باتت الأخطاء الطبية من الظواهر الأكثر إنتشارا بمختلف مستشفيات الجزائر في السنوات الأخيرة، حيث سجلت نقابة الأطباء أكثر من 1500 خطأ طبي حيث فارق العديد من المرضى الحياة بعدما دخلوا إلى قاعة العمليات أصحاء آملين أن يتعافوا من مرضهم، لكنهم خرجوا جثة هامدة بسبب إهمال أطباء لم يتمكنوا من الحفاظ على أخلاقيات مهنتهم، فباتت أرواح المرضى ليس لها أهمية بالنسبة لبعض الأطباء، في المقابل خلف سوء تشخيص الأمراض أو إرتكاب الطبيب لخطأ في كتابة وصفات الدواء العديد من العاهات المستديمة، وأمام تخلي العديد من الأطباء لمسؤولية تلك الأخطاء وهروبهم من العقاب القانوني بات المرضى وذووهم يتحملون مسؤولية تكاليف علاج أمراض أخرى تفوق قدرتهم المادية، بعدما نقلت لأقاربهم داخل المستشفيات ليظل المرضى ضحايا لإهمال أصحاب بدلة بيضاء لايملكون خبرة كاملة تؤهلهم لعلاج المريض، وعوض دخول المريض للعلاج خرج من قاعة العلاج فشاء قدره أن يخرج بيد مبتورة أو بمرض معد، هذا ما دفعنا لرصد معاناة أقارب ضحايا الأخطاء الطبية، حيث قمنا بزيارة عائلة لللطفلة فريدة التي لم تتجاوز السنتين والتي أصيبت بإعاقة حركية بسبب خطأ طبي إرتكبه طبيب بإحدى المستشفيات، حيث أكدت لنا والدتها أنها قصدت إحدى المستشفيات بعد إرتفاع حرارتها فقام الطبيب بحقنها بجرعة دواء لكنها تفاجأت بظهور أعراض ومضاعفات خطيرة على ابنتها التي لم تتمكن من الحركة وقد أغمي عليها، حيث أضافت أنها اكتشفت أن الطبيب أعطى طفلتها جرعة من الفاليوم تسببت في شللها وتوقف نموها. تحقن بدواء السرطان فتفقد بصرها! هي ضحية أخرى لخطأ طبي فادح إرتكبه أحد الأطباء بعدما قصدت الشابة فتيحة التي لم تتجاوز الثلاثين عاما قسم أمراض العيون، وهي تأمل في علاج ضعف نظرها فشاء لها القدر أن تخرج من المستشفى بعاهة مستديمة وهي فاقدة لنعمة البصر، هذا ما أكدته لنا خلال حديثها معنا حيث عبرت لنا عن أسفها الشديد من عدم معاقبة المتورطين الذين قلبوا حياتها رأسا على عقب، خاصة أنها أصبحت غير قادرة على مواصلة حياتها بشكل طبيعي بعدما فقدت عملها وأصبحت حملا ثقيلا على عائلتها التي تتكفل بتوفير إحتياجاتها اليومية.