معاناة متواصلة بالحي تؤكد العديد من العائلات القاطنة بالحي، أن المسؤولية تقع على المواطن بالدرجة الأولى، لأن عمال النظافة عادة ينتقلون بشاحناتهم الخاصة بنقل القمامات والبقايا غير الصالحة للاستعمال في الليل، ومن المفترض على كل مواطن أن يخرج نفاياته ليلا، ولكن للأسف البعض منهم لا يحترم أوقات رمي القمامة، وفي سياق ذي صلة ذكر السكان أن السبب الأول في الظاهرة انتشار الأسواق الموازية وأصحاب الطاولات الذين يتركون مخلفاتهم من خضر وفواكه فاسدة وأكياس وأوراق وجرائد وغيرها من المقتنيات التي يستعملونها ويعرضونها لأجل مزاولة عملهم، مسببين بذلك فوضى ونفايات عارمة تهدد بانتشار مختلف الأمراض والأوبئة. البلدية تحاول التخفيف من الضرر اقتربنا من مصالح بلدية المدنية، حيث التقينا مسؤول البلدية، ليؤكد في حديثه بأن مصالحه شرعت في إنشاء حاويات لجمع النفايات على مستوى عدة أحياء وبمحاذاة السوق البلدي، في انتظار تعميم العملية على جميع الأحياء التي تفتقر لهذه الحاويات بعد تهديم القديمة لأسباب أمنية، وقصد تحسين صورة البلدية في مجال النظافة، مشيرا إلى أن البلدية قامت بتوظيف عدد من العمال التابعين لمؤسسة التنظيف ''نظيف وجميل'' الخاصة، حيث يقومون بصفة يومية برفع النفايات عن طريق الشاحنات المخصصة لذلك، كما سعت مصالح البلدية إلى الاستعانة بمثل هذه الشركات نظرا لعدم تمكن عمال مؤسسة ''نات كوم'' من تغطية جميع مناطق بلدية المدنية كونهم مُكلفون بتنظيف أحياء كل البلديات التابعة للدائرة الإدارية لسيدي امحمد، لأنه طالما اشتكى المواطنون من انعدام النظافة والحاويات بالمدنية، الوضع الذي استوجب الزيادة في عدد عمال النظافة قصد تدارك هذا المشكل، كما يمكن الملاحظة أن الحاويات الجديدة تم بناؤها بطريقة عصرية ومختلفة عن تلك التي نشاهدها في بلديات أخرى، حيث يلاحظ المتنقل إلى عين المكان حاويتين كبيرتين مزدوجتين ببابين تم تغطيتها بغطاء يشبه إلى حد كبير أسقف المنازل، لكن الدور يبقى على عاتق المواطن الذي يجب عليه أن يحافظ على محيطه لسلامته الصحية وللمحافظة على جمال بيئته، حتى تكون صحته وصحة عائلته في سلام. ''ديار الشمس'' تُعد من أقدم الأحياء المتواجدة بالبلدية، كما أنها تعتبر من أكثر الأماكن التي تنتشر فيها المفرغات، حيث أصبحت مصدرا للروائح الكريهة، زيادة على ذلك الحشرات الضارة وهي حشرات منتشرة بجميع الأرجاء وكذا الحيوانات المتشردة كالكلاب والقطط والفئران التي وجدت ضالتها بهذا الموقع السكني وهي كلها مناظر زادت من تشوه منظر الحي، سيما تلك الأكياس الكبيرة والصغيرة، الممزقة التي تخرج منها بعض القمامات، إضافة إلى ذلك فإن تلك الأماكن التي خصّصت للمساحات الخضراء جعلها سكان الحي شبه مفرغة. ومن هذا المنطلق أعرب السكان عن تذمرهم الشديد إزاء الوضعية المزرية التي آل إليها حيهم، نظرا لعدم وجود ثقافة وتوعية بيئية تقوم بإرشاد السكان إلى ضرورة احترام البيئة والمحافظة على نظافة المحيط، مشيرين في حديثهم إلى أن التوعية البيئية تبدأ من الأسرة مرورا بالمدرسة فالحي وتكبر إلى المدينة ككل، مؤكدين في تصريحاتهم إلى أن بعض الآباء يأمرون أبناءهم بالذهاب إلى أسفل العمارة ورمي القمامة في أي مكان، المهم بالنسبة لهم أن يبعدوا القاذورات عن بيوتهم، فكيف يمكن لهذا الطفل أن يتربى على الخصال الحسنة والأخلاق الحميدة. حلول غير ناجعة يقول بعض السكان بخصوص هذه الظاهرة أن البلدية لا تضع تنظيما جيدا لرمي القمامة، وبالتالي لا تساهم في حماية المحيط من التلوث، فعندما شعر أهل الحي أن الروائح بدأت تنتشر وتصل إلى منازلهم والحشرات الطائرة والزاحفة تنتقل من مكان إلى آخر كالصراصير والذباب والبعوض، وقد تعدى ذلك إلى انتشار أمراض الحساسية بين قاطني المجتمع السكني، الوضع الذي استلزم مطالبة السلطات المحلية بإيجاد الحلول في أسرع وقت، لكن وكالعادة لا تحرك ساكنا، في حين تنتظر العائلات مجيء عمال النظافة لرفع القمامات، لكن وحسب السكان، فالعمال ينتقلون إلى الأحياء المجاورة ويمرون على حيهم مرور الكرام.
مبادرات شخصية وللتخفيف من حدة هذا المشكل البيئي قام سكان حي ''ديار الشمس'' بحملة تنظيف، وهذا من خلال جمع بعض أدوات النظافة كأكياس بلاستيكية كبيرة وبعض مواد التنظيف كماء الجافيل وبعض المواد المطهرة، ورفع تلك النفايات ووضعها في أكياس كبيرة وغلقها بإحكام، وقد اعتبر السكان مبادرتهم للمحافظة على نظافة المحيط الذي يعيشون فيه. وأمام هذا الوضع الذي يعيشه سكان حي " ديار المحصول " وإلى جانبهم " ديار الشمس "، تُطالب العائلات السلطات المحلية بالتدخل العاجل من أجل القضاء على المشكل الذي بات من أهم الظواهر التي تُهدد صحتهم وصحة أبنائهم. آمال كاري