عقد مدرب المنتخب الوطني "وحيد حليلوزيتش" ندوة صحفية أمس بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى ساعات قبل سفر المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا (سهرة أمس على العاشرة) للمشاركة في كأس إفريقيا للأمم التي ستنطلق يوم 19 جانفي. وكانت أبرز نقطة في الندوة هي طلب بعض اللاعبين التأخر في الإلتحاق بالتشكيلة الوطنية على رأسهم سفيان فغولي لاعب "فالنسيا" الإسباني. والظاهر أنّ تأخر الدولي الجزائري سفيان فغولي عن الإلتحاق بتربص المنتخب الوطني، ومطالبته بتمديد الغياب إلى السادس من الشهر الجاري، لم يلق الإجماع لدى المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش وكذا مسؤولي الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، لأنّ تصريحات البوسني أمس قطعت الشك باليقين وأكّدت لنا أنّ طلب اللاعب بالبقاء في إسبانيا إلى ما بعد مباراة غرناطة بحجة تمديد عقده مع "فالانسيا" الإسباني، رفض رفضا قاطعا من طرف المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب، وهو ما قد يخلق مشكلة في صفوف المنتخب قبيل انطلاق النهائيات. ففي ظل تشبث كل طرف بموقفه، يبدو أن القضية لن تحل إلا في حال التوصل لحل بالتراضي أو بتنازل من أحد الطرفين. "فريقه يصرّ على بقائه ونحن نتفهم الوضع حتى نستفيد منه بمعنويات مرتفعة" حليلوزيتش أبدى ليونة في بداية حديثه عن فغولي، وبدا لنا متفهما للوضع بما أن فغولي لم يطلب الإعفاء من الحضور في بداية التربص للمكوث في فالانسيا، بل من أجل تمديد عقده وتجسيد الإتفاق الذي تم بين القائم بأعماله ومسؤولي فالانسيا على أرض الواقع، وقال عن حالة فغولي: "فريقه فالانسيا يصر على بقائه لسببين من أجل لعب إحدى المباريات ومن أجل تمديد عقده، ونحن نتفهم الأمر، لأننا نرغب في أن يسوي اللاعب وضعيته ويلتحق بنا فيما بعد بمعنويات مرتفعة". "لكنه مجبر على الإلتحاق بنا صبيحة السبت وإلا سيعاقب" وبعدها ولما سئل مجددا عن فغولي، غيّر البوسني لهجته، وقال إن فغولي مثله مثل كل اللاعبين مطالب بالتواجد في التربص منذ بدايته، وقال: "لكن فغولي مجبر بأن يكون معنا صبيحة هذا السبت في جنوب إفريقيا، لقد تركنا له الوقت الكافي حتى يسوي وضعيته، وسمحنا له بالغياب عن بداية التربص الذي انطلق يوم الأربعاء، لكنه صبيحة هذا السبت لا بدّ أن يكون معنا وإلاّ سيعرض نفسه إلى العقوبات". "قادير وكادامورو وكل اللاعبين أجبرناهم على التواجد معنا في الرحلة" حديث حليلوزيتش عن فغولي يجعله يقارن بينه وبين زملائه ممن تأخروا في الإلتحاق بالتربص، ونخصّ بالذّكر قادير وكادامورو اللذان التحقا مساء أمس وسافرا مع الفريق ليلا إلى جنوب إفريقيا، وقال: "أجبرنا جميع اللاعبين على التواجد معنا في الرحلة إلى جنوب إفريقيا، وقادير لم نتلق أي طلب منه كي يلعب لقاء مع فريقه الجديد مرسيليا، وسيكون معنا في الرحلة لجنوب إفريقيا، والأمر نفسه بالنسبة إلى كادامورو". "الفاف" حجزت له اليوم من مدريد إلى جوهانسبورغ هذا، وقد علمنا من مصادرنا الخاصة أنّ موقف حليلوزيتش شبيه بموقف "الفاف" أيضا، بما أنها حجزت للاعب في رحلة من مدريد إلى جوهانسبورغ ليلة اليوم الجمعة من العاصمة الإسبانية مدريد إلى جوهانسبورغ مباشرة، حتى يكون رفقة التعداد صبيحة هذا السبت بروستنبورغ مثلما يريد ويصرّ البوسني حليلوزيتش. تهديدات البوسني توحي أنه قد يقصيه من القائمة لو يتخلف عن الموعد وحتى إن لم نصل إلى تلك المرحلة بعد، إلا أننا وفي قراءة لما قاله البوسني عن تعرض اللاعب إلى عقوبات في حال تمديده لفترة بقائه في إسبانيا لما بعد ليلة اليوم، ورضوخه لرغبة مسؤوليه الذين يريدون أن يكون حاضرا ضدّ غرناطة مساء يوم الأحد، سيجعل البوسني ينفذ عقوبته بطريقة أخرى بأن يبعده من التعداد نهائيا، وهو الذي أكد في أكثر مرة أنه يتصرف بحزم عندما يتعلق الأمر بالانضباط واحترام المواعيد، ولعل ما فعله في وقت سابق مع بوعزة، بودبوز وغيرهما لخير دليل على ذلك. ... وروراوة وحده من يحلّ هذه المشكلة وفي ظل إصرار حليلوزيتش على حضور لاعبه إلى جنوب إفريقيا صبيحة غد السبت، ومواصلة إدارة فالانسيا ضغطها من أجل إشراكه أمام غرناطة رغم أن حالته الصحية قد لا تسمح بذلك بعدما تعرض إلى إصابة خفيفة مؤخرا، فإن رئيس "الفاف" محمد روراوة وحده من سيحل هذه المشكلة كي يجنب المنتخب الدخول في متاهات هو في غنى عنها قبيل "الكان"، فالرجل يدرك أن القوانين ستكون في صالح "الخضر" بما أن "الفيفا" تمنح المنتخبات أولوية الإستفادة من لاعبيها قبيل 14 يوما عن موعد انطلاق المنافسات القارية، إلا أنه قد يتدخل لإيجاد حل يصب في صالح "الخضر"، بأن يتوسط لكي يمدد فغولي فترة بقاءه ليومين إضافيين، أو أن يقنعه بضرورة الإلتحاق صبيحة الغد بتربص المنتخب في جنوب إفريقيا وتفادي كل شيء قد يحرجه أمام زملائه اللاعبين ومدرّبه. ----------------- البوسني بصراحته يواصل خرجاته المثيرة للجدل... حليلوزيتش: "عندما أرغب في الرحيل سأرحل، وإن أقصينا في الدور الأول لن يكون الأمر مفاجأة" كالعادة لم تخل تصريحات الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من الخرجات المثيرة للجدل. فالرجل خلال الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس ساعات قبيل سفر البعثة الجزائرية ليلا إلى جنوب إفريقيا، تطرّق مجددا إلى مستقبله على رأس المنتخب الوطني، وجدّد ما كان يقوله في كل مرة إنه عندما يرغب في الرحيل سيرحل، ما اعتبره البعض ردّا مباشرا على تصريحات رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة مؤخّرا، عندما أكد أن البوسني لا يمكنه الرحيل دون إذن الاتحادية، وهو باق في المنتخب الوطني حتى لو يفشل في تحقيق الأهداف المسطّرة في جنوب إفريقيا. "يوم قبلت تدريب المنتخب الجزائري كان في الحضيض" التطرّق لمستقبل البوسني في حال فشل في تحقيق الأهداف المسطّرة من طرف الاتحادية، ألا وهي ضرورة بلوغ الدور نصف النّهائي، لم يقلقه بتاتا بدليل أن ردّه على ذلك كان بصراحته التي عهدناها منه قائلا: "لا يوجد أيّ ضغط علي، لأني يوم وافقت على تدريب المنتخب الجزائري وجدته في الحضيض، كان يعاني من النتائج السلبية في تلك الفترة، واليوم تحسن كثيرا بفضل العمل الذي قمنا به، أنا هنا من أجل العمل وتحقيق أهدافي على المدى البعيد، أعرف أنكم شعب يعشق كرة القدم، بدليل أني أينما حللت وارتحلت وجدتكم أمامي، أعرف أنكم ترغبون في رؤيته في القمة، لكني لا يمكنني أن أجزم بأن هذا المنتخب قادر على تحقيق أهدافه أم لا، المهم أنه يتحسن ويتطوّر من فترة لأخرى". "دربت منتخبات قوية على الورق لكنها على الميدان لم تحقق شيئا" حليلوزيتش الذي أخفى تفاؤله هذه المرة لم يكن مع ذلك متشائما، بل تحدّث بواقعية شديدة عندما استدل ببعض الأمثلة عن منتخبات رشحت لنيل الألقاب قبل أن تفشل في نهاية المطاف، وقال: "دربت من قبل منتخبات مرشحة على الورق للتتويج بالألقاب، في صورة منتخب كوت ديفوار الذي كان مرشّحا في أنغولا، لكنه خرج في نهاية المطاف من الدّور ربع النهائي، يومها المنتخب فقد تركيزه منذ اليوم الأول بعد الذي حدث في كابيندا، وهناك أمثلة أخرى عن منتخبات عملاقة لا توجد معنا في النهائيات المقبلة، أين هي مصر؟ أين هي الكامرون؟ أين السنغال؟ منتخبات بنجوم وعمالقة غائبة عن هذا الحدث، وزامبيا التي لم يرشحها أحد في الدورة الفارطة نالت اللقب، لذلك لا يمكنني أن أجزم بأني قادر على تحقيق الأهداف المرجوة". "من حق المسؤولين تسطير الأهداف ولست من الذين يقولون نعم في كل شيء" وعاد بعدها المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب، كي يتحدث عن المفاوضات التي جمعته بمسؤولي الاتحادية يوم وافق على تدريب المنتخب وعن البنود التي أدرجت في العقد المبرم، وقال: "قلت المنتخب كان في وضعية حرجة يوم وافقت على تدريبه، ويوم تفاوضت مع المسؤولين كانت لهم بطبيعة الحال شروطهم التي سطروها، لكني أعرف شيئا واحدا وهو أني يوم أرغب في الرحيل سأرحل، المسؤولون لديهم وجهة نظرهم وأنا لدي وجهة نظري، ثم لست من الذين يقولون نعم في كل شيء". "ما أقوم به سيخدم المنتخب مستقبلا وسيخدم من سيأتون بعدي" ومدح الناخب الوطني فيما بعد العمل الذي يقوم به منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وقال: "ما نقوم به من عمل خدمنا بدليل أن المنتخب تحسن كثيرا مقارنة بما وجدته وسيخدمنا مستقبلا، ودون مبالغة فإن العمل الذي أقوم به سيفيد المنتخب مدى الحياة مستقبلا وسيخدم من سيأتون بعدي، سيخدم المنتخب في كأس أمم إفريقيا المقبلة أيضا". "هل ستتفاجأون لإقصاء المنتخب؟ بالنسبة لي الأمر لن يكون مفاجئا" الخرجات المثيرة للجدل للبوسني وحيد حليلوزيتش لخّصها في تصريح مثير لم يتوقعه أحد، عندما توجّه بسؤال صريح على كافة الحضور قائلا: "هل ستتفاجأون لو يقصى المنتخب الوطني في الدور الأول من نهائيات كأس إفريقيا؟" سؤال ردّ ت عليه الأغلبية بالقول "نعم سوف نتفاجأ"، غير أن ردّ فعل البوسني كان مغايرا عندما قال: "بالنسبة لي الأمر لن يكون مفاجئا، وكما قلت لكم الظروف التي مررنا بها من أجل ضبط قائمة 23 في ظل الإصابات التي عانى منها التعداد، تجعلني لا أتفاجأ إن أقصينا". "المرتبة 19 لا تعني شيئا، هي غير مستحقة بالنظر إلى تصنيفنا في القرعة" حينها برر بعض الزملاء تفاجأهم من إقصاء "الخضر" في الأدوار الأولى بأنه يحتل المرتبة 19 عالميا، واستعاد هيبته على المستوى القاري في السنة الأخيرة، ومن غير اللائق أن يقصى منذ البداية، لكن البوسني كان له تصريح آخر مثير للجدل عندما قال: "المرتبة 19 لا تعني شيئا، هي غير مستحقة بالنظر إلى تصنيفنا في القرعة، حيث وضعنا في المركز الثالث مع المنتخبات متوسطة المستوى". "من حقكم الطموح بالوصول إلى الدور النهائي لكني لا أعرف كيف ستكون المجموعة يوم 22 جانفي" وقبل أن يتطرق البوسني إلى مستقبله، تطرق في بداية الندوة الصحفية إلى الأهداف المسطرة، وإذا كان التعداد الذي يملكه قادرا على بلوغ الدّور نصف النهائي، وهو التساؤل الذي رد عليه بدوره بتساؤلات فرضها عليه الواقع في ظل إصابة عدد كبير من اللاعبين الذين استعادهم مؤخرا فقط، وقال: "سمعت الكثير عن الأهداف، لكني لا أعرف إن كان المنتخب قادر على الذهاب بعيدا، صحيح أننا سنسعى إلى تمثيل الجزائر أفضل تمثيل في جنوب إفريقيا، صحيح أننا لن نذهب من أجل السياحة وسنحضر جيدا في التربص المقبل لهذه المنافسة من أجل تحقيق نتائج جيدة، لكن لا أدري ما سيحدث، لأني اليوم أملك ثلاث مجموعات، مجموعة لعبت كثيرا منذ انطلاق الموسم، مجموعة لعبت أحيانا ولم تلعب أحيانا أخرى، ومجموعة تضم لاعبين لعبوا نادرا بسبب الإصابات، لذلك من الصعب علي الإجابة على هذا السؤال، من حقكم الطموح بالذهاب إلى أبعد دور ممكن، لكن علينا أن ننتظر إلى غاية 22 جانفي الحالي لنتأكد من جاهزيتنا أم لا". "لا بد من تحضير بدني جيد لاسيما لمن كانوا غائبين" وشدّد البوسني على ضرورة القيام بتحضير بدني جيد في النهائيات، حيث قال: "لكي نفعل أشياء إيجابية لا بد لنا أن نركز على الجانب البدني، لاسيما مع اللاعبين الذين كانوا غائبين، في صورة سليماني، مصباح، لحسن، لموشية، سوداني، كادامور وكل من لا يلعبون، علينا تحضيرهم لاستعادة لياقتهم البدنية، وأعتقد أن الفرصة ستكون مواتية في التربص المقبل." "الإصابات هاجسنا وأتمنى ألا يتعرض أي لاعب آخر للإصابة في كأس أمم إفريقيا" وعرج البوسني للحديث عن شبح الإصابات، وقال: "في حياتي لم أواجه حالة كهذه، وبسبب الإصابات حضرت قائمة من 40 لاعبا منذ البداية، حتى يتسنى لي تعويض أي لاعب تعاوده الإصابة من جديد من تلك القائمة الموسعة، وأتمنى في النهاية ألا يتعرض أي لاعب من لاعبينا للإصابة في كأس أمم إفريقيا".