بعد سنوات من العزلة والتهميش استفادت العائلات السبعة بمشتة القلعة ببلدية الشافية، من بعض المشاريع التنموية في إطار التكفل بإنشغالاتهم ووضع حد للمشاكل التي كانت تؤرقهم، لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير متطلبات الحياة، حيث تنقلنا للمرة الثانية إلى المنطقة بعد الزيارة الأولى والتي كانت في شهر أوت، أين تم رفع انشغالات السكان الذين كانوا يعيشون في عزلة تامة مع غياب أدنى ضروريات الحياة. وبعد مرور خمسة أشهر وقفنا على التغيير الملموس الذي حدث ببعث المشاريع التي جاءت تلبية للمطالب التي رفعها السكان، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي كانوا يتكبدونها يوميا، حيث انطلقت الأشغال الخاصة بتعبيد الطريق بواسطة الخرسانة الزفتية بالإضافة إلى أشغال انجاز الجسر الذي يمر تحته الواد الكبير الذي يصب بسد الشافية والذي لطالما يمتلئ على آخره ما يجعل السكان في عزلة تامة لمدة شهرين . أشغال الطريق لازالت قائمة حيث يطلب المواطنون ويلحون على ضرورة إنهاء الشق المتبقي والذي يبلغ حوالي 1 كيلومتر إلى غاية منازلهم لإنهاء معاناتهم اليومية في نقل حاجياتهم ومتطلبات العيش، حيث تؤكد الخالة جمعة أنه سرعان ما يتحول إلى برك عائمة وأوحال يصعب التنقل فيها. كما جدد السكان مطلب توصيل قنوات المياه إلى غاية سكناتهم وهو مشكل ما يزال قائما حيث يتنقلون إلى المشاتي المجاورة أو أسفل السد، من أجل جلب هذه المادة الحيوية مشيا على الأقدام أو باستعمال الأحمرة، كذلك يطالبون بحقهم في السكنات الريفية خاصة وأنهم مازالوا يعيشون في البيوت القصديرية والأكواخ التي تثير تخوفهم كلما هبت الرياح وتساقطت الأمطار التي تتسرب إليهم . وفي اتصالنا برئيس الدائرة أكد أن مشروع الجسر قيد الإنجاز وتوقف مؤقتا بسبب الأحوال الجوية، أما بخصوص تعبيد الطريق وصولا إلى غاية السكان على مسافة واحد كيلومتر تقريبا، أكدت أن الشطر المتبقي سيتم التكفل به بالتنسيق مع قطاع الغابات، أما بخصوص انشغال الماء الشروب والسكن الريفي فهما مطلبين مهمين واساسيين وقد أخذهما بعين الاعتبار، خاصة وأن السلطات الولائية أعطت اهتماما كبيرا للمشتة باعتبارها إحدى مناطق الظل بالولاية.