كشفت رسالة كتبها عبد الملك دروكدال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كتبها في جويلية 2012، خطط التنظيم التي كان بصدد تجسيدها لفرض سيطرته على شمالي مالي، من خلال التخفي خلف حكومة من الطوارق ودعمها لكسب تأييد سكان المنطقة تدريجيا. ورسم دروكدال لرجاله في الرسالة التي نشرتها إذاعة فرنسا الدولية خريطة شرح فيها الطريقة الكفيلة بالسيطرة على بقية المناطق، بشمال مالي التي كان قد سيطر على أغلب مناطقها سنة 2012، و أوضح المصدر ذاته أن تاريخ العثور على الرسالة يعود إلى شهر فيفري من سنة 2013 في تمبكتو من طرف صحفيين فرنسيين يعملان في "ليبراسيون" و"آر. آف. آي"، كشف فيها زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عن حرصه على إيصال التوارق الداعمين للمجموعات الإرهابية المنضوية تحت لوائه في شمالي مالي إلى الحكم، قصد تمكينهم من السيطرة على مقاليد السلطة، ما سيجعله يظفر بتأييد كل من يهتف ويسير خلف هذه الشريحة، هذا كتبت الرسالة التي تحتوي على ستة محاور وطبعت بالكمبيوتر في جويلية 2012 باللغة العربية، تحت عنوان "توجيهات عامة بخصوص المشروع الإسلامي الجهادي بأزواد". في المقابل لم يتمكن دروكدال من تنفيذ مخططه هذا بسبب الحملة العسكرية التي شنتها القوات الفرنسية بمشاركة الجيش المالي والتشادي، ونجاح هذا التحالف العسكري في طرد المجموعات المسلحة من الشمالي المالي بعد كسر شوكتها. هذا وجهر درودكال في رسالته الموجهة إلى أمراء التنظيم الإرهابي بإعترافه القائل "إن القوى الكبرى المهيمنة على الواقع الدولي رغم ضعفها وتراجعها نتيجة الإنهاك العسكري والأزمة المالية إلا أنها ما زالت تملك الكثير من الأوراق التي تؤهلها لمنع قيام دولة إسلامية في أزواد يحكمها عناصره"، متنبأ في السياق ذاته بتدخل عسكري سواء مباشر أو غير مباشر أو فرض حصار اقتصادي وسياسي وعسكري كامل، مصحوب بضغوطات متعددة، وقال "هذا سيهدف في النهاية إما إلى إجبارنا على التراجع لقواعدنا الخلفية أوإثارة الشعب علينا نتيجة التجويع وقطع الإمدادات أوتأجيج الصراع بين تنظيمنا وبقية الحركات المسلحة في الإقليم".