تحت شعار "احترام الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا" انطلقت أول أمس الاحتفالات الرسمية بيناير، يوم الأول من السنة الامازيغية التي تجري هذا العام على وقع جائحة كورونا، من ولاية باتنة تحت رعاية المحافظة السامية للامازيغية ببرنامج غني بالاحداث الثقافية والفنية. و يحتفل سنويا في مختلف مناطق الجزائر بهذا العيد العريق والمشترك لكل شعوب شمال إفريقيا في ال12 من يناير. وانطقلت رسميا الاحتفالات بيناير أول امس من عاصمة الاوراس باتنة التي تحضن هذا الحدث الذي يتواصل إلى غاية 12 يناير الجاري ببرنامج متنوع وثري يشمل حزمة من الأنشطة الثقافية من معارض ولقاءات ثقافية وندوات موضوعاتية تتمحور حول الثقافة واللغة الامازيغية. كما يضم البرنامج تنظيم صالون للكتاب والوسائط المتعددة ببوزينة (جنوب شرق باتنة)، إضافة إلى ورشة مخصصة للسينما وعرض للمنتوجات الحرفية وللطبخ التقليدي. وخصص البرنامج أيضا حيزا للموسيقى والأغاني التراثية التي تعيد للذاكرة الريبرتوار الامازيغي الغني. كما أعدت المحافظة السامية للأمازيغية فعاليات فكرية منها ملتقى حول "الامازيغية والإبداع الفني" خاصة في مجالات السينما والمسرح والموسيقى. و أكد سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، في تصريح له ان برنامج النشاطات المخصصة لإحياء يناير شاركت في اعدادها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي الى جانب السلطات والجمعيات المحلية. وقال ذات المسؤول إن الاحتفال بيناير هذه السنة سيكون تحت شعار "احترام الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا" الذي مازال منتشرا في الجزائر وباقي بلدان العالم. وأضاف أنه نظرا للقيود المفروضة على التجمعات بسبب كورونا 19، فان الاحتفال بقدوم السنة الامازيغية يتم على المستوى العائلي بالبيوت كما تنظم في الفضاءات العامة نشاطات متنوعة من قبل الجمعيات والمؤسسات. ويبقى الاحتفال ب"امنزو انيناير" في نظر الامين العام للمحافظة السامية للامازيغية "أكثر من عيد"، كما قال، حدث لاستذكار ارث جماعي يحمل قيم الاجداد ذات عمق تاريخي تتمثل في التضامن والتآزر والعيش معا. جائزة أدبية لتشجيع البحث والإنتاج بالامازيغية ويتميز هذا العام دخول السنة الامازيغية الجديدة 2971 بتنظيم الطبعة الأولى من "جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الامازيغية" التي أسست في 2020 بمرسوم رئاسي وتتوج أحسن الاعمال والأبحاث باللغة الامازيغية التي أصبحت رسمية منذ 2016. وبكل اعتزاز، أكد الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية التي بادرت بالجائزة، أن هذه الأخيرة هي امتياز رفيع يهدف إلى "تشجيع ودعم المؤلفين والادباء والباحثين الذين يعملون على ازدهار اللغة الامازيغية بتطوير الابداع في مختلف المتغيرات اللغوية". وقد تسلمت أمانة لجنة تحكيم الجائزة إلى غاية 26 ديسمبر الماضي، أخر تاريخ تسليم الاعمال المرشحة للجائزة، 106 مشاركة . وقد عرفت المشاركة هذه الطبعة الاولى اقبالا كبيرا، كما يؤكده عدد الاعمال الادبية المشاركة المتمثلة في 61 مؤلفا (رواية و قصة و حكاية …) و24 مؤلفا في اللسانيات و14 عملا في مجال الأبحاث في التراث الثقافي الامازيغي اللامادي و7 اعمال في الابحاث التكنولوجية والرقمية حسب ما أعلنه عصاد الذي لم يخف "تفاؤله" بمساهمة هذه الجائزة في "بروز أعمال متميزة باللغة الامازيغية ." وتسلم هذه الجائزة التي تنظمها وتمولها المحافظة السامية للأمازيغية، كل سنة بمناسبة احياء اليوم الاول من يناير الذي يوافق يوم 12 جانفي. وتقدر قيمة الجائزة الاولى بمليون دينار بينما ينال الفائز بالمرتبة الثانية 500.000 دينار والثالث 250.00 دينار إضافة إلى شهادات تقديرية. و تعتبر الجزائر البلد الاول في شمال افريقيا الذي أعاد الاعتبار للاحتفال بيناير الذي كرس عيدا وطنيا في 2018 .