بحلول فصل الشتاء وهبوط درجة الحرارة تحاول هيئات جمعوية بالتنسيق مع مسؤولين محليين بوهران وضع آليات من أجل مساعدة النازحين من دول الساحل والصحراء، وتحديدا اللاجئين الذين استطاعوا التسلل إلى التراب الجزائري قادمين من ولاية تمنراست بأقصى الجنوبالجزائري، بعدما تسللوا من المناطق الحدودية بفضل شبكات مختصة في تهريب البشر تنشط بالمنطقة، والذين هرب معظمهم من رحى الحرب الدائرة في المنطقة خصوصا في مالي والنيجر، الذين يواجه العديد منهم خطر الموت وقد فقد بعضهم أفرادا من أسرهم أو جلهم. وقد تقرر حماية النساء والأطفال من قبيلة "الهاوسا" الذين بات تواجدهم ملحوظا بشوارع وهران وأغلبيتهم يعيلون أطفالا رضع يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويقتاتون على ما يجود به عليهم المارة، بحيث أن ظروف الفقر والعوز حولت غالبيتهن إلى متسولات اتخذن من المساجد والساحات العامة مستقرا لهم. وأمام استحالة ترحيل هذه الفئة من الأراضي الجزائرية وإرجاعهم إلى مواطنهم الأصلية بسبب اشتداد سعير الحرب في بلدانهم تجري حاليا اتصالات بين السلطات المحلية وجمعيات أهلية وممثلين عن جمعية "أطباء العالم"، من أجل توفير الأغذية والأغطية لهؤلاء اللاجئين من النساء والأطفال وتمكينهم من العلاج بفروع المراكز الصحية الجوارية المنتشرة بوهران ومساعدتهم خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء ومحاولات إيجاد حلول بديلة من أجل توجيههم إلى مراكز إيواء مؤقتة حتى استتباب الأوضاع، وإلى أن تحط الحرب الأهلية الدائرة بمناطق جنوب الساحل والصحراء أوزارها. وكشف مسؤولون من فرع الهلال الأحمر الجزائريبوهران أن عدد هؤلاء اللاجئين الأفارقة من دول الساحل والصحراء يناهز 2000 لاجئ يقيمون بطريقة غير شرعية على التراب الجزائري، وقد تم وضع خطة لترحيل الأفارقة الذين جاؤوا من السنغال، بوركينا فاصو ونيجيريا الذين اتخذوا الجزائرووهران منطقة عبور مؤقتة في انتظار الهجرة إلى أوروبا، وقد استثنت عمليات الترحيل المهاجرات الإفريقيات القادمات من دول الساحل والصحراء بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وتم تصنيفهن كلاجئات حرب. وبخصوص اللاجئين الأفارقة الذين بات وجودهم مرادفا للإجرام وتبييض الأموال والنصب والاحتيال، فقد عالجت المحكمة بوهران 300 ملف تتعلق بالإقامة غير الشرعية على التراب الجزائري سمحت بتوقيف 800 مهاجر سري منذ مطلع السنة الجارية. وتحاول الجمعيات المحلية بالتنسيق مع السلطات المحلية بوهران جاهدة لأجل المساعدة في توفير التغطية الصحية وحمايتهن من الاعتداءات خصوصا أن غالبيتهن اتخذن من الشارع مستقرا لهن، وباتوا عرضة للاعتداءات من قبل المنحرفين خصوصا بعد تعرض إحدى الفتيات للاغتصاب من قبل هؤلاء المنحرفين وتسعى لحمايتهم أيضا من طرد المواطنين لهم وتذمرهم من وجودهم، خصوصا أن عددهم بات يتضاعف وبات يلاحظ و شكل جزءا من الديكور في شوارع وهران، وتم أيضا تهيئة العاملين بالمراكز الصحية من أجل حسن استقبال هؤلاء اللاجئين وتقديم الخدمات العلاجية لهم ولأطفالهم.