عاد هذا الخميس المخرج المولع بالفن والموسيقى علي موزاوي ليقف خلف الكاميرا في سادس تجربة له مع الإخراج، أين أعطى إشارة انطلاق تصوير فيلمه الجديد "الكذاب" بتيزي وزو. * يتناول علي موزاوي في فيلمه الجديد "الكذاب" شخصية محارب قديم في جيش التحرير الوطني معطوب حرب يمشى فوق كرسي متحرك ويعيش مع ابنته ليلي، بعد رحيل زوجته يعيش السي أحسن على المثل العليا التي يربي عليها ابنته وشبح زوجته الراحلة والمحاربين ليلا والصدقات لتي لم تعد موجودة، يعيش في شقته البسيطة في بلدة السلمية الشعبية، حيث يقضي وقته بين التدخين والمطالعة والاستماع إلى نبض الشارع على وقع كونشرتو الكمان يوهانس برامز. بهذه الأجواء يعود موزاوي بنا إلى التاريخ الآخر الذي لا تتحدث عنه عادة، الجانب الإنساني لأبطال، فأحسن البطل الثوري ليس أكثر من إنسان تراوده أسئلة الحياة، وإلى ماذا تنتهي به الأيام بعد زواج ابنته.. * هو إنسان بحاجة للحب والحنان والاهتمام في هذه القصة التي صورها موزاوي بالأمازيغية،، تتشابك مصائر الشخصيات.. ليلي، السي أحسن، مريم، عبد الرحمان، حميد وكريم وغيرها، إذ نجد المحارب والفنان وتاجر المخدرات والميكانيكي والبطال والمافيا ورجل الشارع كلهم يبحثون عن طريقة أفضل للحياة يقول علي موزاوي في تصريح للشروق "إننا اليوم بحاجة لأنسنة أبطالنا وتقديمهم بطريقة أخرى للشباب الذي صار من المستحيل أن نواصل ربطه مع الحاضر بصور الستينات، لذا يضيف موزاوي يجب أن نتوقف عن تقديم محاربينا سينمائيا وفق نموذج رامبوا، فهم قبل كل شيء بشر يصنعون الحياة وبحاجة ليشاركوا الآخرين حياتهم. علي موزاي الذي عرف في أفلامه باللمسة الإنسانية والفنية يؤكد أن دور السينما ليس التاريخ للحرب وممارسة السياسية بقدر ما هو صناعة الجمال والتاريخ للمشاعر الإنسانية بإمكاننا أن نسوق أبطالنا إنسانيا بشكل أفضل يقول موزاوي في هذا الصدد "أكره البورتريهات الناقصة، لقد نحت شخصية السي أحسن من الدم". الفيلم الذي يصور في مناطق مختلفة من تيزي وزو ينتظر مساهمة التلفزيون ووكالة الإشعاع الثقافي حتى تتم من تسوية مستحقات الفنانين وتلك حكاية أخرى قال موزاوي إنه يواصل في بلاطو التصوير لعب دور المكون والأستاذ رفقة فنانيه مادام التكوين أكبر الغائبين عندنا.