حاولت شركة روسية لبيع الأسلحة التحايل على وزارة الدفاع الوطني لاستنزاف ميزانيتها التي رفعتها الحكومة مؤخرا إلى 10.3 مليار دولار، بعدما باعتها منظومات الراجمات "سميرتش" ناقصة، و إضطرتها إلى الالتزام بصفقة ثانية تقضي بشراء باقي مكملات عتادها. حيث أكد أمس نيقولاي ديميديوك رئيس وفد مؤسسة "روس أوبورون إكسبورت" الروسية في معرض "أيديكس - 2013" أن منظومات الراجمات "سميرتش" التي صدرتها روسيا إلى الجزائر تعمل بشكل جيد، لكنها ستحتاج إلى مزيد من العتاد، موضحا بالقول "نأمل في أن نحصل قريبا على طلبات جديدة"، منوها إلى أن الجزائري استلمت كتيبة من راجمات الصواريخ، دون استلام الكمية الكافية من العتاد، في إشارة واضحة منه إلى أن الجزائر ملزمة بصفقة شراء ثانية لاستكمال تجهيز منظومات الراجمات "سميرتش" حتى تكون مهيئة للعمل وبدقة، تحت إشراف الفريق الجزائري الذي تدرب جيدا على استخدامها. وفي السياق ذاته، أشار ديميديوك إلى أن راجمات الصواريخ هذه قد تتطلب التحديث، للوصول إلى تشغيل نظام التحكم الخاص بها بشكل أفضل، فاضحا بذلك تأخر مصانع السلاح الروسية التي تركز على ميزة القوة والصلابة عن مواكبة التكنولوجيات التي يشهدها عالم الأسلحة الذي بات يعتمد على الفعالية والدقة بدلا من الصلابة والثقل. هذا وكانت قد رفعت الجزائر حجم ميزانية وزارة الدفاع لسنة 2013، لتصل إلى 10.3 مليار دولار، بزيادة قدرها 14.2 بالمائة عن السنوات السابقة، وذلك في إطار سعيها الحثيث لكبح جماح التهديدات المتزايدة التي تواجهها من قبل تنظيم القاعدة خاصة في الآونة الأخيرة، وهو ما يحرص الشريك الروسي الذي سيطر على صفقات توريد السلاح نحو الجزائر منذ الاستقلال على استغلاله لاستنزاف أكبر قدر ممكن من هذه الميزانية المغرية.