تتميز منطقة «تامدة» التابعة إداريا لدائرة واقنون الواقعة شرق عاصمة الولاية تيزي وزو، بمظاهر التخلف والحياة البدائية التي لا تزال السمة الغالبة على السكان، بالرغم من أنها منطقة حضرية حديثة التشييد وتشهد يوميا توسعا عمرانيا لا حدود له، خاصة بعد تنامي ظاهرة السكنات التساهمية لمختلف الوكالات العقارية، وتحولها إلى ورشة مفتوحة للأشغال لتتجاوز الكثافة السكانية عبر إقليمها 4 آلاف نسمة. كما ان هذه المنطقة تحتوي على أكبر قطب جامعي يضم مختلف الاختصاصات ويستقبل سنويا أعدادا هائلة من الطلبة، وما زاد من معاناة سكان «تامدة» تموقع المنطقة في مكان معزول وبعيد عن عاصمة الولاية بنحو 22 كلم، في حين أدى إنعدام مراكز الأمن بها إلى إنتشار بؤر الفساد بكل أشكاله وإنتشار رهيب لعصابات الخارجين عن القانون والمنحرفين الذين يصطادون فرائسهم حتى في وضح النهار. غياب شبه كلي للأرصفة يواجه سكان عدة أحياء في «تامدة» صعوبات جمة في تنقلاتهم اليومية من وإلى القرية، بسبب حالة الطريق التي تتواجد في وضعية جد متقدمة من التدهور والاهتراء، حيث لا تخلو مسالك القرية القليلة العدد والضيقة الحجم من الحفر والمطبّات التي تعيق حركة السير سيما في أيام الأسبوع، أين تكثر مشاغل المواطنين ووجهاتهم اليوميّة، ناهيك عن الإنتشار الواسع للأوحال والبرك المائية العشوائية مع أولى قطرات الأمطار الموسمية، ففي ذات السياق، تتسبب تلك الوضعية الكارثية للطرقات في أعطاب تقنية كبيرة لمستعمليها وذلك على مستوى مركباتهم خصوصا على سيارات الأجرة، الأمر الذي بات يرهق جيوبهم بشكل شبه يومي حين يتكبّدون عناء تصليحها وتسجيل ثغرات في أوقات عملهم ويتسببون في شلّ عملية النقل لفترات من الزمن، مع العلم أن هذه الطرقات تفتقر إلى الأرصفة بشكل لافت وشبه كلي، والتي من شأنها ضمان سلامة الراجلين من جهة والتقليل من الإختناق المروري من جهة أخرى، وبغرض تجنب مثل هذه العراقيل وتحسين وتيرة العيش، يطالب سكّان «تامدة» من السلطات المحلية بضرورة تزفيت طرقات المنطقة وإنجاز الأرصفة لتجنب حوادث مميتة. حي «OPGI» يشكو غياب قنوات الصرف والمفارغ العمومية وفي سياق ذي صلة، يشكو سكان حي «أوبيجيي» في منطقة «تامدة» من عدم ترميم قنوات الصرف الصحي الخاصة بحيّهم، بعد تآكلها الكلي جراء العوامل الطبيعية وكذا إنقضاء الزمن عليها. علما بأن مدة إنجازها تعود إلى وقت يتجاوز العشر سنوات، وغالبا ما يغمر مداخل العمارات بالمياه القذرة التي تتسبب في الإنتشار الواسع للروائح الكريهة والتي تؤثر بشكل مباشر على صحتهم وصحة أبنائهم خاصة الأفراد المسنين والمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة، ومن جانب آخر يتسبب مشكل إهتراء قنوات الصرف الصحي والمياه القذرة في تشويه كبير للمحيط الخارجي والمظهر الجمالي للحي. هذا ويشتكي سكان ذات الحي من غياب المفارغ العمومية التي من شأنها الحد من الرمي العشوائي للأوساخ والنفايات المنزلية، حيث يتوفّر الحي المذكور على مفرغة تقليدية واحدة مصنوعة من الأسمنت ومتواجدة بالقرب من عمارات الحي، إذ أنها كثيرا ما تشهد إكتظاظا دائما للنفايات التي بلغت ذروتها وتسببت في حالة من الفوضى غير العادية التي جعلت من المكان مفرغة عشوائية بأتم معنى الكلمة، وبعيدة كل البعد عن مقاييس التمدّن الحضاري، وقد ضاعفت هذه الوضعية السلبية من معاناة سكّان الحي الذين يجدون أنفسهم مجبرين على غلق نوافذ منازلهم، صيفا وشتاءا. الإنارة العمومية غائبة عن حي 461 مسكن يطالب قاطنو سكنات وكالة «عدل» بحي 461 مسكن في ذات المنطقة، المسؤولين بضرورة الاستفادة من خدمات الإنارة العمومية وتزويد حيّهم بها، حيث يشتكي السكان من لا مسؤولية الجهات المعنية، كما أنهم يعانون من ويلات المشي في الظلام الدامس وسط الانتشار الكثير لجماعات اللصوص التي تغتنم مثل تلك الظروف للإعتداء على السكان وسلبهم ممتلكاتهم الشخصية تحت طائلة التهديد بالسلاح، سيما التلاميذ المجبرين على الخروج باكرا للالتحاق بمقاعدهم الدراسية أو العمال الذين يتركون منازلهم قبل وضوح النهار للوصول إلى دوامهم، ومن أجل ضمان حياتهم وسلامة أبنائهم يطالب هؤلاء مرة أخرى الجهات المسؤولة، بضرورة إمداد حيهم بالإنارة العمومية قبل أن تأخذ الأمور مجرى آخر يأتي بنتائج قد لا يحمد عقباها.