تعد الأولى بالمنطقة بنيت سنة 1338 من بين المعالم الأثرية الدينية والثقافية التي تميز ولاية عين تموشنت، مسجد سيدي يعقوب. بني المسجد غير بعيدا عن البحر بحوالي 700 مترا في حقبة الزيانيين وهو أول مسجد بني بالمنطقة سنة 1338 حيث يظم هذا المرفق الديني حاليا العديد من العمارات التي تميز المنطقة من حيث الهندسة الإسلامية التي اعتمدها سكان ولهاصة لانجاز مساكنهم المحيطة بالمسجد العتيق ويتكون المسجد في حد ذاته من بيت للصلاة على شكل مربع يتكون من سبعة بلاطات عمودية وافقية ومحراب به ضريح وخلوة وبه فناء داخلي واخر خارجي ويتكون من المؤذنة، بيت للوضوء وبيت الاستقبال. وتفيد جميع الكتابات والمعلومات المدونة لدى أعيان المنطقة أن مسجد سيدي يعقوب بني تحت هضبة تطل على شاطئ صخري حيث يحتجب عن العين من عرض البحر، وقد بني عندما كان الوالي الصالح سيدي يعقوب يتعبد بجوار البحر وإذا بسفينة تجارية أندلسية تنحرف قرب مرسى سيدي يعقوب فأسرع الولي الصالح لمساعدة بحارتها ولرد الجميل طلب رئيس الباخرة من الوالي الصالح أن يقبل مكافأة فرد عليه الولي الصالح بأنه في حاجة ماسة للخشب، من أجل البناء ناعتا له الكيفية التي يمكن بها إرسال الخشب من بلدتهم إلى ولهاصة عبر البحر قائلا "اذا عدتم إلى بلدتكم ارموا بحزم الخشب في البحر وقولوا هذه أمانتكم يا يعقوب"، ففعل البحارة ما أمروا به وعندما وصل الخشب أراد سكان المنطقة الاستيلاء عليه محاولين إخراج الرزم من البحر بالقوة لكنهم لم يستطيعوا لأنها كانت جد ثقيلة فغضب منهم سيدي يعقوب على فعلتهم، وأمر معلمي البناء وهما حمو وبوليفة الذي جيء بهما من تلمسان وفاس بنقل الخشب بمساعدة أهالي المنطقة إلى المكان الذي بني فيه المسجد، علما أن الولي الصالح سيدي يعقوب ولد في أواخر القرن 13 م وقد تتلمذ على يده والده الشيخ الحاج التلمساني وهو من السلالة الشريفة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد ختم القران في سن الثامنة من عمره وبعدها أصبح الفتى طالبا لعلوم الفقه واصوله وعلوم العربية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وبالرغم من كون دائرة ولهاصة تتميز بشواطئها الخلابة التي تجلب كل المواطنين الا ان زاوية سيدي يعقوب تبقى المعلم التاريخي الديني والسياحي الذي يصنع لحدث في كل صائفة وفي جميع الفصول، حيث يأتيها الزوار من داخل وخارج الولاية للاستمتاع بهذه التحفة الدينية.