يناشد سكان قرية ماجن عمران ببلدية الحمادية، جنوب ولاية برج بوعريريج، السلطات المحلية، للتدخل الجاد من أجل دفع عجلة التنمية بتجمعاتهم السكانية المصنفة من بين مناطق الظل في الولاية. مشيرين إلى معاناتهم على مدار عقود من «التهميش» و ما وصفوه بالتوزيع غير العادل للمشاريع، في وقت مازالت القرية تعاني العزلة لتدهور وضعية الطرقات و انعدام شبكة الصرف الصحي، ناهيك عن النقص في المرافق الخدماتية، رغم وجود فرع بلدي و قاعة علاج مازالتا عبارة عن هيكلين بدون روح. وفي رسالة موجهة إلى السلطات المحلية، نقل سكان المنطقة أهم انشغالاتهم التي تعددت بين ضرورة انجاز شبكات الصرف الصحي و تدعيم حصص السكان من المياه الصالحة للشرب، فضلا عن تعميم الاستفادة من الكهرباء و شبكة الغاز الطبيعي، معبرين عن استيائهم مما وصفوه «بالتهميش» الذي طال قريتهم على مدار سنوات، رغم شكاويهم المتكررة لتحسين واقعهم الاجتماعي و رفع الغبن عن المنطقة التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 7 كيلومترات، مؤكدين على أنه و زيادة على النقص الفادح في المرافق الخدماتية و الترفيهية، تبقى بعض الهياكل المنجزة كمرافق عمومية، على غرار قاعة العلاج و الفرع البلدي بدون استغلال و مجرد هياكل بدون روح، ما يدفعهم إلى التنقل لمقر البلدية لاستخراج الوثائق و إلى العيادات البعيدة عن مقرات سكناهم بالبلدية و عاصمة الولاية لتلقي العلاج و حتى في الحالات البسيطة على غرار تضميد الجراح و حقن الإبر و خلال حملات التطعيم. كما تطرق المشتكون إلى المخاطر التي أصبحت تهددهم، بفعل انعدام شبكات الصرف الصحي، ما دفعهم للاعتماد على الطرق البدائية في تصريف المياه القذرة، عبر السواقي نحو الشعاب و الأودية، أو باللجوء إلى حفر الخنادق و المطامير التقليدية للتخلص منها، داعين إلى الالتفات لهذا المطلب في أقرب الآجال، لتفادي الأوبئة و الأمراض، خاصة و أن فصل الصيف و موسم الحر على الأبواب، ناهيك عن ظهور الوباء المستجد كورونا كوفيد 19، الذي ضاعف من المخاوف و جعلهم يعجلون بمطلب انجاز قنوات التطهير و زيادة على هذه المطالب، وضعوا انشغال تعبيد الطرقات و المسالك الترابية التي زادت من عزلة المنطقة، على رأس الاهتمامات، لما تتسبب فيه من متاعب و معاناة في تنقلاتهم، بالنظر إلى الانعدام شبه التام لوسائل النقل و عزوف حتى أصحاب سيارات الأجرة غير المرخصة (الفرود)، عن التنقل إلى قريتهم، بحجة تدهور وضعية الطرقات و انتشار المطبات بها، ما يجعل سياراتهم عرضة للأعطاب. كما طالبوا بتعميم الاستفادة من الكهرباء وشبكة الغاز الطبيعي، خاصة على مستوى المساكن التي أنجزت في إطار إعانات البناء الريفي و التي تبقى دون ربط بمختلف الشبكات، مبرزين المخاطر التي تهدد بعض العائلات، التي لجأت إلى ربط مساكنها بالكهرباء بطرق عشوائية من السكنات المجاورة. رئيس البلدية و في رده على هذه الانشغالات، أكد على أن أغلب المطالب تمت الاستجابة لها، في انتظار تجسيد مختلف المشاريع، مشيرا إلى تسجيل مشروع لربط منازل القرية بشبكة الصرف الصحي بمبلغ 5 ملايير سنتيم، في إطار برنامج صندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية، تشرف على متابعته و تسييره مديرية الموارد المائية، لكنه بقي معلقا لعدم جدوى المناقصة على مرتين، حيث ينتظر إتمام إجراءات المناقصة الثالثة أو المنح بالتراضي في حال عدم الجدوى. أما عن سبب تأخر افتتاح قاعة العلاج، فأكد على أنها كانت عبارة عن سكن وظيفي تابع للمدرسة، قامت البلدية بترميمه و تهيئته لتحويله لمرفق صحي، غير أنها تعرضت لعملية سرقة و سطو، ما أخر من افتتاحها، في حين أشار إلى قرب افتتاح الفرع البلدي. وفي ما يتعلق بمطلب انجاز الطريق، أشار «المير» إلى تسجيل المشروع بمبلغ 4 ملايير سنتيم لإعادة تهيئة طريق لحريز و تعبيده و لم يبق كما قال سوى تمرير المبلغ المالي و التأشير عليه على مستوى المراقب الشمالي، لتشرع بعدها المقاولة في الأشغال في غضون الأيام القليلة القادمة، بالإضافة إلى استفادة المنطقة من انجاز خزان مياه ثان بسعة 300 متر مكعب و بئر ارتوازية بالجرف لتدعيم حصص السكان من المياه. في حين قال محدثنا بخصوص مطالب توصيل الكهرباء و شبكة الغاز إلى السكنات المحرومة، بأنه شرع في عملية إحصاء شاملة للسكنات المتبقية بالمنطقة و اقتراحها في إطار المشاريع المخصصة لمناطق الظل.