الأئمة والطبقة السياسية والشارع المحلي لا يرون خطورة في الأمر إذا تم الالتزام بالوقاية * المواطنون بصوت واحد.. "فتحت الأسواق ولم تفتح المساجد.. أيهما أكثر مساهمة في نشر العدوى؟". استغرب الشارع المحلي، وكذا الطبقة السياسية، والأئمة، عدم فتح الحكومة للمساجد بعدما قررت مساء أول أمس في إطار الخروج التدريجي من الحجر، إعادة بعث جل النشاطات التجارية والخدماتية، حيث انتفض عشرات الآلاف في الساعات الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ولسان حالهم "فتحتم الأسواق ولم تفتحوا المساجد!.. أيهما أكثر مساهمة في نشر العدوى؟". طالب جلول حجيمي، الأمين العام للتنسقية الوطنية للأئمة، في تصريح خص به أمس "السلام"، الحكومة بإعادة فتح مساجد الجمهورية ولو تدريجيا مع الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية، وقال " نحن ندرك أنّ اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة وباء كورونا قد راعت في قرارها بخصوص الاستمرار في غلق المساجد الظروف الصحية التي تعيشها البلاد ومخاوفها من تفشي الفيروس، إلا أن هذه التطورات لا تمنع من إمكانية إعادة النظر في فتح بيوت الله ولو بطريقة تدريجية، وقال "الجزائريون يأملون في العودة إلى المساجد قريبا والدعاء لله برفع الوباء". هذا وأبرز محدثنا، أن الأئمة كانوا ينتظرون بعد قرار الرفع التدريجي للعديد من النشاطات التجارية وعودة النقل، أن يتم الإعلان عن فتح المساجد ولو بصفة تدريجية بعد غلق دام لأكثر من 3 أشهر بسبب تفشي وباء "كورونا"، بالمقابل أكد تقديرهم للدور الكبير الذي لعبته اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوباء خلال الفترة السابقة. كما دعا الأمين العام للتنسقية الوطنية للأئمة، المصلين في حال تم اتخاذ قرار إعادة فتح المساجد في وقت لاحق، إلى الإلتزام بإجراءات الوقاية والتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة خاصة ما تعلق بإجبارية ارتداء الكمامات واستعمال المطهرات الكحولية، مع ضرورة احترام مسافة الأمان والتباعد في الصفوف. من جهته دعا عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، إلى فتح المساجد وتمكين المواطنين من عمارتها وفق الإجراءات اللازمة والاحتياجات الضرورية، وكتب في منشور على صفحته الرسمية في "الفايسبوك"، "أمام تباشير الانفراج الذي أعلنته السلطات في كل الوطن، وأمام تزايد الوعي العام لدى المواطنين بخطورة الوباء وكيفيات التعامل معه والاحتياطات منه، ومع جملة الإجراءات القانونية التي شرعت الحكومة في اتخاذها على كل المستويات، فقد بات من الضروري مراجعة قرار فتح المساجد وتمكين المواطنين من عمارة بيوت الله وفق الإجراءات اللازمة والاحتياجات الضرورية"، وحسب المترشح للرئاسيات الأخيرة، فإن انتفاء الموانع القاهرة لإقامة الجمع والجماعات، وتمكن الحكومة من وسائل الوقاية والتعقيم، وتجاوب المواطنين مع دعواتها إلى الحذر والاحتياط، كل ذلك مدعاة لفتح المساجد أمام المصلين. من جهتهم المواطنون اكتسحوا ليلة أول أمس مباشرة بعد إعلان الحكومة عن رفع الحجر كليا عن 19 ولاية وتعديل توقيته ب 29 ولاية أخرى، وإعادة بعث جل الأنشطة التجارية والخدماتية، مواقع التواصل الإجتماعي، للتعبير عن سخطهم من عدم إقرار إعادة فتح المساجد، وأكد جلهم أن خطر العدوى ب "كورونا" يهدد المواطنين بالمحلات والأسواق أكثر ما يفعل ذلك في المساجد، وكتب أحدهم "فتحتم الأسواق ولم تفتحوا المساجد !.. أيهما أكثر مساهمة في نشر العدوى؟". يذكر أن قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بغلق المساجد مع الإبقاء على رفع الآذان، الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من 17 مارس الفارط، جاء كإجراء احترازي للوقاية من فيروس "كورونا" والحد من انتشاره.