أكد المخرج، علي موزاوي، مبدع فيلم «الكاذب» السينمائي، أنه قد اضطر خلال تصوير عمله الجديد، إلى التقيد بواقع فرضته عليه ميزانية جد هزيلة، لا يمكنها أن تغطي تكاليف تصوير كليب غنائي بسيط في البلدان الأخرى. اعتبر موزاوي أن هذا الوضع خلق في حد ذاته تحديا كبيرا، عمل فريق «الكاذب» على مواجهة كل العقبات التي يفرضها، خاصة وأنه اعتمد في معظمه على مواهب شابة لم تتلق أي تكوين سينمائي قبلا، باستثناء الممثلين المعروفين، أرسلان، وزهير بوزرار. وأضاف مخرج الفيلم الجديد «الكاذب» خلال الندوة التي نشطها صبيحة أمس الأربعاء، بقاعة ابن زيدون، في رياض الفتح، عقب عرضه الشرفي، أن عمله ليس موجها لجمهور محلي أو وطني محدود ومعين، بل تمت معالجة أحداثه بنظرة عالمية تسمح لأي مشاهد مهما اختلفت تقاليده الثقافية والسينمائية بفهم مغزاه ومتابعة تفاصيله. وحول طغيان اللغة «الأماريغية» على سيرورة الأحداث، ولغة الحوار خلال الفيلم، قال مخرجه، أن الأمر متعمد، وذلك باعتباره عملا فنيا يتناول آفة الإدمان على الكحول التي تفشت في الفترة الأخيرة داخل المجتمع الجزائري، وتركت بصماتها الواضحة بشكل أكبر على مستوى منطقة القبائل. كما تطرقت أحداث «الكاذب»، على مدار 124 دقيقة، إلى ظاهرة المتاجرة بالمخدرات وتوسّع مجال تعاطيها في مجتمعنا، من خلال قصة حب ترويها مشاهده بين «عبد الرحمن»، و«ليلى» ابنة الممثل «أرسلان» الذي يقدم دور «سي حسان»، الإنسان المتفهّم والمتفتّح، حيث يواجه تمرد خطيب ابنته الذي عاش حياة بسيطة لم ترض طموحاته، ودفعته إلى الكذب على نفسه وغيره بادعاء الغنى الذي لم يجد سبيلا إلى الوصول إلى تحقيقه بشكل سريع أفضل من الاتجار بالمخدرات. وشارك في إنجاز هذا العمل السينمائي الذي أنتجته الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، إلى جانب الممثلين أرسلان وزهير بوزرار، عدد من الشباب الذين يضعون أولى خطواتهم على السلم الفني على غرار، ياسمينة بوخليفة، في دور «ليلى»، شريف آزرو في دور «عبد الرحمن»، إلى جانب هشام مقريش، الذي جسد دور «ميغو»، إضافة إلى، شمس الدين توزان، في إدارة التصوير، أما مهمة هندسة الصوت، فعادت إلى، محمد حاج ناصر، كما اهتم بهندسة الديكور، حسين هطال. للإشارة، يعكف مخرج «الكاذب» علي موزاوي، حاليا على التحضير لمشروعين سينمائيين، الأول يطرح أسئلة عالمية بطريقة جزائرية، لا تخلو من الإنسانية تتناول تناقضات كالضحك والدموع..، أما الثاني فموسوم ب«قصر الحمراء»هذه الآية المعمارية، التي تناولها من الناحية التاريخية الدرامية في الفترة الأندلسية، حيث كان للعرب والمسلمين بصمة حية حاول بعض الحكام والملوك محوها، فبابها لم يقفل للأبد لأن التاريخ يستمر دوما مبقيا على أحداثه خالدة للأبد.