عرف الوسط الكروي الجزائري في السنوات الأخيرة منحى آخر من خلال دخول متعاملي الهاتف النقال هذا المجال من الباب الواسع حيث كانت "نجمة " و"جيزي " السباقتان للاستثمار فيه، في محاول منهما لمواكبة الإنجازات الكبيرة التي حققها المنتخب الوطني بتأهله للمونديال بهدف كسب ثقة الجزائريين، لكن نجاح "نجمة " و"جيزي" في مسايرة أفراح الشعب، قابله سقوط حر للمتعامل الوطني للهاتف النقال موبيليس. شكلت سنة 2013 نقطة تحول كبير لدى شركة موبليس، بعدما تفطن مسيرها إلى ضرورة توجيه اهتماماهم للمجال الرياضي، والبداية كانت بالضجة الإعلامية الصاخبة التي أحدوثها بتأكيدهم على الاتفاق مع إدارة العملاق الإسباني ريال مدريد لبرمجة مباراة ودية استعراضية بالجزائر في شهر مارس الماضي، في محاولة وصفت بعد مرور تاريخها المحدد لإجرائها باليائسة من المتعامل "موبيليس " لتدارك تأخره الكبير في هذا المجال مقارنة بمنافسيهم، قبل أن يتأكد الجميع أن الخبر لا يعدو أن يكون سوى زوبعة في فنجان، لاسيما عقب تجرأ المسؤولين عن الإعلان بتاريخ 21 أوت الماضي عن ترسيم صفقة قدوم ريال مدريد إلى الجزائر لكن دون حدوث أي مستجدات ملموسة، الأمر الذي ضرب مصداقية المؤسسة وشوه صورتها أكثر لدى المناصر الجزائري، في الوقت الذي قطع الذين سابقوها للاستثمار أموالهم في الشأن الكروي الجزائري أشواطا متقدمة، تجلى في التباين الكبير في التعاطي مع مصداقية الأنباء التي تثار في هذا الملف. كما تسللت شركة موبيليس للكرة الجزائرية من خلال استهداف توقيع عقود "سبونسورينغ" مع الأندية الوطنية، لكن في الوقت البدل الضائع بإجماع متتبعي شؤون الكرة الجزائرية بما أن غالبية الأندية الوطنية وقعت منذ سنوات عقود رعاية مع "جيزي" و"نجمة "، والبداية كانت بفشل صفقة توقيع عقد تموين مع شركة شباب قسنطينة في الصائفة الفارطة، رغم الإغراءات المالية الكبيرة تضمنها العقد بضخ 15 مليار مليار ك "سبونسور" لمدة ثلاثة مواسم مع برمجة لقاء ودي أمام ريال مدريد، وأمام الفشل الكبير في عقد صفقة تموين تسمح لها بالدخول المشهد الكروي بقوة، فإن شركة موبيليس لجأت قبل شهرين لتوقيع عقود تموين مع أندية حديثة العهد مع حظيرة النخبة ويتعلق الأمر بكل من شباب عين الفكرون، مولودية بجاية وشبيبة الساورة، لكن هذا لم يكن كفيلا لحجز مقعد في مصاف الكبار. ويبقى أكثر ما أثار حيرة واستغراب المناصر الجزائري في محاولة موبيليس دخول المجال الكروي، هوعجز مسؤوليها الكبير عن وضع إستراتجية تعكس المعنى الحقيقي للمتعامل التاريخي، ولجوئهم الفاضح للتقليد، من خلال استهداف النجوم الكروية العالمية في صورة الأرجنتيني "ديغو مارادونا" الذي لم يستقطب خبر حلوله للجزائر قبل نحو أسبوعين لإطلاق الرسمي للجيل الثالث اهتمام أكبر من السقطات التي وقعت فيها شركة موبيليس من وراء القيمة المالية الخيالية التي رصدتها مقابل مكوثه ساعات قليلة، فضلا عن الفضيحة المدوية التي فجرها الأسطورة أمام أعين المسؤولين.