تعرف بلدية بني ياجيس الواقعة بأعالي ولاية جيجل على بعد 25 كلم جنوب عاصمة الولاية، غيابا تاما لمختلف مظاهر التنمية والتهيئة الحضارية، والتي يتكبد جراءها سكان المنطقة جملة من المتاعب والنقائص، في ظل تحول طرقها إلى غبار وأتربة مع حلول الصيف وبرك مائية وأوحال في فصل الشتاء، هذه الوضعية تفرض العزلة على سكان أحياء البلدية التي يشكو قاطنوها تدهور الطريق الرابط بين مقرها وباقي المشاتي والقرى التابعة لها، في ظل غياب شبه تام للإنارة الريفية التي حرمت سكان المنطقة التنقل في الفترة الليلية، وأجبرتهم على إلتزام منازلهم مع حلول الظلام، إضافة إلى معاناتهم مع غياب شبكة وقنوات الصرف الصحي التي لا تزال أغلبية العائلات تستخدم المطامير التقليدية للتخلص من فضلاتهم وهو ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم الصحية، مع إنبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضارة، كما يعاني شباب وأطفال المنطقة من إنعدام المرافق الترفيهية والملاعب الجوارية أو دور الشباب، لتكون وجهتهم في أوقات الفراغ والمتنفس الذي يقضي فيه هؤلاء ممارسة مختلف هوياتهم الرياضية والفكرية، بدل التسكع في الشوارع وطرقات البلدية، إضافة إلى البطالة التي تنخر أوساط شباب المنطقة في ظل إنعدام فرص الشغل ومناصب عمل مستقرة. وفي شكواهم عبّر سكان المنطقة «للسلام» عن إستيائهم من التهميش التي تعانيه بلديتهم بالرغم من الوعود المتكررة من طرف السلطات المحلية، قصد التدخل ووضع حد أو حتى التقليل من معاناتهم اليومية في ظل تحجج مسؤولي هذه الأخيرة بنقص الميزانية ومداخيل البلدية التي تعمل في حدود إمكاناتها حسبهم .