عرفت المحاكم الجزائرية في السنوات الاخيرة، ارتفاعا قياسيا لنسبة الطلاق لكن الجديد في الامر هو تسجيل أكثر من 70 بالمئة من حالات الطلاق التي كان سببها فشل العلاقات الجنسية بين الطرفين. ظاهرة الطلاق ليست بالجديدة في سجل المحاكم العربية والدولية، لكن الأمر الذي لفت انتباهنا هو تفشيها الخطير في المجتمع الجزائري، والذي أصبح المخرج الوحيد لهروب الزوجين من كنف المسِؤولية، ناهيك عن عدم التوافق الجنسي الذي أصبح موضة العصر، ومنه كان “للسلام” لقاءا مع الاستاذ “ب.ع” محامي لدى المجلس الاعلى، حيث كشف لنا انه ومن خلال خبرته في قضايا الطلاق اكتشف ان 70 بالمئة من حالات الطلاق سببها عدم التوافق الجنسي بين الزوجين اللذين جلهم من الشباب تتراوح اعمارهم بين 20 و35، طلاقهم سببه الضعف الجنسي لدى الرجل او انعدام الرغبة في اقامة العلاقات الحميمية عند المرأة، حيث اشار الاستاذ بأن الموضوع كان في طي الأدراج لأنه كان من الطابوهات، لكنه اليوم أصبح يناقش علنا وفي معظم جلسات الطلاق. بقاؤها معي ما هو إلا اجحاف في حقها جميلة وزاهر، شابان في مقتبل العمر رغم تدهور حالتهما المادية الا ان حبهما دام سنوات قبل الزواج، لتصطدم الزوجة بضعف جنسي يعاني منه الرجل الذي تحبه رغم عدة محاولات ومجهودات كلهاباءت بالفشل، لكنه امر رضيت به “جميلة” لشدة حبها وتعلقها بزاهر، مفضلة البقاء معه راضية بنصيبها و ما قدمه الله لها لعدم تخيل حياتها مع شخص اخر، الشيء الذي لم يتقبله زاهر مما دفعه الى رفع قضية طلاق، مبررا انه فعل ذلك عن حب يكنه لها فهو لا يريد ان يكون سببا في معاناتها، رغم تاكيد زوجته انها ستصبر معه الى ان يفرج المولى عزوجل، لكنه يقول انها لا يمكنها ان تصبر العمر الكله وبقاؤها معه هو اجحاف في حقها. صبرت كثيرا لكن الطلاق هو مخرجي الوحيد “سفيان” رجل في 35 من عمره تزوج من فتاة في 25 من العمر خطبتها له أمه من عائلة حسنة السمعة، ليتفاجأ برفضها التام لتقربه منها في البداية لم ياخذ الامر على محمل من الجد، مرجعا الامر الى خجل زوجته منه بما انهما لا يعرفان بعضهما جيدا، لكن مرت الايام والاسابيع وهو يحاول كسب ودها الا ان محاولاته تلقى الرفض التام من قبلها، الامر الذي جعله يحدثها الا انها ارجعت ذلك لنفسيتها السيئة والمشاكل اليومية مع حماتها، لكنه صبر عليها مفكرا انها تعرضت لتجربة اثرت عليها، فلم يجد مخرجا الا الطلاق خاصة بعد هروبها من بيت الزوجية. علاقاته المشبوهة قبل الزواج دمّرت زواجنا “اميرة” فتاة في ربيع العمر تزوجت من رجل في الاربعين من عمره، وهي حامل في الشهر الثالث رفعت قضية طلاق ضد زوجها بعد ان دامت علاقتهما 6 اشهر، حيث تقول انه ضعيف جنسيا وانها لم تستطع تقبل الامر وتحمّله، حيث تؤكد انه رفض الحديث في الامر مرجعا ذلك الى المشاكل اليومية التي يعيشها، لكنها تاكدت من ان علاقاته المشبوهة اثرت على علاقته الصحيحة معها، بما انه طالما عاش مستقلا وان زواجه كان باصرار من امه خاصة وانه منذ زواجهما بدا يطالبها بالقيام بافعال خارج الاطار الشرعي، وعند رفضها لذلك تقول انه كان يضربها ويسبها متهما اياها بالفاشلة كل ذلك حتى يغطي فشله ومرضه. زوجي العاجز جنسيا يتجاهلني ولا يعترف بتقصيره متزوجة منذ ثماني سنوات ام لطفلين اكتشفت عجز زوجي من اول ليلة، وتنازلت عن حقي للمحافظة على مشاعره وكل ما يريده مني حتى الان هو انجاب العديد من الاولاد دون النظر الى حقي كزوجة، باعتباري كنت دائما اتحايل عليه حتى نمارس حياة الازواج، لكنه كان يبتعد عني لمدة شهرين او ثلاثة لا يقربني أبدا، متحججا بأعذار وهمية هو لم يعترف يوما بتقصيره بل كان يتهمني بأنني غير طبيعية، واني لا افكر الا في هذه الامور، طالبته بمراجعة طبيب لكنه رفض بشدة ولانني ارفض ان اكون وعاءا لحمل الاطفال فصبري كان من اجل اولادي، وأملا في ان تتحسن حالته لكنها آلت الى الأسوء، اليوم جئت لأرفع قضية طلاق حتى اتحرر من هذا الكابوس اليومي الذي شغل تفكيري كله خاصة واننا في شجار دائم. المشاكل الاجتماعية سبب هام في عدم توافق الزوجين جنسيا اكد لنا المحامي “ب.ع” انه من خلال ما لاحظناه في مختلف القضايا من هذا الشأن، بأن غياب الاتصال والثقافة الجنسية لدى الطرفين وانعدام النضج لدى هؤلاء الشباب، وعدم قدرتهم استيعاب المشاكل الاجتماعية والمعيشية اليومية التي يمرون بها في حياتهم الزوجية، وكذا علاقاتهم السابقة او تجاربهم السيئة التي قد مروا بها من قبل، كل هذا يؤثر سلبا على التوافق الجنسي بين الطرفين وبالتالي على العلاقة الزوجية أو بالأحرى على الأسرة التي تعتبر النواة الاساسية للمجتمع، والتي سنؤول حتماالى التفكك والانهيار، فرغم المعاناة التى يتجرعها الزوجان بسبب هذا المشكل الا انه لا يمكن الحديث عنه باعتباره عيب كبير -على حد تعبير الاستاذ- خاصة بالنسبة للمرأة التي كانت تفضل الاستمرار من اجل الحفاظ على الاسرة، والتي يجب ان تصبر لاسيما في حالة وجود الاولاد، على عكس ما يحدث اليوم، إذ اصبح التكلم عن هذا المشكل امرا مباحا بما أنه مجرد مطالبة بحق شرعي اعطاها اياه الدين والقانون، وكذلك بالنسبة للرجل الذي لا يمكنه مقاومة نفسه خاصة مع ما يشهده الشارع الجزائري، من تفتح النساء اللواتي يظهرن في لباس يحدد اجسادهن ويظهر مفاتنهن. رأي الشرع الإسلامي ان الحكمة من الزواج في الشريعة الاسلامية، هو السكينة والمودة ومن الأدلة في هذا الجانب قوله تعالى “هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهاوجعل بينكم مودة ورحمة”، فامتناع الزوجة عن زوجها وامتناعها عنه وهجرها لفراشه لا يجوز لها بما انها على عصمته، فان كرهته عليها ان تطلب الطلاق او تعطيه ما يريد لان هذا يعد حقا من حقوقه، و كذلك بالنسبة للمرزة فمن حقها شرعا ان تطالب الرجل بمعاشرتها فان رفض او لم تكن له القدرة على ذلك، فيجوز لها طلب الطلاق لأن المرأة بحاجة الى اشباع غرائزها كما للرجل حاجة الى ذلك. لكن القاضي لا يلزم الرجل ان يأتي زوجته الزاما كما هو حال المرأة، فهي ملزمة من ان تمكنه من نفسها فإن لم يستطع لكرهه لها او عجزه عن القيام بذلك، لذلك يقوم بتسريحها وفراقها، الا اذا وافقت الزوجة على ذلك.