كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن فرنسا تحارب في مالي مقاتلين كانت قد سلحتهم مع اندلاع الأزمة الليبية من أجل الإطاحة بمعمر القذافي، منتقدا إصرار الدول الغربية على إخفاء الحقيقة التي تحصل حاليا في الساحل والمنطقة العربية، وقال لافروف أول أمس في تصريحات للتلفزيون الروسي إن عددا من المسلحين الذين تقاتلهم فرنسا في شمال مالي هم من المقاتلين الذين ساعدت باريس على تسليحهم في ليبيا، وتم تهريب هذا السلاح نحو الساحل ومالي بالخصوص، وأضاف "في مالي، تقاتل فرنسا ضد من سلحتهم في ليبيا ضد نظام معمر القذافي منتهكة الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على الأسلحة". وكان لافروف انتقد في السابق توفير فرنسا الأسلحة للمعارضين لنظام القذافي ودان تفسير فرنسا لقرار مجلس الأمن الذي يسمح باستخدام القوة لحماية المدنيين وتدخلها عسكريا للإطاحة بنظام القذافي، وقال كذلك إن عددا من المسلحين الليبيين الذين قاتلوا نظام القذافي يقاتلون الآن في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأضاف "أنا مندهش من عدم قدرة شركائنا على رؤية الصورة الأكبر"، واعترف عسكريون فرنسيون سابقا بأن قواتهم في مالي تواجه مجموعات مجهزة ومدربة بشكل جيد وتمتلك معدات حديثة متطورة، وقالوا "في البداية، كان يمكننا الاعتقاد أن الأمر يتعلق ببعض الجنود المرتزقة على متن عربات تويوتا وبعض الأسلحة"، وأضاف نفس المصادر "تبين أنهم في الواقع مجهزون بشكل جيد ومسلحون ومدربون بشكل جيد، والمجموعات الإسلامية استولت في ليبيا على معدات حديثة متطورة أكثر صلابة وفاعلية مما كنا نتصور"، وأوضح "ما صدمنا بقوة هو حداثة تجهيزاتهم وتدريبهم وقدرتهم على استخدامها". وأشارت نفس المصادر "هذه المجموعات أظهرت كيف يمكنها إلحاق الضرر بمروحية وإصابة قائدها إصابة قاتلة"، في إشارة إلى قائد مروحية قتالية فرنسية أصيب إصابة قاتلة أثناء تدخل ضد رتل كان يتوجه إلى مدينتين في جنوب مالي هما موبتي وسيفاريه مع بداية الحرب.