أعاب شاعر الشعبي توفيق ومان، بعد مدارسنا الوطنية عن ركب تطور الأوزان الشعرية، والتي لا تزال -حسبه- بعيدة عن خلق الفارق الزمني الذي بلغته مختلف المدارس العربية والمغربية فيما يخص الرمز والاشتغال على اللغة، مشيرا إلى أن تجربته مع مختلف المدارس العربية واحتكاكه بها ولد لديه انطباعا يستوجب ضرورة الاهتمام بالطرق الشعرية الجديدة التي تستوجب إعطاء البصمة الخاصة بها الموجهة مستقبلا للأجيال القادمة ولمحبي هذا البحر. كما أبدى ومان امتعاضه من عدم تجديد الشعراء الجزائريين في الشعر الشعبي، الذين يعتبرهم حبيسي أعمالهم المحصورة دون التفتح والإطلاع على القصائد الشعرية الأخرى، معتبرا تمسك الشعراء المحليين بالنمط الكلاسيكي عقدة يعاني منها الأغلبية. وأثار رئيس الرابطة المغاربية للشعر الشعبي، مشكل افتقاد الساحة الأدبية للنمط النقدي الذي من شأنه أن يساهم في تطوير الأعمال والأفكار وتحليل النصوص بطريقة أكاديمية، مضيفا " لم يتوصل الدكاترة والأكاديميين إلى توجيه نقد أدبي صريح لنص ما أو شاعر معين، وما يوجد حاليا لا يتعدى قراءات للنصوص" ولدى حلوله ضيفا على المسرح الوطني عبر فضاء صدى الأقلام يوم أمس الأول، تحدث توفيق ومان عن ديوانه الحداثي الأخير الحامل عنوان" لبسني الكلام"، الصادر عن دار فيسيرا، والذي يضم مجموعة من القصائد التى تنوعت بين الرومانسية والسياسية . وعن المغامرة التي خاضها لدى انتقاله من الشعر العبي إلى الحداثي، أفاد توفيق أنه كان متخوفا من ردود أفعال قراءه وعدم تقبلهم للنقلة، إلا أنه سرعان ما تبددت مخاوفه خاصة لما لقيه "لبسني الكلام" من إقبال كبير بمجرد صدور النص الأول، مشيرا إلى حتمية مواكبة النص لنوعية وميولات الجمهور. وأضاف ومان، أنه لا يوجد فرق بين النص الشعري الشعبي والنص الحداثي لأن كلاهما يعتمدان على الرمز والشكل، وقال أن الفرق الوحيد بينهما أن الشعر الشعبي موجه لعامة الناس وكل الفئات العمرية، بينما النص الشعري الفصيح موجه للنخبة. وصرح الشاعر، أن كل ما يحتويه الكتاب من نصوص هو جزء لا يتجزأ من حياته و"لبسني الكلام" هي الشخصية الحقيقية لتوفيق وامان، حيث ضمنه تجربة شخصية عاشها بحيث يترجم كل نص فيه مرحلة معينة من حياة الشاعر. وأفاد المتحدث، أن أول نص حداثي تم عمله في المغرب، باعتبار الأخيرة تحوي العديد من المدارس منها مدرسة إدريس امغار، التي تعتمد على التجريد ومدرسةs