كشف تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية أن طائرات استطلاع إسرائيلية تشارك في العملية العسكرية التي انطلقت الشهر الماضي بمدن شمال مالي ومهمتها رصد تحركات الجماعات المسلحة. أكد التقرير الذي نشرته صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية أن طائرات إسرائيلية من دون طيار استخدمت في الحرب الدائرة في مالي منذ النصف الأول من شهر جانفي الماضي، مضيفة أن النوع المستخدم من الطائرات يتميز باستطاعته التحليق على ارتفاعات متوسطة وعالية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الفرنسية تأكيدهم أن الجيش الفرنسي استخدم طائرات من دون طيار من طراز "هارفانغ، قائلين إن هذا النوع من الطائرات يعد الطراز المعدل من الطائرة الإسرائيلية بدون طيار "هيرون" التي تصنعها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن الطائرات الإسرائيلية باشرت أولى مهامها في ميدان الحرب في الشمال المالي في 18 من شهر جانفي المنصرم، في عدة مدن مالية من بينها غاو ودوانتيزا، وغيرهما من المدن لرصد تحركات الجماعات الجهادية. من جهة أخرى نقلت صحيفة دايلي ميرور البريطانية أمس أن الإرهابي مختار بلمختار نجح في نصب كمين للفرنسيين وأوهمهم أنهم قاب قوسين أو أدنى من مكان يتواجد فيه، وقد قام الجنود الفرنسيون في مالي بقصف المكان الذي أعده بلمختار بالصواريخ لكن تبين فيما بعد عند مداهمتهم له أنه خاليا من كل تواجد للعناصر الإرهابية. وحسب الصحيفة التي نقلت عن عسكريين كبار مهتمين بمتابعة مجريات الحرب على الإرهاب في الساحل فقد وضع بلمختار أمير كتيبة الملثمين عددا من هياكل السيارات المدمرة وأوقد نارا في موقع صحراوي خال، رصدته الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية في شمال مالي، واعتقدت فعلا أن الإرهابي المبحوث عنه من طرف العديد من مخابرات الدول الغربية والعربية يوجد في الموقع وقامت بقصفه جوا بالصورايخ، وتبين فيما بعد أن المكان كان مجرد فخ للتضليل أعده الإرهابي بلمختار للقوات الفرنسية، ليثبت لهم قدرته على التخفي في الصحراء وعلى المناورة للإفلات من مطارديه. ويمكن لعملية مثل هذه حسب خبراء أن تجعل الفرنسيين يترددون مستقبلا في استهداف مواقع قد يكون بلمختار متواجدا فيها فعلا بسبب خشيتهم من تكرار العملية الفاشلة والوقوع مرة أخرى في فخ التضليل والوهم.