أعلن قادة الأحزاب وممثلون عن جمعيات مدنية خلال ندوة صحفية عقدت بمقر جبهة الجزائرالجديدة بالعاصمة، عن توجيههم لرسالة إلى هولند أودعوها على مستوى السفارة الفرنسية صباح أمس، حثوه فيها على ضرورة تسويته لآثار جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر والتعاطي الايجابي مع بعض القضايا الراهنة، حتى يمكن العبور إلى مرحلة بناء العلاقات الثنائية المتطورة عن طريق اعترافه بهذه الجرائم والاعتذار عنها مصحوبة بالتعويض المادي والمعنوي. حذر قادة التشكيلات الحزبية هولند من مغبة اصطحابه للحركي والأقدام السوداء ضمن الوفد المرافق له، داعين إياهم إلى التوقف عن مطالبتهم بالتعويض عن ممتلكاتهم المزعومة في أرض الجزائر في مقابل اعتبارهم قضية تسليم الوافد الجديد لقصر الاليزيه لخرائط الألغام المزروعة من الأولويات، التي تليها معالجة الإهانات وصنوف الاحتقار التي تتعرض إليها الجالية الجزائريةبفرنسا، فضلا عن تعويض ضحايا الإشعاعات النووية بدون استثناء مع تقدير الخسائر التي لحقت بالأرض والنبات والحيوان. وفي هذا الصدد أكد أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أن أصحاب هذه المبادرة سينتظرون ما ستحمله هذه الزيارة من خطابات وبرامج أو تلميحات مكملة لاعتراف فرنسا بأحداث 17 أكتوبر والذي سيكون أمرا جيدا، مؤكدا بأن مسألة الاعتذار والاعتراف والتعويض ليست مسألة حزبية وإنما هي قضية شعب، منوها بأنهم سيواصلون نضالهم حتى يقنعوا الرأي العام والضمير والذاكرة بهذه القضية.بدوره أكد فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة أن العلاقات الثنائية بين البلدين ليست "مزايدات سياسية" وإنما من القضايا الوطنية بإجماع الطبقة السياسية، مشيرا إلى أن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لن تسقط بالتقادم، بل هو موضوع "باق" ومحل نضال مستمر، لأن القضية ستبقى مستمرة ولن تزول بزوال جيل الثورة كونها قضية شعب وأمة.وفتح ربيعي النار على التشكيلة السياسة التي تحوز على الأغلبية المطلقة في البرلمان متهما إياها بتعطيل مشروع تجريم الاستعمار في وقت سابق في الوقت الذي تواصل فيه الجمعية الوطنية الفرنسية تمجيدها للاستعمار وإهانة الجزائريين.