واشنطن تنوي إدراج بلمختار في لائحة الأشخاص المتعين "قتلهم" تدرس الولاياتالمتحدةالأمريكية، اقتراحا تقدمت به وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي.اي.إيه" بإدراج مختار بلمختار المعروف ب"بلعور" قائد كتيبة "الموقعون بالدماء" التي تبنت الهجوم على مصنع النفط في عين أمناس، ضمن لائحة سرية للأشخاص الذين يتعين "قتلهم" وقالت مصادر إعلامية أمريكية أن هذه الخطوة يمكن أن تستند إلى وحدات القوات الخاصة للجيش بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وقالت بأن العملية قد تنفذ بواسطة طائرات من دون طيار انطلاقا من النيجر. ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مسؤولين عسكريين كبار ومن أجهزة الاستخبارات الأمريكية اقترحوا أن يدرجوا في لائحة سرية للأشخاص الذين يتعين "قتلهم" اسم مختار بلمختار المعروف ب"بلعور" الذي أعلنت كتيبة تابعة له مسؤوليتها عن الهجوم على منشأة "إن أميناس" للغاز والتي خلفت مقتل 37 رهينة أجنبية من ثماني جنسيات وحارس الموقع الجزائر إضافة إلى 19 إرهابيا من عناصر المجموعة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم، إن إضافة اسم بلمختار إلى هذه اللائحة يعني توسيع مجال العمل العسكري للولايات المتحدة في شمال غرب أفريقيا، عبر توسيع المنطقة التي تستهدفها الطائرات من دون طيار وعمليات مكافحة الإرهاب. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة يمكن أن تستند إلى وحدات القوات الخاصة للجيش بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.اي.إيه). وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أن واشنطن تنوي إقامة قاعدة مخصصة للطائرات من دون طيار في شمال غرب أفريقيا من أجل تحسين مراقبة الجماعات الإسلامية في المنطقة. وقد أعطى رئيس النيجر، محمدو إيسوفو، الضوء الأخضر للولايات المتحدةالأمريكية لتمركز طائراتها من دون طيار على أراضي النيجر. وقد شرعت الإدارة الأمريكية منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001، في إعداد قائمة تضم أشخاص مطلوبين مدرجين على لائحة الذين يتعين "القبض عليهم أو قتلهم"، وتمتلك وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لوائح منفصلة أدرجت فيها أسماء قادة تنظيمات تصنفها الولاياتالمتحدة على أنها تنظيمات إرهابية تهدد أمنها الوطني، على غرار زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وزعيم "القاعدة في الجزيرة العربية" السعودي إبراهيم حسن العسيري، وأسامة بن لادن قبل مقتله. ولم تستبعد المصادر ذاتها إمكانية إدراج اسم مختار بلمختار، الذي انشق في أكتوبر الماضي عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعدما استبعده أمير التنظيم عن زعامة منطقة الصحراء، ليؤسس كتيبة موازية أعلنت الولاء لتنظيم القاعدة الأم، وقامت بتنفيذ الاعتداء الإرهابي على مصنع إنتاج الغاز في تيغنتورين بولاية عين امناس، وحاول حينها بلمختار لعب دور الفاعل الرئيسي بين التنظيمات التي تنشط في المنطقة عندما عرض على الأمريكيين صفقة لتبادل الرهائن، إلا أن واشنطن رفضت العرض حينها. وهدد مختار بلمختار أو مجموعته مرارا بشن هجمات جديدة إذا لم تتوقف الحرب التي تشنها فرنسا في مالي. وكشف تقرير إخباري أمريكي عن أن القوات الأمريكية كانت تتابع مختار بلمختار، قبل 10 سنوات، غير أن الأوامر لم تصدر لها بقتله، أو اعتقاله، مشيرة إلى أن بلمختار كان قد عاد لتوه من أفغانستان، حيث تدرب واشترك في عمليات عسكرية مع تنظيم القاعدة. وقالت إن القرار الأمريكي بعدم قتله أو اعتقاله كان بسبب أنه لم يهاجم منشآت أمريكية أو أمريكيين في ذلك الوقت. وقالت صحيفة ‘'واشنطن بوست الأمريكية'' إن الولاياتالمتحدة خططت لتصفية مختار بلمختار، أمير ما يعرف ب''كتيبة الملثمين'' للقاعدة في الساحل، قبل 10 سنوات، بواسطة طائرة بدون طيار، لكنها تخلت عن الفكرة بنصيحة من السفيرة الأمريكية في باماكو آنذاك، خشية تعرض المصالح الأمريكية للتهديد. ونقلت الصحيفة، الأسبوع الماضي، عن مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية على اطلاع على الملف، أن خطة وضعت لتصفية بلمختار ومجموعة من أسمتهم بالمقاتلين العرب، الذين كانوا يخضعون لمراقبتها في الصحراء المالية، ولكن السفيرة الأمريكية، فيكي هولدلستون، استعملت حق الفيتو ضد الخطة مخافة تعرض المصالح الأمريكية للتهديد في المنطقة. وتحججت السفيرة بعدم توفر معلومات حول تواجد بلمختار في معسكر للمسلحين كان مقررا قصفه. وخلصت الصحيفة إلى أن الخلاف لازال قائما في دوائر القرار في الولاياتالمتحدة حول مواجهة التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل وشمال مالي، ففي حين يدعو تيار لإرسال قوات إلى الأرض، وقع الاختيار على إرسال طائرات بدون طيار من المقرر أن تنطلق من قاعدة في شمال النيجر. كما نشر موقع "ويكيليكس"، وثائق الخارجية الأمريكية قبل 3 سنوات، تفيد بأن السفيرة الأمريكية لدى مالي في ذلك الوقت، فيكي هدلستون، أرسلت تقريراً إلى وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فيه من قتل بلمختار الذي كان في شمال مالي في ذلك الوقت. وقالت السفيرة هدلستون، في ذلك الوقت، حسب وثائق "ويكيليكس"، إن قتل بلمختار سيثير معارضات عنيفة.