جمال مناد المدرب الحالي لمولودية الجزائر - لو نفوز بالمباراة الافتتاحية سنصل إلى النهائي أكد جمال مناد المدرب الحالي لمولودية الجزائر ونجم المنتخب الوطني في الثمانينات وواحد من أبرز هدافي كرة القدم الجزائرية على مر التاريخ في حوار خصنا به، أنه ينتظر الكثير من أشبال المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش في هذا العرس القاري، كما فضل أن يوجه العديد من النصائح لرفاق المتألق سفيان فغولي عبر جريدتنا، مشيرا إلى أن هناك عدة نقاط مهمة جعلت منتخب الثمانينات يقدم مستويات قوية، على عكس ما يحدث للكرة الجزائرية في الفترة الأخيرة التي تراجعت بشكل رهيب، كما تطرق لأمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار الشيق. أهلا مناد كيف هي الأحوال؟ أهلا بك أخي، أنا في صحة جيدة وكل أموري تسير على أحسن ما يرام، وسنشرع في الاستعداد لمباراتنا القادمة في البطولة أمام شبيبة الساورة (الحوار أجري أمسية الأربعاء). في الحقيقة اتصلنا بك لأخذ انطباعاتك بشأن المنتخب الوطني وليس للحديث عن المولودية التي نتمنى لها كل التوفيق في البطولة تحت قيادتك. شكرا، أنا على استعداد لأجيب على جميع تساؤلاتك وتساؤلات الشارع الرياضي الجزائر. نبدأ بالمواجهة الودية أمام منتخب جنوب إفريقيا، كيف يعلق مناد على مردود الخضر في أول ظهور لهم؟ صدقني لقد فاجأني زملاء سفيان فغولي بمردودهم الجيد طوال المباراة، صراحة لم أكن انتظر أن يقدموا ذلك المستوى الراقي، خصوصا إذا ما علمنا أن عناصر المنتخب الوطني كانت تعاني من إرهاق كبير، ناجم عن العمل البدني الشاق الذي خضعوا له منذ وصولهم إلى جنوب إفريقيا، بصفتي لاعبا دوليا سابقا أدرك ما معنى أن تحضر طيلة الأسبوع من الناحية البدنية، ثم تخوض مواجهة بعد ذلك مباشرة، لقد كنت أنتظر الظهور بمستوى متواضع ولو كان ذلك لما تفاجأت لأن الأمر يعتبر منطقي بالنظر للعمل الشاق الذي خضعوا له. هذا يعني أنك أعجبت بأداء الخضر في أول ظهور لهم، هل يمكن أن تبرز لنا النقاط التي نالت إعجابك بالضبط؟ أجل أعجبني أداء الخضر كثيرا أمام جنوب إفريقيا، ولقد لاحظت العديد من النقاط الإيجابية ولعل أهمها الانتشار الجيد فوق أرضية الميدان، ناهيك عن الحضور الذهني والبدني طوال المواجهة، لقد كنا الأقرب للانتصار لو أحسنا استغلال الفرص التي أتيحت لنا، ولكن ذلك لا يهم بقدر ما يهم الوصول إلى النقاط التي يبحث عنها المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش. ألا تعتقد أن الخط الأمامي كان غائبا ولم يخلق الكثير من الفرص، وبالتالي فهو يثير المخاوف؟ لا أنا لا أشاطرك في هذه النقطة، الخط الأمامي للمنتخب الوطني تحرك بشكل جيد وخلق العديد من الفرص، ولولا سوء الحظ من جهة وتسرع المهاجم سليماني من جهة أخرى لسجلنا هدفا أو هدفين على الأقل، سليماني مهاجم ممتاز وأثبت نجاعته مع الخضر، ولكني لاحظت عليه نقطة سلبية في المواجهة الودية الأخيرة وهي أنه كان يبحث عن مصالحه الشخصية بالدرجة الأولى، بمعنى أنه كان يركض كثيرا وراء الكرة من أجل تقديم مستوى طيب يجعله يحافظ على مكانته الأساسية، وهو الأمر الذي أقلقني كثيرا لا يجب على سليماني أن يفكر من هذا المنطلق، وإلا فإن ذلك سينعكس بالسلب على مردوده فوق الميدان. الكل أرجع غياب الفعالية لعدم الزج بالمهاجم سوداني من البداية رفقة سليماني، لا سيما أن الخضر يظهرون بوجه قوي لما يلعب هذا الثنائي جنبا إلى جنب؟ أجل الخضر يظهرون بمستوى قوي لما يشارك سوداني وسليماني جنبا إلى جنب، هذا الثنائي يكمل بعضه البعض بدليل أنهما سجلا العديد من الأهداف في المباريات الأخيرة، لكن لا يجب أن ننسى أمرا مهما وهو أن الناخب الوطني يعرف ماذا يريد أكثر منا، ولا يتوجب علينا التدخل في صلاحياته على اعتبار أنه الأقرب للاعبين ويدرك جيدا ماذا يريده من المباريات. الناخب الوطني صرح قبل وبعد التنقل إلى جنوب إفريقيا بأنه لا يستبعد خروج الخضر من الدور الأول وإن حدث ذلك فلن تكون مفاجأة، هل أنت تشاطره وجهة نظره؟ أجل أنا أشاطره وجهة نظره ولا اعتقد بأن تصريحاته انهزامية كما تم تداوله في الصحف، أنا أنظر إلى تصريحاته من منطلق إيجابي هو يعرف عمله جيدا وأثبت بتصريحات بأنه مدرب ذكي، لا سيما أن كرة القدم تحمل الكثير من المفاجآت ويمكن لأي منتخب أن يصنع المفاجأة ويخرج منتخب كبير، وهو ما حدث في الدورة الأخيرة بوصول منتخب زامبيا المغمور إلى منصات التتويج، فهو مدرب عملي وأراد من وراء هذا التصريح أن يبعد لاعبيه من الضغوط، فلو صرح بأنه يريد التتويج بهذه الكأس لفرض على نفسه وعلى لاعبيه ضغوطا كبيرة، خصوصا وأن الجميع في الجزائر ينتظرون منه ومن لاعبيه العودة بالتاج الإفريقي، ناهيك على أنه توجد نقاط أخرى جعلتني أرفع القبعة لهذا المدرب. فهل يمكنك أن تخبرنا بالأمور التي أعجبتك في هذا التقني البوسني؟ قبوله التحدي والإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني في وقت صعب، وبعد سلسلة من النتائج السلبية، لقد كسب الرهان وأعاد الخضر إلى الواجهة والدليل أنه أعادنا إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية ويقدم في مباريات كبيرة، ناهيك على أنه مخطط بارع وتنقله إلى جنوب إفريقيا لإقامة معسكر الخضر قبل 20 يوما من انطلاق المنافسة يؤكد ذلك، فهو يبحث عن جعل اللاعبين يتعودون على المناخ هناك، وبالتالي تفادي ما وقع لنا في دورة أنغولا الأخيرة لما حضرنا بفرنسا لنتفاجىء بالرطوبة والحرارة المرتفعة في المباراة الأولى أمام مالاوي والتي تكبدنا فيها خسارة مذلة. كيف ترى حظوظ الخضر في نهائيات الكان الحالية في ظل وقوعنا في مجموعة وصفت بمجموعة الموت؟ حظوظ المنتخبات الأربعة متساوية ولكنني على يقين بأنه لو نفوز على تونس في المباراة الافتتاحية سنصل إلى نهائي الدورة، ولما لا العودة بالتاج الإفريقي بالنظر إلى أن الفوز بنقاط الداربي سيمنح اللاعبين جرعة معنوية كبيرة لباقي المشوار، من وجهة نظري الوقوع في مجموعة الموت أحسن بكثير من مواجهة منتخبات ضعيفة وتلقي صفعة غير منتظرة كتلك التي تلقيناها أمام منتخب مالاوي في دورة أنغولا قبل ثلاث سنوات، أنا جد متفائل لا سيما بعد الوجه الطيب الذي ظهرنا به أمام جنوب إفريقيا. من وجهة نظرك ماذا يتوجب على اللاعبين فعله من أجل تجاوز عقبة تونس بسلام؟ أريد أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أن المنتخب التونسي كان بمثابة الشبح الأسود للخضر في السبيعينات، ولكننا تمكنا في الثمانينات من كسر هذه العقدة بدليل أننا فزنا عليهم بنتيجة عريضة في عقر ديارهم ولهذا أريد أن أنصح لاعبي الخضر بعدة أمور إذا ما أرادوا تحقيق الفوز في 22 جانفي الجاري، والبداية هي أن اللاعب التونسي لا يتحمل الضغط ولو تجعله يلعب في منطقته سنسجل عليهم العديد من الأهداف، ناهيك على أن اللاعب التونسي أقل بكثير من الناحية الفردية مقارنة باللاعب الجزائري، بدليل أن أشبال التقني البوسني أحسن بكثير على الورق من نظرائهم التوانسة، لكن رغم ذلك هناك نقطة تخيفني. هل يمكن أن نعرف ما يخيفك من المنتخب التونسي وأنت الذي أكدت بأننا أحسن منهم بكثير؟ نحن على الورق أحسن منهم بكثير لكن هذا لا ينسينا بأنهم أحسن منا من ناحية المجموعة، فغالبية عناصر منتخبهم تنشط بالدوري المحلي بين فريقي الترجي والإفريقي، وهو الأمر الذي يجعلهم يملكون مجموعة جيدة على عكس منتخبنا الذي هو متجدد باستمرار وهناك العديد من العناصر لا تملك مشاركات كثيرة مع المنتخب. إذن يجب أن يكون فغولي وقادير وسليماني في يومهم من أجل تجاوز عقبة المنتخب التونسي بسلام؟ أجل نحن نراهن على اللعب الفردي أحب من أحب وكره من كره، إذا ما أردنا تجاوز عقبة تونس بسلام والمرور إلى الدور القادم، أتمنى أن يكون هذا الثلاثي في يومه في تلك المواجهة، لأنه بإمكانه أن يصنع الفارق في أي لحظة، لكن شريطة أن يشارك فغولي في الرواق لأن الزج به وراء المهاجمين يحد من خطورته بشكل كبير. هل يمكن أن تخبرنا ماذا ينقص الخضر حتى يتمكنوا من العودة بالتاج الإفريقي إلى الجزائر؟ ما ينقص الخضر معروف لدى العام والخاص هو افتقادهم لروح المجموعة، لا أقصد بأنهم لا يشكلون أسرة واحدة بل أعني أمرا آخر، حيث ينقصنا ما كان يملكه المنتخب المصري مع شحاتة، فجميع اللاعبين ينشطون تقريبا في فريق واحد وهو ما جعلهم يشكون مجموعة قوية، وهو ما كان يتمتع به منتخبنا في الثمانيات، لهذا أنا أشبه منتخبنا في تلك الحقبة بمنتخب مصر في عهد شحاتة، لقد كنا نفوز على جميع المنتخبات التي نواجهها وليس هذا فحسب، بل كنا نحن من نصنع المدربين فقد صنع جيلنا روغوف وسعدان وخالف بدليل أنه كل من كان يشرف على عارضة الخضر الفنية يحقق النجاح، على عكس ما يحدث الآن في المنتخب، حيث أصبح المدربون ضحية المردود المتواضع للمنتخب الوطني في السنوات الأخيرة.