ثمن جهود الأسرة الطبية وأعوان الصحة في مواجهة هذا الوباء أشاد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالسلوك الوطني الإنساني الذي تميز به الشعب الجزائري في أوقات الشدة التي تواجه فيه الجزائر فيروس “كورونا”، مبرزا أنه يكشف عن درجة عالية من روح المواطنة والمسؤولية. وكتب الرئيس تبون، على صفحته في “الفايسبوك”، “أحيي كل فاعلي الخير من المواطنين والمواطنات في الداخل والخارج، الذين يتسابقون في التعبير عن رغباتهم لمساعدة المستشفيات، والمواطنين الذين تأثروا بإجراءات العزل الإجباري، وتقييد التنقل في هذه المحنة التي تواجه فيها الجزائر وباء كورونا ..كما أجدد شكري لكلّ الذين بادروا منذ الأيام الأولى إلى حملات التنظيف والتعقيم والتوعية عبر الوطن، أفرادا وجمعيات مدنية، وجماعات محلية، وأدعو الجميع إلى المزيد من الانضباط والتقيّد الصارم بإجراءات الوقاية، ومنع الاحتكاك، حفاظا على سلامة الأمة”، وأضاف رئيس الجمهورية، إنّ هذا السلوك الوطني الإنساني يكشف عن درجة عالية من روح المواطنة والمسؤولية، ويعكس شيم التضامن والتكافل التي يتميز بها شعبنا خاصة في أوقات الشدّة فتحية تقدير وإجلال لهذا الشعب العظيم الذي يصدق في أبنائه وبناته قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)”. نهاية مرحلة حضارية في حياة الإنسان ستنبثق عنها رحلة جديدة وفي سياق ذي صلة، توجه رئيس الجمهورية، أول أمس برسالة إلى عبد الرحمن بن بوزيد، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، ومن خلاله إلى الأسرة الطبية وأعوان الصحة كافة، أعرب من خلالها عن فخره واعتزازه للجهود الخيرة التي يبذلونها في مواجهة محنة وباء كورونا، وجاء فيها أيضا “إن بلادنا تواجه محنة وباء جديد على البشرية بهويته المجهولة وسرعة انتشاره، حتى أنه حير منظمة الصحة العالمية وأربك القدرات العلمية والتكنولوجية لأكثر الدول تقدما في العالم التي تقف عاجزة عن الحد من تفشي وباء لم يعد أي جزء من الكرة الأرضية في مأمن من شره، وما يجري اليوم تحت أعيننا ينبئ بنهاية مرحلة حضارية في حياة الإنسان سوف تنبثق عنها بكل تأكيد مرحلة جديدة تشهد وضعا جيوسياسيا يختلف جذريا عما كان عليه العالم قبل ظهور وباء كوفيد19 (covid19)”، وأضاف الرئيس “وإذا كنا نحن بإيماننا وديننا الحنيف نرى في أمر الله كله خيرا، مصداقا لقوله تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئا، وهو خير لكم”، فإننا أمام هذا البلاء نزداد اليوم إيمانا بقوة الإرادة الإلهية على قلب العالم في لمح البصر إن خيرا، وإن شرا، فالإنسان مهما تجبر وعلا في الأرض يبقى دائما أمام الإرادة الربانية مخلوقا ضعيفا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا، تلك حقيقة ربانية أزلية لن تجد لها تبديلا ولكن الإنسان مطالب أيضا بالحفاظ على حياته لأنه خليفة الله في الأرض كرمه وحمله في البر والبحر”، وأضاف الرئيس تبون، “و من هذا المنطلق أخاطبكم أخي الأستاذ الوزير، وأخاطب من خلالكم إطارات وزارتكم في العاصمة، وفي الولايات، وأخاطب الأسرة الطبية بكل مكوناتها وأعوانها من الأقصى رتبة إلى الأعلاها، لا أستثني أحدا، لأقول لكم واحدة واحدة واحدا واحدا بأنني أتابع بفخر واعتزاز جهودكم الخيرة في مواجهة محنة الوباء، وأصارحكم القول أنني كثيرا ما تمنيت لو كان باستطاعتي أن أكون معكم شخصيا في الميدان إلى جانب الأخصائي، والطبيب، والمقيم والمناوب والممرض والممرضة، في قسم الاستعجالات، ومخابر المستشفيات والعيادات، ومع سائق سيارة الإسعاف وكل أعوان الصحة وإدارييها في كل مكان لا ينقطع فيه بذلهم وعطاؤهم ليل نهارا، “إنكم في الميدان بل إنكم في ميدان الشرف مجاهدون من أجل إنقاذ حياة المواطنين قال الله فيها من أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ومن أجل التخفيف من روع المصابين بالوباء وطمأنة أهاليهم وإني متأكد لعلمي بإنسانيتكم العالية أن أصعب لحظة في حياتكم هي تلك التي تقفون عندها عاجزين عن صد قضاء الله في عبده”. رئيس الجمهورية يعترف بافتقاد منتسبي الصحة للوسائل الكافية خلال أداء مهامهم في السياق ذاته، أبرز رئيس الجمهورية، أن منتسبي قطاع الصحة مصدر فخر لأنهم يقفون أحيانا بوسائل غير كافية ولكن في الصف الأمامي يخوضون حربا ضروسا بإرادة حديدية لا حدود لها في مواجهة وباء فتاك خبيث لا يرى بأم العين إلا في نتائجه، “وهو سائر لا محالة إلى الزوال بحول الله ولكن متى الله أعلم وبأي ثمن الله أعلم”. الإبقاء على جاهزية قطاع الصحة عالية لمواجهة أي تطورات وقال رئيس الدولة “من أجل هذه الآجال التي لا نتحكم فيها ولدفع هذا الثمن الذي لا نستطيع التنبؤ بحجمه أدعوكم إلى مضاعفة الجهد والإبقاء على جاهزية قطاع الصحة عالية وثقوا أن الشعب يثق في قدراتكم ويسندكم وأنني بجانبكم في كل لحظة لا أميز بينكم إلا بقدر تفانيكم في خدمة الوطن ودرجة صبركم على المكاره وتضحيتكم من أجل التعجيل بالقضاء على كابوس الوباء”، وأردف رئيس الجمهورية “فتحية إكبار وإجلال لكم جميعا أيها الأشاوس يا من تعرضون حياتكم وحياة عائلاتكم في كل لحظة على مدار الساعة للخطر من أجل إسعاد الآخرين سيذكر لكم شعبكم العظيم بطولاتكم كما حفظ إلى الأبد ملاحم شهداء ثورة التحرير الأبرار تاجا على رؤوس إخوانهم وأبنائهم وأحفادهم المخلصين”.