علمت “السلام اليوم” من مصادر موثوق بها أن الجزائر تبادلت معلومات مع كل من مالي والنيجر وموريتانيا لمعرفة مدى انتشار صواريخ “س أ-7” المعروفة بالسم “ستريلا” ذات الرؤوس المتتبعة للطائرات في منطقة الصحراء والساحل بعد ضبط عينة منها من طرف الجيش الجزائري. كانت النيجر ضبطت قبل شهر 800 كلغ من مادة “السنتكس” بعد اشتباك مع جماعة مسلحة. ومادة السنتكس هذه هي مادة شديدة المفعول ذات أصل تشيكي، وترجع عادات استعمالها إلى أيام الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والإتحاد السوفياتي. غير أنه لو تبين أن انتشار صواريخ “س أ 7” منتشرة على نطاق أوسع فالأمور ستكون أدهى لأن الصواريخ هذه تستغل لضرب الطيران العسكري والمدني على حد سواء وكانت من بين الأسباب التي أدت إلى انهزام السوفيات أمام الأفغان إبان الحرب الأفغانية في منتصف الثمانينيات، لأن موسكو فقدت الكثير من طائراتها الحربية بعد أن زودت واشنطن الأفغان بهذا النوع الجديد من السلاح العاتي. وكانت أجهزة الأمن الجزائرية بولاية ورقلةجنوب البلاد قد أوقفت مجموعة أشخاص على صلة بأجانب، عملوا على تهريب أسلحة ثقيلة وقطع غيار صواريخ “سام سات. ستريلا” الحرارية من ليبيا. يذكر أن صاروخ “سام” هو من النوع الذي يسهل حمله يدويا حيث لا يتجاوز طوله 1.5 متر ويستعمل كمضاد للطائرات قصيرة المدى مثل الطائرات المحلقة بالمطارات أو المروحيات العمودية، إضافة إلى كونه يحمل رأسا حربيا حراريا يتتبع الهدف المطلوب بدقة كبيرة، وقذيفة شديدة المفعول عند الانفجار. وكانت دول الميدان الصحراوي الساحلي المتكونة من الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا قد حذرت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا من مغبة انتشار مثل هذا السلاح أثناء الملتقى الدولي حول الإرهاب والجريمة المنظمة الذي احتضنته الجزائر العاصمة قبل أسبوع، وأكدت بالدليل القاطع أن الأزمة في ليبيا كانت نعمة كبيرة على القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي التي استفادت من الترسانة الحربية المسروقة من ثكنات القذافي في خضم أشهر الحرب الأهلية الستة الماضية.