أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عبر موقعها الرسمي صبيحة أمس عن توصلها بمراسلة من الاتحادية الدولية (فيفا)، تؤكد من خلالها تأهيل اللاعب سفير تايدر متوسط ميدان بولونيا الايطالي المعار من نادي السيدة العجوز جوفينتوس لمصلحة "الخضر"، حيث سيكون بمقدور اللاعب تمثيل المنتخب الوطني على الصعيد الدولي، وبذلك يكون مسلسل تايدر الذي استمر طويلا قد انقضى بعدما حمل أخبارا سارة للطرف الجزائري. روراوة يفوز بالرهان للمرة الثانية ويواصل سياسته مع المغتربين كسبت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بهذا الرهان أمام نظيرتها التونسية التي سعت خلال الفترة الأخيرة إلى فعل كل ما بوسعها من أجل حث لاعب بولونيا الايطالي على العودة، في القرار الذي اتخذه قبل حوالي شهر حين أعطى موافقته النهائية للعب لمصلحة المنتخب الوطني، مفضلا إياه على "نسور قرطاج"، غير أن كافة اتصالاتها باءت بالفشل لتصبح بذلك حالة سفير هي الحالة الثانية بعد المدافع حبيب بلعيد الذي لبى نداء الجزائر ورفض التوانسة في 2010، ليصبح اللاعب رقم 18 الذي ينضم للخضر بهذه الطريقة. ويلعب تايدر صاحب الواحد والعشرين عاما في منصب متوسط ميدان دفاعي وهجومي لفريق بولونيا الإيطالي، وسبق له تمثيل ألوان منتخبات فرنسا للفئات الصغرى، أما اجتماعيا فينسب لأم جزائرية وأب تونسي وولد بفرنسا، في حين كان شقيقه نبيل (29 سنة) الذي يرتدي قميص فريق كومو الإيطالي ضمن منصب متوسط ميدان - قد اختار اللعب لمنتخب تونس منذ عام 2009، وهكذا يمكن ل "الخضر" الإستفادة من لاعب محترف جديد، وقد يخوض غمار مباراة البنين المبرمجة بملعب البليدة في ال 26 من مارس الجاري برسم الجولة الثالثة من الدور قبل الأخير لتصفيات مونديال 2014. منذ أكتوبر 2011 الجزائر لم تجلب لاعبا يتجاوز عمره 21 سنة ويبدو أن المنتخب الجزائري غيّر سياسة الاعتماد على اللاعبين الذين لعبوا لمنتخبات فرنسا، فخوفاً من تكرار سيناريو زيدان وبن زيمة وناصري وكمال مريم، أصبح يستهدف هذه العناصر وهي صغيرة، بل وهي تلعب لمنتخبات الأواسط والآمال، وهذا منذ أكتوبر 2011، من خلال سفيان فغولي الذي عرفت الجزائر كيف تخطفه، ليليه إسحاق بلفوضيل وفوزي غولام في نهاية 2012، ثم لياسين براهيمي وسافير تايدر هذه السنة، وكل هؤلاء لم تكن أعمارهم تتجاوز 21 سنة عند موعد التحاقهم بالمنتخب الوطني. المستهدفون أيضا في السن نفسه على غرار تافير وبن زية وغزال حتى بالنسبة للاعبين الذين لعبوا لمنتخبات فرنسا وتستهدفهم الجزائر حالياً، في انتظار التحاقهم قريبا، فإنهم صغار السن على غرار ياسين بن زية وليانيس تافير ورشيد غزال وجوهاد فيرتي ورومان حمومة وفلوريان راسبانتينو وكريم أغوازي وإدريس السعدي وحتى إبني الأسطورة العالمية الجزائري الأصل زين الدين زيدان يقال حولهما الكثير. المنتخب الوطني يبني مستقبله بفضل روراوة تكشف الإحصائيات والأرقام أن المنتخب الوطني الجزائري صار يعتمد بشكل كبير على اللاعبين الذين كوّنتهم فرنسا في مراكز تكوينها. وليس ذلك فقط، بل بشكل خاص على النجوم الذين تألقوا مع "الديوك" ومروا على منتخباتها الشبانية، كما تكشف معطيات أُخر أن اللاعبين الذين صاروا يهمّون المنتخب الجزائري وفق الرؤية الجديدة، هم شبان لا يتجاوز عمرهم 21 سنة، وربما هو ما سيجعل المنتخب، بالنظر إلى قدرات هؤلاء الشبّان، يعتمد عليهم لسنوات طويلة، ما يهدّد مستقبل البطولة الوطنية المحترفة وكذلك اللاعبين المحليين الذين قد يكونون مستقبلا الحلقة الأضعف في المنتخب.