أكدت الأستاذة بن براهم فاطمة الزهراء رئيسة جمعية مناهضة الفكر الاستعماري، أن ذاكرة الشعب الجزائري أكبر من أن تمحيها زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي التي قام بها إلى قسنطينة في سنة 2007، وقالت إنها ليست بزيارة تاريخية، حيث اعتبرت تصريحات وزير الداخلية الفرنسية كلود غيون الذي قال إن هذه الزيارة قد طوت صفحة الماضي مجرد تصريح لا يلزم إلا صاحبه وليس له أي تأثير في مصير العلاقات الجزائرية الفرنسية، في الوقت الذي تبقى فيه الجزائر متمسكة بمطلب الاعتراف والاعتذار والتعويض عن الجرائم المرتكبة إبان الاستعمار الفرنسي. وفي سياق متصل، أوضحت بن براهم، أن معاهدة ر وما التي أبرمت في 17 جويلية 1998 واليت صادقت عليها فرنسا، تؤكد أن الجرائم ضد الإنسانية لا تتقادم والإبادة البشرية التي قامت بها فرنسا الاستعماري في الجزائر تدخل في إطار هذه الجرائم التي تنص عليها المعاهدة وعليه فإن هذه الجرائم لا يمكن أن تمحى لا بتصريحات سياسية ولا بإرادة سياسية سواء من الجزائر أو فرنسا لأنها مسألة تخص شعب وليست الحكومات فقط التي تبقى معنية بالقضية. وبالنسبة لبن براهم فإن ساركوزي الذي يدعو تركيا على الاعتراف بالجرائم المرتكبة ضد الأرمن عليه أن يمتلك الشجاعة الكافية قبل مغادرته لقصر الإليزيه ويعترف بالجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري والتي تفوق ما ارتكب في أرمينيا بأضعاف مضاعفة، مع العلم أن الجرائم الفرنسية لا تزال متواصلة في حق الجزائريين سواء تعلق الأمر بالتجارب النووية أو الألغام المضادة للبشر.