أعاب الكاتب الإعلامي، علاوة حاجي، على النخبة انتقاداتها المتكررة الموجهة إلى المنظومة الثقافية، وتهكمها عليها في كل مرة دون أخذ زمام المبادرة في سبيل إصلاح الأوضاع أو الالتزام بروح الموضوعية، معترفا أن الراهن الثقافي الوطني يعاني تدهورا كما تشوبه العديد من السلبيات، حيث أكد أن معظم الانتقادات الموجهة إلى القطاع المذكور لا تمت إلى التفكير الموضوعي بصلة، إذ تنبني على أساس المصالح الشخصية، متّهما الكل بالمشاركة في تكريس الرداءة التي تعاني منها الساحة الثقافية اليوم. أكد القاص، علاوة حاجي، أن الساحة الأدبية تشكو ندرة من ناحية الكتابة الموجهة للطفل وقال أن معظم من يكتبون له لا يعالجون المواضيع أو الاهتمامات الأساسية للقارئ الصغير من الناحية الاجتماعية والسيكولوجية بجدية، واصفا الكتابات الحالية في هذا المجال ب"مجرد إسهالات". وتحدث حاجي، خلال ندوة صحفية نشطها على مستوى المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" لدى حلوله ضيفا على فضاء "صدى الأقلام" الأدبي، مساء أول أمس السبت، عن نصحه المسرحي الجديد الموجه لجمهور الأطفال من القراء، والحامل عنوان "مجلس الدمى"، حيث قال أن حبه للأطفال دفعه للكتابة لهذه الشريحة العمرية، مبديا استغرابه لعدم تطرق كبار الكتاب في بلادنا للكتابة لهذه الفئة رغم أهمية الموضوع وحساسيته:"عيبنا أننا لا نعي أهمية أدب الطفل الذي يحتل اليوم أدنى المراتب في بلادنا، فهناك تقصيرا فادحا في هذا المجال..." كما أشار المتحدث إلى أن أدب الطفل لا يمكن له أن يبنى إلا على أساس رهانين أساسيين أولهما تقديم عمل هادف ذو جمال فني، وثانيهما اللغة التي تعد نقطة أساسية بحيث يجب انتقاء لغة فنية جميلة في متناول الطفل، وقال أن الكتابة تشترط أخذ سن الطفل بعين الاعتبار. وعن الكتابة المسرحة، أكد حاجي، أن الساحة تعاني انعدام مخرجين مختصين في مسرح الطفل، حيث اعتبر الأمر نقطة سلبية تحسب على الكتابة المسرحية، لذلك-قال المتحدث- أنه على الكاتب تحديد المواضع بطريقة تسهل على المخرج تجسيد القصة ركحيا بطريقة تسمح له بالإبداع. ومن جهته، فنّد جمال قرمي، الممثل والمخرج المسرحي، في تدخل له أثناء الجلسة، وجهة نظر حاجي، حيث قال أن المخرج يدخل في صراع حول كيفية تحويل الكتابة الأدبية إلى عمل ركحي، بحيث يقع في إشكالية النص الجاف. كما دعا قرمي، إلى ضرورة استخدام الإشارات في الكتابات المسرحية التي تخدم القارئ والمخرج معا، مشيرا إلى أهمية استثمار المخرج لحاستي السمع والنظر في الأعمال عن طريق الإكثار من الألوان والصور من جهة، واستخدام العبارات الجاذبة من جهة أخرى لاستقطاب جميع الفئات العمرية من الأطفال. للإشارة، ينقسم نص"مجلس الدمى" لمؤلفه علاوة حاجي، إلى فصلين، يحوي كل واحد منهما سبعة مشاهد تؤديها سبع شخصيات بشرية إلى جانب أربع دمى، ويتمحور موضوعه حول حكاية طفل متشرد يجلس في ليلة ماطرة على مدخل عمارة أين تجري أحداث القصة التي تعكس معاناة الأطفال المحرومين، وهدر براءتهم من خلال أطماع من حولهم.