كشفت أمس مجلة «جون أفريك» التي تصدر من فرنسا بشكل حصري أن الطائرات الحربية الفرنسية من نوع «رافال» لم تعبر الأجواء الجزائرية لقصف منطقة «غاو» بمالي وإنما مرت من الأجواء المغربية. حسب موقع المجلة على الانترنيت فإن وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، اجتمع منتصف جانفي الجاري مع مجموعة من الصحفيين الفرنسيين بمقر قيادة العمليات وقدم لهم معلومات حول كيف تجري العمليات الحربية الفرنسية في مالي، وطبقا لنفس المجلة فإن الخارطة التي ظهرت على الشاشة أمام الصحفيين أثناء شرح وزيرالدفاع أظهرت أن الطائرات الحربية الفرنسية تجنبت عبور الأجواء الجزائرية ومرت عبر الأجواء المغربية. وتظهر الخريطة التي نشرتها المجلة مسار الطائرات الحربية الفرنسية من نقطة انطلاقها من منطقة «سان ديزييه» بجنوب فرنسا مرورا بالأجواء المغربية حتى الجنوب المغربي ومنها إلى ندجامينا بتشاد، بعد عبور أجواء مالي وقصف أهدافها بمالي. وكان وزير محند اوسعيد بلعيد، قد أعلن مساء الأحد، أن قرار السماح بعبور طائرات فرنسية الأجواء الجزائرية إلى مالى أم عدم السماح، ستتخذه السلطات الجزائرية «وفقا لما تقتضيه المصالح العليا للجزائر»، وهو ما يعني أن بلاده لم تتخذ بعد قرار فتح أجوائها أمام الطائرات الحربية الفرنسية. وسبق للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن أعلن في مؤتمر صحفي عقده في دبي، أن السلطات المغربية سمحت للقوات الجوية الفرنسية باستخدام مجالها الجوي للوصول إلى مالي. وكان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس قد أعلن مؤخرا أن الجزائر «سمحت من دون حدود» للطائرات الفرنسية المشاركة فى التدخل فى مالى «بالتحليق فوق أراضيها».ويجهل لحد الآن دوافع تصريح فابيوس الذي خلف جدلا كبيرا على المستووين الداخلي والخارجي كما أن المجموعة الإرهابية التي هاجمت قاعدة عين أمناس تحججت بفتح الأجواء للطائرات الفرنسية كسبب لهذا الإعتداء مع أن الأمر لم يحدث. وكان تصريح وزير الخارجية الفرنسي مفاجئا للمتتبعين كون الجزائر كانت من أكبر المعارضين للحل العسكري في شمال مالي وكانت الوحيدة التي قادت عدة حملات دبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة في مالي من أجل التوصل إلى حل تفاوضي. واستضافت الجزائر عدة جلسات للحوار بين متمردي أنصار الدين وحركة تحرير أزواد مع حكومة باماكو من أجل تقريب وجهات النظر، لكن إسراع فرنسا بالعملية العسكرية أجهض كل هذه التحركات نحو حل سلمي.