تشكل الأسباب الداخلية العامل الأول والحقيقي وراء ظاهرة الطلاق المبكر, وإن وجدت أسباب أخرى إلا أن بعضها غطاء لهذا السبب تحديدا. وضح منصور بوبكر, أستاذ في علم النفس بالمركز الجامعي لوادي سوف الأسباب الكامنة وراء الطلاق, حيث أكد أن المشاكل المتعلقة بالحياة الجنسية بين الزوجين هي السبب الكامن وراء ظاهرة الطلاق المبكر وذلك في حال حدوث ما يعرف بصدمة بداية الزواج, حيث يمكن أن يكتشف الزوج شيئا في زوجته أو العكس, منها البرود الجنسي الذي قد يعاني منه أحد الزوجين, أو وجود عاهة معينة في جسد المرأة كوحمة أو تشوهات في بعض الأعضاء الحساسة, حيث لا تكون هذه العاهة ظاهرة قبل الزواج ولا تكتشف إلا حين يفضي الزوج إلى زوجته, والأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للرجل, إذ يمكن أن يعاني من ضعف الانتصاب أو عدم القدرة على القذف وغيرها من المشاكل الجنسية التي تدفع المرأة إلى طلب الطلاق رغم قصر مدة الزواج. قد يعتقد البعض أن المرأة يمكن أن تواصل حياتها مع رجل لا يعطيها حقها في الفراش وتفضل ذلك على أن تحمل لقب مطلقة, في حين الرجل لا يستطيع الصبر إذا كانت زوجته تعاني برودا جنسيا ولا يتردد في تطليقها وهذا ما نفاه الأستاذ منصور, مؤكدا أن هناك حالات تبقى فيها المرأة عذارء رغم مرور أكثر من شهر على زواجها, وإذا تبين أن زوجها عاجز فإنه سيشعر بالنقص, وفي حال كانت حالته لا تعالج, فلا يمكن التصور أن هذه المرأة لن تطلب الطلاق. «زوجي شاذ يفضل الاستمناء على المجامعة» هي معاناة فتاة لم يمض على زواجها سوى ثلاثة أشهر لم تستطع مجرد التصور أنها ستكمل حياتها معه ما جعلها تخبر أهلها, ووصل الأمر إلى حد الطلاق بعد أن صرحت للقاضي بحقيقة الدوافع التي أدت بها إلى الطلاق رغم مرور مدة قصيرة على زواجها. «مازلت بكرا وزوجي مدمن خمر» تقول عروس متزوجة منذ أشهر اكتشفت أن زوجها سكير ولم يقترب منها لأسباب تجهله تقول: «حاولت الوقوف معه وإبعاده عن هذا الطريق, ولكن كل يوم أصدم منه أكثر, فهو لم يقترب مني أو يلمسني إلى الآن, وفي رمضان الفارط تركت البيت وتوجهت إلى بيت أهلي لكي يشعر بأنه مخطئ في حقي, وفي حال حاولت نصحه يشبعني سبا وشتما أمام أهله, وفي فترة وجودي في بيت أهلي لم يسأل عني إلى يومنا, وأنا اليوم معلقة لست متزوجة ولا مطلقة. هذا, وأكد ذات المتحدث أن 80 بالمئة من أسباب الطلاق المبكر سببها عدم التوافق الجنسي, لأن الغاية الأولى من الزواج هي الاستمتاع ووقاية النفس من الوقوع في المعصية, فالهدف الجنسي هو أساس الزواج ما يجعل المرء يفضل الطلاق مبكرا بسبب اصطدامه في الطرف الآخر. «فقد بينت الدراسات أن العلاقة الجنسية تساهم كثيرا في تجاوز المشاكل بين الزوجين, فهم يستطيعون من خلال تلك المساحة التي تجمعهما في القضاء على المشاكل التي تعتري الحياة الزوجية, إضافة إلى الأمراض الجسدية من ضغط وتوتر نفسي». التجارب العاطفية السابقة وراء حالات من الطلاق المبكر تعتبر التجارب العاطفية السابقة أحد الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق المبكر في حال اكتشاف الزوج أن زوجته سبق وأن أقامت علاقة عاطفية مع غيره, فالرجل بطبيعته يرفض الأمر جملة وتفصيلا, كما أن المرأة تخاف مصارحة زوجها بأنهاعرفت غيره, لأن الزوج يرفض فكرة أن زوجته قد مرت بعلاقة حب مع رجل غيره قبل الزواج, أما المرأة فقد تغض نظرها على علاقات زوجها السابقة, أما إذا تواصلت, فهنا تكون الخيانة التي قد تغفرها بعض النساء, في حين لا تتردد أخريات في طلب الطلاق بمجرد اكتشاف الخيانة. اليوم نأخذها وغدا نرجعها... هتافات في موكب عرس قد لا يصدقنا أحد إذا قلنا أن هناك شبابا يفكرون في الطلاق قبل الزواج, هي حالة غريبة لشاب اكتشف أياما قبل العرس أن زوجته كانت على علاقة سابقة فقرر الانتقام منها شر انتقام, حيث أقام مراسيم العرس بطريقة عادية دون أن يثير أي شكوك إلى أن خرجت العروس في موكب العرس, فهنا صار أصدقاؤه يهتفون «اليوم ندوها وغدوا نردوها», لأن الزوج قرر الطلاق مباشرة بعد ليلة الدخلة. الأخصائي منصور بوبكر, فسر هذه الحالة أنها نتيجة توفر الأموال الطائلة «ليس معقولا أن يصرف الشخص تكاليف عرس كامل ليطلق بعد الدخلة مباشرة إلا إذا كان غنيا, وإذا اجتمع المال مع قلة الأخلاق, فالبلاء أعظم, ولأنه تزوج بسهولة فلن يخسر شيئا ما يجعل الطلاق يتم بسهولة أيضا نتيجة حقد ولد رغبة في الانتقام».