يخوض الممثل المسرحي سمير زموري غمار التمثيل السينمائي لأول مرة، عبر مشاركته في أحداث الفيلم القصير الناطق باللغة الأمازيغية "آسفل" أو "التضحية" الذي تم تصوير مشاهده مؤخرا في تيزي وزو، بلدية تامدة، ودائرة بوغني، والعمل لمؤلفه حكيم آوجيت، ومن إخراج بوقا عمر خوجى . يعتبر سمير زموري مشاركته في الفيلم، بمثابة تكوين من نوع خاص فتح له آفاقا جديدة لتنمية قدراته في عالم التمثيل، وقال أن العمل ساعده بشكل كبير على تعلم مهارات وتقنيات التمثيل السينمائي الذي يخوض غماره لأول مرة بعد تجربة 20 سنة من التمثيل المسرحي، وصرح المتحدث أن عالم السينما فتح شهيته للمشاركة في أعمال أخرى مستقبلا، إلا أنه أكد أن المسرح يعد عشقه الأول ولا يفكر في اعتزاله من أجل التخصص في مجال السينما، مشيرا إلى أنه يفضل المسرح بالدرجة الأولى كونه القاعدة التي انطلق منها، "لا استطيع التفريط في أبي الفنون لأتجه للفن السابع، تربطني مع المسرح تجربة 20 سنة ومنه أتيحت لي الفرصة للمشاركة في أعمال تلفزيونية وسينمائية، وأنا أعتبره قاعدة لكل تعبير فني لأنه يفتح آفاقا عديدة ومتنوعة ويجعل المبدع متكامل من حيث التمثيل، السينوغرافيا، السيناريو، ومخاطبة الجمهور، و مؤخرا أدخلت تقنيات عديدة على المسرح كفنون الرقص، السمعي البصري وغيرها من ما يجعله مثيرا ممتعا أكثر" أعاب زموري إهمال بعض الفنانين التلفزيونيين والسينمائيين للتمثيل المسرحي، وقال أنه من المؤسف ألا يلتفت هؤلاء إلى جمهور المسرح المتعطش لرؤيتهم وجها لوجه بعدما اعتادوا مشاهدتهم عبر شاشات التلفزيون، وعن تجربته الإخراجية، قال المتحدث عمله مع الفنانة الكوميدية بختة بن ويس سنة 2011، في مونولوغ التنشيط الحامل عنوان" الحلم" يعد تجربة رائعة خاصة وأنه أول نص كتبه يحمل رسائل عديدة في قالب هزلي ، وقال أن التجربة لاقت نجاحا كبيرا أثرته الفنانة الكوميدية بختة، التي تملك جمهورا واسعا ساعد على رواج العرض. ويعارض صاحب أحسن دور رجالي عن مسرحية "الفدائي"، فكرة الأعمال المناسباتية بقوله "أنا لا أؤمن بالمسرح المناسباتي، لأنه يفتح المجال للطامعين فهو يحقق أرباحا مادية وبالمقابل لا يعود بالفائدة المعنوية الكبيرة التي يرجوها الفن، فبالنظر إلى كثافة الإنتاج والميزانيات الكبيرة التي تسخر له، تبقى قاعات العرض شبه خالية، لأن جل الأعمال لا تستهوي الجمهور" وأكد المتحدث على ضرورة أنشاء مسرح يتماشى مع ثقافة الجمهور وميولاته، مشيرا إلى أن السياسة الراهنة في استرجاع جمهور المسرح غير ناجعة، وقال أن فكرة ارتقاء الجمهور للعرض لا تجدي مع عامة الناس، لأن قيمة العمل تقاس بالجمهور ونسبة إقباله "لذلك علينا إيجاد سبل لإنشاء عروض يكون الجمهور الجزء الأكبر منها حتى يجد نفسه فيها ولا ينفر منها مثلما يحدث مع معظم العروض الراهنة. وأضاف الفنان، أن اللوازم التقنية تلعب دورا كبيرا في نجاح العرض، وقال "كفنان أرى أن المسرحيات المقتبسة ذات المستوى العالي تصلح لتكون موجهة للنخبة، وعلينا تقديم عرضين أو ثلاثة من هذا النوع في المسارح الجهوية أو المسرح الوطني خلال مناسبات معينة، لأن عروضا مثل هذا النوع لا يصلح عرضها في القرى والمدن الصغيرة" مشيرا إلى تجربة محي الدين بشطارزي، ومصطفى كاتب الذي توجه بالمسرح للجمهور فلاق رواجا كبيرا لأنه خاطب عامة الناس بالطريقة التي تقنعهم وتمتعهم، وحث المتحدث على حتمية الاستفادة من المسارح الجوارية .
للتذكير، ينحدر سمير زموري، من قرية قنزات دوار آيت أرزين ببجاية، تألق عبر عدد من الأعمال المسرحية سواء من خلال أداءه التمثيلي في عروض من توقيع مسارح الوطنية أو جمعيات ثقافية، أو تميزه في كتابة نصوص أداها هو أو غيره ركحيا، التحق بفرقة مسرح وهران سنة 2002، ويمتلك سجلا حافلا في مجال الإنتاج السمعي البصري بتقمصه مجموعة من الأدوار في ''فوازير'' مليكة يوسف، ومسلسل ''يا ليام'' لعمار محسن، ''دهاء القاضي'' لمؤسسة بوحميدي، ومسلسل "حريروش"، وسلسلة للأطفال ''حسن السؤال'' ، كما شارك في الدبلجة للأمازيغية لمسلسل ''الهدية'' للمخرج هواري مسري، وتوج سمير زموري مؤخرا بجائزة أحسن أداء رجالي عن مسرحية "الفدائي" في اختتام فعاليات الأيام الوطنية ال 11 للمسرح الأمازيغي بتيزي وزو.