يعود الشاهد في هذا الجزء، إلى ظروف اختيار ليامين زروال رئيسا للجمهورية في ظل الفراغ الدستوري الذي كان قائما منتصف التسعينات، ويتحدث عن ظروف تشكيل المجلس الانتقالي ومهامه ودوره في معالجة مشاكل تلك الفترة الحرجة من تاريخ الجزائر المستقلة، ويقدم قاسم كبير رؤيته لأزمة التسعينات بسلبياتها وإيجابياتها، ويكشف عن عرض قدمه للرئيس المرحوم محمد بوضياف لتفادي المسار الانتخابي وتجاوز الفيس. كيف تقيم نتائج ندوة الحوار ونحن على مسافة زمنية مهمة من ظروف انعقادها؟ كانت نتيجة الندوة الوطنية جيدة جدا وممتازة، لأننا رجعنا من خلالها إلى الشرعية وبنينا مؤسسات. استطاعت الندوة أن تنتقل البلاد من اللاشرعية إلى الشرعية. وتلخصت نتائجها في: أولا، تكوين مجلس انتقالي يقوم بالتشريعات. ثانيا، انتخاب رئيس جمهورية شرعي. ثالثا انتخاب برلمان. واستطاع هذا المجلس الوطني الانتقالي أن يشرع في ميدان الأزمة بكل قوة وجدارة وشجاعة رغم أن الدم في ذلك الظرف كان يصل إلى العنق. شرع قوانين مهمة جدا، تصل إلى نحو مائة قانون. ومازالت هذه القوانين والحمد لله سارية، وقد ساهمت في إخراج الدولة من الأزمة. ما موقفكم من مجموعة سانتي جيديو؟ وقفت موقفا لم نرى جدواه في ذلك الوقت لأن البلاد كانت تتخبط في أزمة كبير، ولا نحل مشاكلنا عن طريق الخارج. هذه النظرة لم تكن ذات اهتمام بالنسبة للرأي العام الداخلي. ونحن نعرف حساسية الشعب الجزائري بخصوص التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية. لذلك كان موقف النظام وحتى الشعب رافضا نهائيا تماما لهذا الفكر. هل كان لكم دور في الانقلاب الأبيض، الذي أطاح بعبد الحميد مهري من على رأس حزب جبهة التحرير الوطني؟ ليس هناك انقلاب أبيض أو أسود أو أحمر ولا تتخلله تدخلات من كل جهة وطريق. انقسم المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني بخصوص ندوة الحوار. وكانت هناك لقاءات مع مجموعة أعضائه لمناقشة فكرة حضور الجبهة في الندوة. لأننا كنا نركز على دخول جبهة التحرير على الأخص على خط الحوار الوطني، لكن موقف مهري كان موقفا رافضا لحضور الندوة، وينطلق من منطلقات خاصة بمفهومه للأزمة ومفهومه للنظام. وهذا من حقه، لكن الأزمة كانت أسرع من أن نتأنى في البحث عن span style=