحساس الصادق وهذا ما حفّزني على أن أكون مغنية رايوية مختصة في الطابع العاطفي، وأنا بصراحة أجد راحة كبيرة في أداء الأغنية العاطفية لأنها تقرّبني من المرحوم حسني ونصرو وغيرهم من الفنانين المعروفين في عالم أغنية الراي. أما فيما يخص سؤالك فيما إذا كان هذا النجاح الذي حققته قد وصلت إليه بسهولة أم لا؟ فالإجابة هي لا !! وهذا أمر طبيعي خصوصا في عالم الراي، حيث واجهت العديد من العراقيل حتى أصل لها لما وصلت إليه اليوم، فليس من السهل إيجاد منتج ناجح أو ملحن محترف ، كما أن العثور على أغاني جيّدة تصل إلى المستوى الذي يطلبه الجمهور يستوجب ذكاء كبيرا ووساطات أكبر، لذلك يمكن القول أن مسيرتي الفنية كانت رحلة صعبة جدا لكن الحمد لله فلولا هذه المصاعب لما صرت الآن نجمة محبوبة أو كما لقبّني الجمهور »ملكة الراي العاطفي«. الجمهورية: هل لك أن تحدثينا عن أغنية الراي النسوية في فترة التسعينيات؟ ش . خيرة: لما بدأت الغناء في مطلع التسعينيات كان الحضور النسوي جدّ محتشم، فعندما دخلت عالم الراي وجدت فنانات قديرات قبلي على غرار الشابة الزهوانية وفضيلة لذلك لم تكن هناك منافسة كبيرة في الوسط النسوي بل بالعكس كان الجوّ جميل جدا بيننا وكان العمل الفني مشجع لنا فيما يخص التسجيل والتوزيع وحتى إقامة الحفلات وغيرها من المشاريع الفنية، والأهم من ذلك أن الراي في هذه الفترة كان ثريا جدا خصوصا مع النجاح الذي حققه الشاب خالد في الدول الأوروبية ونحن كمغنيات كنّا نحلم بنفس النجاح ونحاول بشتى الطرق أن نحقق جزءا ولو قليلا من هذه النجومية. وحسبما أذكر فقد كان المنتجون يبذلون جهودا جمّة لإنجاح مغنيات الراي ويسعون لتسجيل كل ما هو أفضل ناهيك عن الإهتمام الكبير الذي كان يُوليه لنا عدد من المسؤولين والجهات المختصة، فأحسسنا أننا ملكات الراي وليس مجرّد مغنيات، فبالفعل إنها فترة ذهبية ولايمكن أن تُعاد أبدا!!! الجمهورية: من خلال حديثك هل تلمّحين إلى أن أغنية الراي النسوي في وقتنا الحالي ليست بالمستوى الذي تحدثت عنه في فترة التسعينات؟ ش. خيرة: أنا لا ألمّح بل أؤكد ذلك !! فاسمحوا لي إن قلت أن الراي النسوي يعيش وضعا مزريا لدرجة أنني شخصيا لا أحسّ أنه يوجد ما يسمى »بالراي« لأنه ببساطة لم يعد مطلوبا بكثرة مثل القديم خصوصا مع ظاهرة القرصنة التي دفعت معظم المنتجين للتوقف عن النشاط وغلق دور إنتاجهم قصد تحويلها لمحلات وفضاءات تجارية لأنها أكثر ربحا من الفن، ونفس الشيء بالنسبة للفنانين الذين يصرفون أموالا طائلة في إستوديوهات التسجيل دون جدوى ليتفاجأوا أن أشرطتهم تُباع بالسوق ، وصدقوني فهذا أسخف مقلب، يمكن أن يواجهه الفنان والمنتج. ومن جهة أخرى فلا يمكنني أن أتجاهل التيار الجديد من المغنيات المبدتئات اللائي صرن يدّعين النجومية وهنّ لا يملكن شيئا لا الصوت ولا الحضور المشرف، فإذا وجد منتج معيّن فتاة جميلة يدخلها إلى الأستوديو دون مراعاة الشروط الفنية فيها ويقوم بتسجيل أغاني لها عن طريق أسلوب »الرّوبوتيك« وهذا بالفعل ظلم كبير لنا نحن كفنانات عشنا مراحل صعبة للوصول إلى هذا المركز، والأسوأ من ذلك أن هذه الأصوات النسائية صارت تتمركز أكثر في الملاهي والأعراس وتقدم أغاني غير محتشمة لا يمكن أن تسمعها العائلات وهذا يشوّه سمعة الراي النسوي. الجمهورية: من المعروف عن الشابة خيرة أنها تميل للراي العاطفي لكن هل غنيت بعض الأغاني الخفيفة التي قد لا تسمعها العائلات؟! ش. خيرة أنا لا أغني سوى الراي العاطفي وجميع أشرطتي وألبوماتي نظيفة، لكن لا يمكن أن أخفي عنكم أنني غنّيت البعض من هذه الأغنيات في الحفلات ، وسأبرّر لكم موقفي بالطبع، ففي إحدى الحفلات وقفت على المنصة ورُحت أؤدي أغاني المعروفة وهي بالطبع عاطفية مائة بالمائة فلم أسجل أي قبول من طرف الحضور لدرجة أنني أحسست أن الجميع نائم ويشعر بالملل، فتوقفت لبرهة ثم غنيت أغاني خفيفة تحمل كلام الشارع لأتفاجأ بالحماس الذي نزل فجأة على الحضور، حيث نهض الجميع وصاروا يرقصون دون توقف، لكن صدقيني عندما كنت أغني لم أشعر أبدا بأنني الشابة خيرة، وأحسست أنني نزلت إلى مستوى المغنيات الدخيلات على الفن اللائي صرن يتحكمن بقوة في الجمهور. وهذا إن دل فإنما يدل على أن الجمهور هو الذي غيّر أغنية الراي من الجيد إلى الأسوأ بعد أن صار من عشاق أغاني الشارع وصار يطالب بها بكثرة، وإذا سألتم دور الإنتاج والتوزيع فستتأكدون من كلامي لأن معظم الألبومات الغنائية التي تُباع بكثرة هي من هذا النوع، الأمر الذي دفع بالكثير من المغنيين إلى تغيير طابعهم الرايوي حتى لا يعانوا من الرّكود والجمود الفني. الجمهورية: ما سبب غيابك عن شاشة التلفزيون كل هذه الفترة؟ ش. خيرة: لو كان الأمر بيدي لكنت أظهر يوميا على الشاشة ولم لا؟ لكن المسؤولين في البرمجة يرفضون وجودي لأسباب تخصّهم، فأنا لا أتلقى أي دعوة لحضور برنامج فنّي أو لقاء صحفي على التلفزيون وأنا في الحقيقة لا ألومهم بتاتا لأن تلفزيون العاصمة غير مسؤول علينا ومسؤوليه لهم الحق في برمجة الفنان الذين يريدونه هم. لكنني أعاتب المحطة الجهوية لتلفزيون وهران والإذاعة أيضا فمن غير المعقول أن تكون لدينا مؤسسة خاصة بنا وغير مهتمة بفنانيها خصوصا "الراي" الذي ولد من رحم الباهية وهران، فما الذي يمنع الإذاعة من أن تقوم بإستدعائنا مرة في الشهر لتعرف جديدنا وتقدمنا أكثر للجمهور، فإذا كنا مؤهلين للوم أحدهم فنحن نلوم تلفزيون وهران بالدرجة الأولى. والأغرب من ذلك أن التلفزيون الجزائري لا يعرض سوى فنانين يحاولون تقليد مغنيين الراي الحقيقيين، وأنا شخصيا أشعر بالغضب عندما أشاهد مغنية عاصمية تغني أغنية الراي وهي لا تحسن حتى لفظ الكلمات الصحيحة والنبرة الرايوية الملتزمة لذلك فأنا أرجو من مسؤولينا أن يرفعوا من قيمتنا بعض الشيء ويهتموا بنا أكثر لأننا من صناع هذه الأغنية الرايوية التي وصلت في لمح البصر إلى العالمية، فكيف نقول عن الباهية أنها موطن الراي وفي الحقيقة لا يوجد ما يسمى "بالراي" الجمهورية: وما ذا عن المهرجانات؟ خصوصا مهرجان "جميلة" الذي كان قد برمج لإحياء حفلة ساهرة لكنها ألغيت في آخر دقيقة؟ - ش. خيرة: قرأت العديد من المقالات الصحفية التي تقول أنني رفضت المشاركة في مهرجان "جميلة" لأنه لم بعجبني "الآجر" وهذا غير صحيح، فهذا لا يتعلق بالمال بل كل ما في الأمر أنهم أهملوني تماما، وعندما اتصلت بهم لمعرفة المكان الذي سأنزل فيه مباشرة وكيف ستتم إجراءات النقل الخاصة بي تفاجأت بتصريحهم عندما أكدت لي المنظمة أنه عليا القدوم في سيارتي الخاصة لأن كل المدعوين سيأتون بهذه الطريقة، والأسوأ من ذلك أنهم إتصلوا بي مرة واحدة لم يعاودوا التأكيد معي في هذا الموضوع. وهذا ما أغضبني وجعلني أتوتر بشدة لأنني لم أحظ بأي إهتمام من طرف مسؤولي هذا المهرجان، فقررت عدم المشاركة نهائيا. والأمر لا يتعلق فقط بمهرجان "جميلة" بل إن هذا الوضع نعيشه يوميا في جميع المناسبات والمهرجانات الأخرى، فالفنان الجزائري مهمش بطريقة محزنة عكس الفنانين العرب الذين يأتون لبلادنا وينعمون بأموالنا وممتلكاتنا كما يشاؤون، حيث تؤمن لهم جميع الشروط من أجر وسكن وأكل وغيرها حتى أنهم يسطرون لهم برنامجا سياحيا مكثفا في حين لا نحظى نحن حتى بفندق لنقيم فيه أو تذكرة سفر، بل بالعكس يطلبون منا القدوم بأنفسنا مستعملين وسائلنا الخاصة وهذا بالفعل أمر يبعث على الإستياء. الجمهورية : كيف كانت تجربة الشابة خيرة مع "الديوهات"؟ ش. خيرة: كانت تجربة ناجحة جدا وخطوة هامة بالنسبة لي في مشواري الفني، فأول "ديو" قمت به مع الشاب هواري الدوفان من خلال أغنية "جاني إيترونجي" التي حققت نجاحا كبيرا ثم غنيت مع الشاب توفيق ثم الشاب عباس الذي قدمت معه أغاني ناجحة جدا على غرار أغنية "عشقك أبوني" وديو "واه يا العدو". أنا في طبيعتي أحب "الديوهات" لكن لا أكثر منها لأنها قد تضر بألبوماتي المنفردة، لكن هذا لم يمنعني من التعامل مع الشابة جنات حيث حضرت معها ديو جميل سيصدر هذا الأسبوع بالأسواق تحت عنوان : كذبت علي وكذبت عليها" وأنا أتوقع أن يحدث هذا الديو ضجة فنية كبيرة لأنه يحمل موسيقى رايوية رائعة وكلمات معبرة، ولا تنسوا أن صوت الشابة جنات من أروع الأصوات النسائية في عالم الراي. الجمهورية: بما أنك تكلمت عن الشابة جنات، كانت هناك شائعات مفادها أن الأمور بينكما لم تكن على ما يرام فما تعليقك على هذا؟ -ش. خيرة: صحيح كانت بيننا بعض المشاكل في وقت سابق بسبب الأقاويل غير الصحيحة وبعض الأشخاص الذين حاولوا القضاء على علاقتي مع جنات، لكن الحمد لله حل هذا المشكل وأصبحنا صديقتين وأنا سعيدة جدا لأنني تعاملت معها وهي من أكثر الأصوات النسائية التي أحب الإستماع إليها، ففي كل مرة أركب سيارتي لا أضع سوى شريطها، وإضافة إلى ذلك فإن الشابة جنات إمرأة محترمة جدا وقد أحببت عائلتها، وإجمالا فإن جنات طيبة وحنونة ولا أريد أن أخسرها مهما تعددت الأسباب وتنوعت. الجمهورية: بعد الشابة جنات، مع من تتمنى الشابة خيرة الغناء على شكل "ديو"؟! - ش. خيرة: أنا أحلم أن أغني مع الشاب صحراوي لأنني أعشق صوته وأغانيه تؤثر في بكثرة، كما أتمنى أن أغني مع الشاب "نصرو" الذي تربع على عرش الأغنية العاطفية بعد المرحوم حسني، كما لا أمانع إذا تعاملت مجددا مع الشاب عباس وهواري الدوفان. مع العلم أنني بصدد التحضير "لديو" آخر مع الشاب رضوان حيث لازلنا نعمل على إختيار الأغنية والكلمات المناسبة في إنتظار أن يصدر ألبومي الجديد إلى الأسواق علما أنني لا زالت أتعامل مع "سان هاوس" للإنتاج في إنتظار التحضير لأعمال فنية أخرى أعزز بها مكانتي في الوسط الفني. ولم لا؟! خصوصا أنني غبت عن الساحة لمدة عام بأكمله بسبب ظروف عائلية كما أنني أحسست بالكسل والتهاون في هذه الفترة بالذات فكلما كان زوجي يحدد لي موعدا بالأستديو كنت أجد عذرا معينا لعدم حضوري، لكنني الحمد لله تحكمت في زمام الأمور وعملت على التحضير لإصدار ألبومي الجديد. الجمهورية: هل لك أن تحدثنا قليلا عن هذا الألبوم؟ - ش. خيرة: بالطبع!! هذا الألبوم سيحمل عنوان أغنية الديو مع الشابة جنات كما يضم أغنية "عايشة معاه في الحياة" وأغاني أخرى ذات طابع عاطفي مائة بالمائة وقد تعاملت فيه مع عدد من الملحنين والمؤلفين على غرار "أمين المغبون"، "كريم ولد عدة" الذي أعمل معه دائما لأنه يقدم لي كلمات جميلة ومحترمة أستطيع غنائها أمام العائلات إضافة إلى "بلحضري" الذي كان من أبرز المؤلفين الذين تعامل معهم المرحوم حسني. الجمهورية: ما هو أهم ألبوم غنائي في مسيرة الشابة خيرة ورأيت أنه حقق نجاحا منقطع النظير؟ -ش. خيرة: بدون تفكير أجيب على أنه ألبوم "مابغاش يتزوجها" الذي ضم أغنية " نبغيك" وأغاني رايوية أخرى وأذكر أنه كان في عمري 20 سنة آنذاك والنجاح الذي حققه هذا الألبوم فتح لي الكثير من الأبواب دون أن أنسى ألبوم أخر كان له نفس النجاح أيضا وهو ألبوم "راه معايا كونك عاقل" الذي يضم أغنية " حبيبي ڤليل" أما عن الألبوم الذي كرهته ولم أتقبله أبدا هو ألبوم "عندي عمري يعشق فيا" والذي يضم أغنية عاطفية واحدة فقط وهي "أعطاك ربي وحدة" والسبب في ذلك أنه يضم أغاني خفيفة وكلمات غير مؤثرة حيث خرجت تماما عن طابعي العاطفي الذي إعتاد الجمهور عليه. الجمهورية: بتحدثك عن الجمهور، كيف ترين جمهور أغنية الراي؟ - ش. خيرة: سأصرح بأمر ما هو أن جمهور الراي لا يوجد بوهران بل بالعاصمة، فأنا أملك جمهورا رائعا لم أشهده من قبل وفي كل مرة أعتلي فيه الخشبة لأغني تلتهب القاعة ويصفق لي الجميع وكلهم حماسا وإعجابا، كما لدي جمهور جميل أيضا في بجاية، لكن وهران لا أعتقد ذلك، فإحدى حفلات مهرجان الراي وقبل أن أبتدأ الحفل صار الجمهور يتلفظ بكلمات بذيئة ويقوم بتصرفات مخلة بالحياء وهذا أمر مخز تماما لأن الراي ولد في وهران وليس من العدل أن يفتقر لجمهوره بهذه الطريقة. الجمهورية: وماذا عن موضوع الحجاب، هل بالفعل تحجبت الشابة خيرة حسبما رددته الشائعات؟ ش. خيرة: كما قلت تماما فهذه ليست إلا شائعات وأنا لم أتحجب أبدا، فالواقعة حدثت عندما زارني الشيخ جلول مع أحد الأئمة في منزلي وأنا كنت مرتدية لباسا عاديا فطلب مني زوجي أن أضع خمارا على رأسي حتى لا يراني هذا الإمام أو الداعية بهذا الشكل، وبالفعل وضعت خمارا ودخلت وعندما إلتقطوا لي صورة مع جلول كنت أضع هذا الخمار، فظن الكثير أنني تحجبت وكثرت الأقاويل بسبب تلك الصورة لكن الحقيقة غير ذلك فأنا لم أتحجب، وأتمنى أن يحدث ذلك يوما ما ولم لا؟! الجمهورية: كلمة أخيرة -ش. خيرة: أشكر الجمهورية على إهتمامها بالراي النسوي وإعطائي هذا الفضاء على صفحاتها وإنتظروني في ألبومي الجديد الذي سيصدر هذا الأسبوع وشكرا.