تمكنت فرقة العلاوي التابعة لجمعية "هواري بومدين" الثقافية، من خلق جو ثقافي كبير بولاية الأغواط، حيث اكتشف السكان مختلف عادات وتقاليد عرش أولاد انهار أكبر العروش بولاية تلمسان، من خلال الرقصات الفلكلورية التي استحسنها جمهور دار الثقافة وسط المدينة. وأكد رئيس جمعية "هواري بومدين" عبد القادر حري، في اتصال ب"السلام" أن فرقة الرقص الشعبي تسعى إلى المحافظة على هذا الإرث الثقافي الذي يرجع رلى عشرات السنين، والذي يعبّر عن أصالة وتاريخ أولاد انهار، مطالبا السلطات الوصية خاصة وزارة الثقافة، بضرورة مد يد المساعدة لتطوير هذا الإرث والمحافظة عليه من خلال فتح مدارس للتكوين، وكذا مراكز للتدريب باعتبار أن مقر الجمعية أصبح لا يلبي الغرض المطلوب، وأكد حري عبد القادر، منسق الجمعية، أن الفرقة شاركت في العديد من المهرجانات الثقافية الدولية والوطنية، واستطاعت أن تحقق نتائج باهرة بعد حصولها على المراتب الأولى في مختلف المسابقات، وبالتالي هي سفير للثقافة التلمسانية الأصيلة، وقد استطاعت رقصة العلاوي حسب رئيس الجمعية أن تحرز مكانتها بتلمسان، حيث لا يكاد موسم فرح يخلو من هذه الرقصة التي تمثل شكلا من الشكل الفلكلوري الأصيل، الذي يحتوي على ثقافة مادية حضارية عميقة بدلالاتها ورموزها في الوجدان العربي، ومن مظاهرها استعمال الآلات النفخية المصاحبة لرقصة "العلاوي" مثل آلة "الڤصبة" والدف، وهي جميعها آلات موسيقية تقليدية إلى جانب اللباس الخاص بهذه الرقصة الشعبية، إذ يتميز بكونه لباسا تقليديا يدل على انتماء حضاري وديني عميق، وهو عبارة عن عباءة بيضاء فضفاضة وعمامة بيضاء مرصّعة ببعض الزخارف التي تسمى عند أهل منطقة أولاد نهار ب"السفيفا"، وتعتبر رقصة العلاوي مظهرا فولكلوريا عند الرجال في منطقة سبدو الجنوبية لولاية تلمسان، والجهات المجاورة كدوائر سيدي الجلالي والعريشة وغيرها من المناطق. كما تعد هذه الرقصة الشعبية التي توراثتها الأجيال المتعاقبة أحد أبرز معالم الفولكلور الجزائري، ولا تزال سفيرة الثقافة الشعبية، وتؤدى هذه الرقصة الشعبية في الغرب الجزائري في المناسبات ومواسم جني المحاصيل الزراعية، و"العلاوي" رقصة فنية خاصة بالرجال تعتمد على الرشاقة في الحركة وسرعة في التنسيق، وتؤدى على شكل صفوف أو دوائر على أنغام "الغايطة" وقرع البندير و"الدربوكة"، ومن حين لآخر يتوقف الرجال عن الحركة ثم يقوموا بدك الأرض بأرجلهم إثباتا لصلابتهم، ممسكين بالعصي رمز السلاح والكرامة.