اخترقت الروائية ديهية لويز واحدا من الحواجز الاجتماعية، بروايتها الجديدة التي كسرت من خلالها واحدا من الطابوهات الاجتماعية المتمثل في زنا المحارم، حيث أصدرت مؤخرا رواية تحمل عنوان "سأقذف نفسي أمامك"، الصادرة عن منشورات "الاختلاف" الجزائرية، ومنشورات "ضفاف" من بيروت اللبنانية. تطرح ديهية، من خلال روايتها واحدا من المشاكل الأخلاقية المتفشية في العالم العربي، دون أن تتداولها الأقلام والألسن بكثرة باعتبارها أمرا منافيا للأعراف، لتطرحها الروائية بجرأة ضمن طبعة من 144 صفحة، تختزل مقومات العمل الروائي الصادم. كانت البداية بالنسبة ل "مريم" ابنة التاسعة عشرة ربيعاً، من القبلة الأولى التي شعرت بها على شفاها ذات مساء، والتي أعلنت كل الحروب الممكنة على السكينة والطمأنينة في حياتها، واليوم بعد مضي أكثر من اثني عشر عاماً، قررت أن تقتلها بالكتابة. وتكشف الرواية عن حياة أسرة متكونة من أب سكير، وأم احتفظت بسر في جعبتها مدة ثلاثين عاماً، والطفلة مريم الضحية، والأخ نسيم ابن الثماني سنوات الذي فقد حياته بدوره على يد والده، تدور أحداث الرواية من ليلة مظلمة تنكشف فيها الحقيقة، وتهدر فيها القيم الأخلاقية، حين يعود الأب مخموراً إلى بيته مساءً يحاول الاعتداء على ابنته مريم في غياب الأم عن منزلها، يحاول "نسيم" الدفاع عن أخته فيلقى حتفه ويتوفى بالمستشفى جراء ضربة من أبيه المخمور، هذا الأخير الذي يهرب ويترك وراءه فضيحة تكشف العديد من الحقائق الموءودة، حيث تتوالى الأحداث في الرواية حتى تكتشف مريم في النهاية أنها ابنة غير شرعية لحبّ لم يقدّر له العيش طويلاً، وأنها ابنة رجل لن تلتقيه يوماً لأنه أصبح في عداد الموتى، وأن الرجل الذي ظنته أباها تزوج من أمها، وقرر أن ينتقم منها عن طريقها. للتذكير، تعد "سأقدف نفسي أمامك"، الرواية الثانية في الرصيد الأدبي لديهية لويز ابنة بجاية بعد رواية "جسد يسكنني" الصادرة عن دار ثيرا العام 2012 الماضي، إضافة إلى مشاركتها في مجموعة قصصية بالأمازيغية مع عدد من الكتاب الجزائريين والمغربيين التي صدرت العام الجاري.