بلمختار ينصب فخا للفرنسيين و يجعلهم يقصفون مواقع خاوية ذكرت صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية أمس أن الإرهابي مختار بلمختار نجح في نصب كمين للفرنسيين و أوهمهم أنهم قاب قوسين أو أدنى من مكان يتواجد فيه، و قد قام العساكر الفرنسيون في مالي بقصف المكان الذي أعده بلمختار بالصواريخ لكن تبين فيما بعد عند مداهمتهم له أنه خاليا من كل تواجد للعناصر الإرهابية. حسب الصحيفة التي نقلت عن عسكريين كبار مهتمين بمتابعة مجريات الحرب على الإرهاب في الساحل فقد وضع بلمختار أمير كتيبة الملثمين عددا من هياكل السيارات المدمرة و أوقد نارا في موقع صحراوي خال ، رصدته الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية في شمال مالي، و اعتقدت فعلا ان الإرهابي المبحوث عنه من طرف العديد من مخابرات الدول الغربية و العربية يوجد في الموقع و قامت بقصفه جوا بالصورايخ، و تبين فيما بعد ان المكان كان مجرد فخ للتضليل أعده الإرهابي بلمختار للقوات الفرنسية، ليثبت لهم قدرته على التخفي في الصحراء و على المناورة للإفلات من مطارديه. يقول تقرير "دايلي ميرور" أن بلمختار أمر عناصر كتيبته بركن سيارات مستعملة قديمة في مكان صحراوي حول موقد للنار و أوحى للفرنسيين ان ذلك معسكرا له، و قد انطلت عليهم الحيلة فقاموا بقصف المكان بالصواريخ، قبل ان تتقدم قوات خاصة من الجيش الفرنسي و تداهم المكان اعتقادا منها أن بلمختار موجود فيه، لكنها وجدته خاليا تماما. و يمكن لعملية مثل هذه أن تجعل الفرنسيين يترددون مستقبلا في استهداف مواقع قد يكون بلمختار متواجد فيها فعلا بسبب خشيتهم من تكرار العملية الفاشلة و الوقوع مرة أخرى في فخ التضليل و الوهم. و يقول خبير عسكري للصحيفة أن بلمختار صعب التعقب و يعرف الصحراء جيدا و بكل تفاصيلها و قد تعقبته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي أيه" منذ التسعينات و لم تعثر عليه، و يوصف بأنه أحد ابرع زعماء الحرب الذين عرفتهم الصحراء في الوقت الحديث. و قد تم إنفاق ملايين الجنيهات الإسترلينية للعثور على بلمختار الذي تم رصد و التصنت على مكالماته الهاتفية و هو يعطي الأوامر لعناصر مجموعته عندما تمت مهاجمة موقع تيقنتورين الغازي في إن أميناس بالجنوب الشرقي للجزائر الشهر الماضي، لكن رصد تلك المكالمات و التصنت عليها لم يمكن من الوصول إليه. و تقود فرنسا عملياتها العسكرية في مالي من خلال قاعدة لها في منطقة الرون بالقرب من مدينة ليون، و تستعمل المعدات و الوسائل التكنولوجية المتطورة لرصد و تعقب تحركات الجماعات الإرهابية في شمال مالي، و هي المعدات التي تعمل عليها بالتنسيق مع الأمريكيين و يقوم هؤلاء يوميا بالدخول إلى القاعدة 942 بمون فردان للإطلاع على قاعدة العمليات و معطيات مركز قيادة عملية "سرفال". حيث تتجمع كافة معطيات و بيانات الميدان التي ترسلها طائرات الاستكشاف من مواقع تحليقها في شمال مالي. و تشارك طائرات أمريكية من نوع "تانكر" في العمليات لأول مرة تحت قيادة دولة أخرى و تنطلق من قاعدتها في مورون باسبانيا. لكن الفشل الفرنسي في العثور على أهداف كبيرة للإرهابيين في شمال مالي قد يكون وراء قرار الولاياتالمتحدة تعزيز مشاركتها أول الأمر بطائرات دون طيار في حرب مالي بإرسال طائرة رادار من طراز " ستارز" يمكنها تغطية مساحة 50 ألف كيلومتر مربع و رصد كل تحرك للأجسام الصغيرة فيها. و كانت واشنطن تعمل بطائرات استطلاع "يو28" التي تستخدمها القوات الخاصة.