صرحت الكاتبة الإعلامية الشابة هاجر قويدري، أنها فقدت الثقة في مجال السمعي البصري نظرا للتلاعبات التي تشهدها الساحة، حيث قالت أن هناك لوبي كبير يتحكم بزمام الأمور على مستوى القطاع ما دفعها للتنحي عن منصبها في التلفزيون الوطني، مؤكدة أنها لا تفكر في تحويل روايتها الأخيرة "نورس باشا" إلى عمل سينمائي نظرا للتجاوزات والانتهاكات الحاصلة على مستوى الوسط بالرغم من التوأمة الحتمية التي يشكلها عالم السمعي البصري إلى جانب الكتابة. أبدت الكاتبة هاجر قويدري، اعتزازها بإنجازاتها الروائية، خاصة وأنها خرجت فيها من التهمة اللصيقة بالروائيين الحاليين على أن أعمالهم مجرد استنساخ لطريقة الروائية أحلام مستغانمي، حيث قالت:"المهم أنني كسرت عقدة أحلام مستغانمي وأظهرت فيها شاعرية خاصة بي غير شاعرية مستغانمي المعهودة، وهذا في حد ذاته إنجاز بالنسبة لي". وتحدثت قويدري، عن عملها الروائي الموسوم "نورس باشا"، الذي تحصلت من خلاله مؤخرا على جائزة "الطيب صالح للرواية في السودان، وقالت أنه مستلهم من قناعتها بالذات التي صنعت جمال الرواية ومكنتها من اختلاق شخصية البطلة "الضاوية". وتطرقت الكاتبة خلال ندوة صحفية نشطتها عبر فضاء "صدى الأقلام" يوم أمس الأول بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"، إلى الجائزة التي نالتها عن رواية "نورس باشا" وقالت أنها سعت لنيل الجوائز التي تعتبرها "طعما" تخطف من خلاله اهتمام الإعلاميين والأدباء والنقاد الذين لم يصلهم صيت هاجر قبل نيل الجائزة:"عرف معظمهم الآن من أكون، حيث تمكنت من استقطاب عدد لا بأس به من الجمهور، الأمر الذي أعده خطوة أولى في مجال الكتابة لتأتي الخطوة الثانية وهي الأهم والمتمثلة في ترسيخ الممارسة الجدية من خلال العمل أكثر والبحث عن كسب ثقة القراء والسعي لكل ما هو جيد يخدم اسمي ككاتبة وروائية بعيدا عن الجوائز". وتناولت هاجر في روايتها "نورس باشا"، سردا للعهد العثماني بالجزائر من منظورها الخاص بعيدا عن الأحداث التاريخية المعروفة، حاولت من خلاله وصف السياقات المعمارية، العادات والتقاليد، ومختلف الجماليات التي شهدتها فترة حكم مصطفى باشا بداية القرن ال19، وركزت فيها على إبراز الثقافة الوطنية السائدة مشيرة إلى أنه من غير اللائق المرور عليها مرور الكرام لذلك تعمدت غرس كل عادات زمن الماضي الجميل في روايتها التي أبعدتها عن الطابع السياسي والتاريخي لتلبسها حلة من نوع خاص ركزت فيها على الوجدان والشخصيات الخيالية التي كانت بطلتها "الضاوية". وعن شخصية "الضاوية" التي تشبه إلى حد ما شخصية صانعتها، أكدت المتحدثة أنها لم تسقطها على شخصيتها الخاصة وأنها لا تشبهها كما يبدو بالقول:"كما صنعت الضاوية يمكنني صنع شخصية أبرز منها بعيدا عن شخصيتي الفعلية، مع أنني أتقمص الأشياء، والأمور التي لا أجد فيها نفسي لا أكتبها"، وأضافت أن "الضاوية" أرهقتها كثيرا في الكتابة وأخذت من تركيزها الكثير خاصة في جانب التلاعب بعوطف القراء، حيث أن من يقرأ الرواية يكره الشخصية في بعض المواقف ويتعاطف معها في مواقف أخرى، ما أضفى على العمل سمة المتعة. وأشارت المتحدثة أنها لم تشتغل على لغة معينة، كتبت بطريقة سردية بسيطة، دون الغوص الأدبي المعمق:"لا أفقه في الأساليب اللغوية وما يهمني أنني استخدمت لغة وصلت للآخر كما أنني أركز على السرد دون الغوص في بحر اللغة التي لا أعرف منها الكثير". ومن جهة أخرى، كشفت قويدري أنها أعادت كتابة روايتها الحاملة عنوان "أسونجو" بشكل كامل، مركزة على الخطوط السردية، كما تنوي إدخالها المطبعة قريبا وذلك بغرض المشاركة بها في الطبعة المقبلة من الصالون الدولي للكتاب.