تواصل مختلف الأجهزة الأمنية بالجلفة، حربها على جميع مظاهر الانحراف والآفات الاجتماعية التي انتشرت بقوة هذه الأيام عبر تراب الولاية. شددت مراقبتها على أكبر بؤر الفساد والرذيلة وذلك بشنها للعديد من حملات المداهمة الفجائية لمناطق بيع الخمور بطرق غير شرعية، خاصة عبر الأحياء السكنية منها حي 5 جويلية الذي تحول إلى حانة مفتوحة إثر الانتشار الكبير لهذه الآفة، أبطالها شباب وشيوخ اتخذوا من مساكنهم العائلية نقطة لترويج مختلف أنواع السموم كالخمور والمخدرات والأقراص المهلوسة، وأدخلوا المدينة في حالة من الرعب والخوف من جراء العواقب المترتبة عن تعاطي هذه السموم وما يرافقها من مظاهر للانحلال الخلقي الذي تفشى بكثرة عبر العديد من بيوت الدعارة التي تستقطب الشباب بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية. التحرك الملفت لمصالح الأمن جاء بناءا على عديد الشكاوى التي تقدم بها المواطنون أمام الجهات القضائية والأمنية، بعد أن أصبحوا مهددين حتى في بيوتهم من طرف شرذمة تحاول فرض منطقها على الجميع، إذ تسعى مصالح الأمن من خلال هذه العمليات إلى محاولة فرض نظام رادع من شأنه القضاء نهائيا على دخول هذه الآفات، وذلك بتشديد الرقابة على مختلف المركبات المشبوهة التي تتجول في وسط المدينة وبعض الأحياء بغرض ترويج هذه السموم وكذا المراقبة المستمرة للفضاءات الغابية كطريق المجبارة وغابة سين الباء، وهي نقاط شكلت دوما أهم البؤر لتعاطي الفساد والرذيلة، ونجحت مصالح الأمن في حجز كميات معتبرة من كافة أنواع الخمور كانت مخبأة بإحكام وسط الغابات أو في بيوت عائلية، وهي العمليات التي تركت إرتياحا عميقا في أوساط السكان الذين يأملوا تواصلها دوما وتشمل جميع أحياء المدينة. حيث توجت العمليات بحجز أكثر من 30 ألف قارورة خمر من مختلف الأحجام والأنواع بمنطقة وادي الصدر بدائرة عين الإبل، عند الحاجز الثابت لمصالح الدرك على مستوى الطريق الوطني رقم 1 في جزئه الرابط بين الجلفة والأغواط، وهي الكمية التي كانت موجهة لإغراق مدن الجنوب الجزائري بهذه السموم، تلتها عملية حجز أكثر من 2000 قارورة خمر داخل منزل بمدينة حاسي بحبح. وفي نفس السياق وأمام التفشي الخطير لظاهرة المتاجرة بالخمور والمخدرات داخل الأحياء السكنية التي تشهد هذه الأيام مع اقتراب الإحتفالات برأس السنة الميلادية، تدفقا كبيرا لكميات معتبرة من الخمور، كما نظم سكان كل من حي 5 جويلية ومسعودي عطية، وقفات احتجاجية ضد استفحال هذه الظاهرة وقيام العديد من الأشخاص ببيع هذه السموم علانية، خاصة بعد أن تحولت العديد من المساكن إلى مخازن ومستودعات للخمور.