جدد أول أمس وزير الخارجية مراد مدلسي مطلب تقديم اعتذار واضح من فرنسا على جرائمها الاستعمارية وذلك عشية زيارة فرانسوا هولاند للجزائر، وقال مدلسي في تصريح لقناة العربية “إن الشعب الجزائري ينتظر منذ زمن الاعتراف بموقف أكثر وضوح وهو في راحة لأن التاريخ يحكم على من تعدى على الجزائر”، وهو تجديد لمطلب رفعه مؤخرا وزير المجاهدين محمد الشريف عباس. وبشأن موقفه من اعتراف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالمجازر التي تعرض لها الجزائريون في ال17 اكتوبر 1961 قال “نسجل بارتياح هذا الموقف الذي جاء على لسان أعلى مستويات”، مشير إلى أن هذا التصريح “ذو طابع رمزي لأن أمامنا رئيس جديد (فؤنسوا هولاند) له إرادة لتعزيز العلاقات مع الجزائر وهو على أبواب زيارتها”، وذكر وزير الخارجية أن هذا الاعتراف إضافة إلى كونه رمزي بالنسبة للجزائر فهو إيجابي أيضا لأطراف أخرى هناك (أي بفرنسا)”. على صعيد آخر أكد مدلسي، أن أي تدخل عسكري غير مدروس في شمال مالي، يمكن أن يحولها إلى أفغانستان أخرى، مؤكدا على أن الجزائر تسعى إلى تعزيز الوحدة في مالي وليس الانقسام، وعلل مدلسي تصريحاته بغياب الرؤية الواضحة للحل العسكري الذي طالبت به دول أوروبية، مشيراً إلى أن المحافظة على مالي لا يتحقق بدون مساعدات مالية ودعم المؤسسات الرسمية، وأوضح بأن التعاون العسكري مع حكومة مالي مطلوب لضمان وحدة تراب البلاد. ولفت إلى أن ما حصل في ليبيا، أصبح مبعث قلق لدول الساحل الإفريقي، وعزا ذلك لتدفق الأموال والأسلحة والمقاتلين على شمال مالي، وتابع وزير الخارجية، أن الحوار القائم الآن بين المتمردين في مالي والسلطة شيء محمود، كما أن حكومة الجزائر على اتصال دائم بجميع الأطراف، فضلا عن وجود محادثات تجريها دولة بوركينافاسو مع نفس الأطراف، وأبدى مدلسي رغبة الجزائر في محاربة الإرهاب بمالي، وذلك في إشارة إلى التدخل العسكري المزمع، ولكن بعد توحيد الأقطاب المتنازعة في مالي ضد تنظيم القاعدة، وأكد على أن الحل السياسي في مالي ليس سهلاً، وأن الصبر واليقظة مطلوبان للوصول إلى حل واضح.