تكدس النفايات، انعدام غاز المدينة، الفيضانات ثالوث أسود أرهق سكان حي 300 مسكن ببلدية الأربعاء التابعة لولاية البليدة. حيث أصبحت المنطقة في ظل افتقارها لهذه المشاريع التنموية التي تعتبر من ضروريات العيش الكريم للسكان ما فسرها هؤلاء بأنها جهة مهمشة ومهملة من طرف المسؤولين، ليتكبد سكان الحي المذكور معاناة القاتلة نظرا لانعدام أدنى ضروريات العيش المحترم كغياب الغاز والتهيئة، ناهيك عن انعدام شروط النظافة التي حولت الحي إلى مفرغة عمومية بسبب إهمال سلطات البلدية له، وتجميد مهامها المنصوص عليها قانونا والمجسدة لدى هيئتها اتجاه حي 300 مسكن حسب ما أكده سكان المنطقة. تقاعس مصالح البلدية حول الحي إلى مفرغة عمومية أعرب هؤلاء المواطنين خلال حديثهم مع “السلام” عن قلقهم الكبير اتجاه الوضعية الكارثية التي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي يصعب التعبير عنه، نظرا لقذارة المكان الذي اقشعرت من رأيته الأبدان وعافته الأنفس، وفي هذا الطرح أكد السكان بأن عمال النظافة التابعين للبلدية المذكورة سابقا لا يؤدون مهامهم على أكمل وجه مستدلين على ذلك بتواجد حاوية واحدة تجمع فيها النفايات المنزلية، ومع ذلك لا تحمل من طرف مصالح النظافة ما يجعلها تتراكم بالمكان، ولكم أن تتصوروا مأساة الوضع الحقير -يقول السكان-، مشيرين إلى أن الحاوية تبقى مملوءة لمدة خمسة أيام دون حملها، الأمر الذي يضطر بقاطني الحي إلى رمي القاذورات بالأرض، موضحين في الوقت ذاته أن عند رفعها لا تحمل الفضلات المتواجدة بالأرض وكأنها ليست من صلاحياتهم، السكان الذين صبوا غضبهم على البلدية نتيجة تهاونها عن أداء واجباتها حيال مواطنيها، حيث عبروا بنرفزة مثيرة حول تأزم الوضع المقرف الذي زاد تعفنا أكثر نتيجة الانتشار الرهيب للحشرات الضارة التي أفرزت طفحات جلدية على المواطنين، والجرذان بمختلف أشكالها وأحجامها والتي احتلت الشوارع ما أدى بها للتسلل داخل العمارات، حاملين حججا قاطعة على إصابة الكثير منهم بأمراض مزمنة كصعوبة التنفس، فيما أرجعوا أساسها الحقيقي إلى تلاعب المسؤولين الذين تخلوا عن واجبهم اتجاه قاطني الحي كل هذا حسب ما اقروا به ل”السلام”. هشاشة أسقف عمارات الحي تهدد حياة السكان رغم حداثتها لم تتوقف معاناة هؤلاء المواطنين عند هذا الحد بل استمرت وتعدت المعقول، ليصبحوا منكوبين عند تساقط الأمطار أين تتحول العمارات إلى بئر مملوءة بالمياه نتيجة اهتراء الأسقف بالطابق الرابع، وأشار السكان أنهم بالرغم من أنه لم يمر على استلامهم لهذه السكنات التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري أقل من 5 سنوات أي منذ 2008، إلا أنهم يعانون من هذا المشكل المتمثل في تسرب المياه من السقف، كاشفين بأنهم أودعوا عدة شكاو لدى كل المصالح المسؤولة على غرار البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري- والتي تحوز “السلام” على نسخ منها- إلا أنهم لم يتلقوا أية استجابة تحد من تأزم الوضع، ونوه ذات المتحدثون بأنهم صاروا يخشون هطول الأمطار بسبب حجم الكوارث التي يعانونها أين تكون هذه الشقق بمثابة حاويات للمياه، وهم اليوم في حيرة كبيرة خاصة وأنهم في فصل الشتاء يشرعون في إخراج المياه من العمارة لكن دون جدوى، وفي ذات الشأن قالوا بأنهم يخشون انهيار الأسقف عليهم. غاز المدينة من أهم مطالب قاطني الحي يعرف الحي نوعين من السكنات وتتمثل في سكنات اجتماعية وأخرى وظيفية خاصة بالحماية المدنية. والتي تنعدم بها هذه المادة الحيوية التي لطالما طالب قاطنوها بضرورة تزويدهم بغاز المدينة بسبب جملة المشاكل التي أتعبتهم منذ عام 2008، وهي سنة تواجدهم بها حيث صرحوا بمتاعبهم أثناء تنقلهم إلى أماكن جد بعيدة بحثا عن قارورة غاز قد تلبي جزءا صغير من حاجاتهم خاصة وهم في موسم الشتاء، أين يزيد الطلب على الغاز مستذكرين الأزمة التي عانوا منها في الشتاء الفارط في ظل شح قارورات غاز البوتان، وقال احد عمال الحماية المدنية بأنهم سخروا كل جهودهم بهدف ضمان الحماية اللازمة للمواطنين وإنقاذهم من الحوادث التي تعرضهم للأذى، إلا أنهم لم يتلقوا أي اهتمام من طرف المسؤولين الذين لم يستجيبوا بعد لصرخاتهم ومصاعب حياتهم المعيشية على أساس أنهم لم يجدوا الوقت المناسب للحصول على الغاز بسبب تواجدهم في العمل طيلة الساعات. وأمام حجم المعاناة الصعبة التي يكابد مأساتها سكان الحي، فإنهم يطالبون السلطات المحلية والولائية بالتحرك العاجل للتخفيف من المشاكل التي تهدد حياتهم. الأمين العام لبلدية الأربعاء يتملص من مهامه وردا على الانشغالات التي طرحها سكان حي 300 مسكن ببلدية الأربعاء، وعلى لسان أمينها العام في اتصال “السلام” به كذب أقوال وشكاوى المواطنين حول الوضعية المتأزمة التي تشهدها المنطقة، “السلام” قامت بزيارة المكان والوقوف على حجم الكوارث والمعاناة التي اشتكى منها السكان، وعدنا بالصور من عين المكان والتي تؤكد الوضع المتأزم، خاصة فيما يتعلق بكارثة النفايات المتجمعة بالحي وبالقرب منها على الأرض، غير أن ذات المسؤول نفى الأمر جملة وتفصيلا، قائلا بأن عمال النظافة يوميا يؤدون مهامهم، على النقيض فقد سجلنا فعليا تكدس القاذورات المتعفنة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وعن مطالب السكان بإيصالهم بشبكة غاز المدينة، قال محدثنا بأنها خارجة عن نطاق صلاحيات البلدية بل تدخل ضمن مهام الولاية، وكذا عن اهتراء أسقف العمارة وغياب الماء يعود ضمن اختصاص مديرية المياه، وفي إجابته عن تهيئة سقف العمارة المتضررة أكد بأنه البلدية بصدد تهيئة الأحياء التي تعود إلى الستينيات والتي خصصت لها ميزانية تقدر ب3 ملايير سنتيم وتشمل كل من حي بني زرمان والشهيد علواش، بالإضافة إلى حيين آخرين، مروجا فكرة الاهتمام بأحياء الستينيات فيما تبقى الأحياء الجديدة في الانتظار إلى أن يحين دورها -حسب قوله- بالرغم من خطورة الوضع. ردّ البلدية ولد رغبة تصعيد الاحتجاج مستقبلا من جهتهم السكان نددوا بتصريحات الأمين العام للبلدية المذكورة. واعتبروها تملصا من المسؤولية بحيث لم يستجب المسؤول المذكور ورمى بالمواطنين خارج الدائرة -حسبهم- قائلاين: “نحن لا نرضى بسياسة الشبابيك والتحجج فالبلدية دفعت بنا إلى التهلكة وهي تنتظر اللحظة الحاسمة المتمثلة في موتنا تحت انهيار العمارات، وكذا انعدام الغاز الأمر يستدعي تنظيم احتجاجات بالصورة التي يفهمونها هؤلاء”.